بحث حول الاحزاب السياسية
بحث حول الاحزاب السياسية pdf
خطة البحث
1. طرح الإشكالية (مقدمة).
2. الفصل 1: ماهية الأحزاب السياسية ، خصائصها ، أنواعها.
المبحث 1: تعريف الحرب السياسي.
المبحث 2: خصائص الحرب السياسي.
المبحث 3: أنواع الحرب السياسية وأشكالها.
3. الفصل 2: أهمية الأحزاب السياسية ووظائفها.
المبحث1: أهمية الأحزاب السياسية.
المبحث2: الرأي المعارض لوجود الأحزاب السياسية.
المبحث3: وظائف الأحزاب السياسية.
4. الخاتمة.
1. المقدمة:
تعتبر الأحزاب السياسية من الجماعات المؤثرة بشكل رسمي في السياسة العامة للدولة ، و يكاد يقتــرن وجود النظام الديمقراطي في بلــــــــد ما بوجود الأحزاب السياسية ، حيث تتمكن هـــــذه الأخيرة مـــن المشاركـــــــة في الحكم عن طريق الانتخابات التي تحشد لـــــــها الأنصار و المتعاطفين مع المشروع السياسي الذي يحمله الحزب ، و يسعى الحـــــرب من خلال مشاركته في الانتخابات إلى تحقيق مصالح أعضائه و المتعاطفـيـن معه و قد يكون مشاركا في الحكم أو معارضا له أو بعض المعارضة أحيانا و التأييد أحيانا أخرى .
أما عن تأثير الأحزاب في مجريات الأحداث السياسية و تسيير الشأن العام فيكون من خلال البرلمان، الحكومة و الجماعات المحلية التي تشكل من الأحزاب الفائزة بالانتخابات التي تنظم دوريا.
إذن ما هي الأحزاب السياسية ؟ و ما هي خصائصها ؟ و ما أهميتها و وظائفها في المجتمع و الدولة ؟
الفصل 1 : ما أهمية الأحزاب السياسية ؟ خصائصها و أنواعها
المبحث 1 : تعريف الحرب السياسي :
• تعريف جورج بيردو ( 1) : هو كل تجمع من الأشخاص الذين يؤمنون ببعض الأفكار السياسية و يعملون على انتصارها و تحقيقها و ذلك بجمع اكبر عدد ممكن من المواطنين حولها و السعي للوصول إلى السلطة ، و على الأقل التأثير على قرارات السلطة الحاكمة .
• و حسب عاصم احمد عجيلة (2): فان الحرب السياسي هو : الجماعة من الناس لهم نظام و أهداف و مبادئ يلتقون حولها و يدافعون عنها و يسعون إلى تحقيقها عن طريق الوصول إلى السلطة أو الاشتراك فيها .
• تعريف قدم في المحاضرة عن( ادمون بارد)(3) " الحزب هو مجموعة من الأفراد يجمعهم السعي نحو تحقيق المصلحة القومية انطلاقا من أفكار معينة تتوافق عليها ، أي أن الحرب هو تنظيم سياسي لطبقة واعية في مجتمع ما يسعى إلى السلطة بغرض تطبيق السياسي و عندما يصل إلى السلطة فانه يحكم لصالح طقته لكن باسم الشعب ".
المبحث 2 : خصائص الأحزاب السياسية :
يكاد يجمع الباحثون على أن للحرب خمسة خصائص على ضوء كل التعاريف المتداولة ، و إن كانت هذه الخصائص لا تتحقق دائما مثل : خصوصية الديمومة ، حيث هناك أحزاب تنشا و تنقرض في وقت قصير (4) :
1)التنظيم الدائم :
عمر الحزب يتجاوز عــــمر من أنشاه ، حيث يستمر و يدوم مما يعطيه جذورا تاريخية بخلاف بعـــــض المجموعات العرضية التي سرعان ما تنقرض ، الحرب يحمل مشروع سياسي .
2)تنظيم وطني:
هو تنظيم من القمة إلى القاعدة يغــــــطي كل التراب الوطني للقطر بخلاف التنظيمات المحلية أو الجهوية، يتأسس على قيادة مركزية وقيادات ولائية ثم لجان أو مكاتب بلدية .
3)السعي للوصول إلى السلطة :
لابد للحرب أن يسعى للوصول إلى السلطة لكي يتولى الحكم سواء منفردا أو بالاشتراك مع أحزاب أخرى ، وذلك لتحقيـــــق وتجسيد البرنامج الذي يحمله والوفاء بوعود الحملة الانتخابية .
4)السعي للحصول على الدعم الشعبي :
يحقق الحرب السياسي أهدافه عن طريق قاعـــــــدة شعبية تسنده وتدعمه في الانتخابات ويسعى لذلك عن طريق الإقناع والحوار المباشر .
5) يحمل مذهب سياسي :
لابد للحرب أن يتبنى مذهبا سياسيا يدافع عنــه ، يضمنه المشروع المعروض على الشعب للتصويت عليه ،وهو يحمل المبادئ والأهداف والوسائل
المبحث الثالث: أنواع الأحزاب السياسية وأشكالها:
تشترك الأحزاب السياسية فيما بينها بخاصية الوصول إلى السلطة ، لكن رغم ذلك فإنها تنقسم إلى أنواع متعددة ، هذه الأنواع اختلف فيها الباحثون اختلافا كبيرا ، إذ قسموها وصنفوها تصنيفات عديدة حسب اختلاف المعايير التي ينطلقون منها لهذا الغرض ، وعليه تصنف الأحزاب السياسية تصنيف بنيوي وتصنيف إيديولوجي(1)
أولا: التصنيف البنيوي : يميز هذا التصنيف نوعين من الأحزاب :
i. أحزاب أطر : هي أحزاب قديمة في الغالب ، ترتكز على الشخصيات فهي لاتهتم بالكم الجماهيري أي تعتمد على الأعيان(رجال الدين ، أصحاب الجاه ، المثقفين ،..) ، تمتاز بثلاث خصائص: قلة عدد المنخرطين ، البنية المرنة و هيمنة القيادة على القاعدة.
ii. أحزاب جماهيرية: نشأت من خارج النظام السياسي ، فهي أحزاب معارضة كالأحزاب الاشتراكية وتمتاز بـ:الانتساب الكثيف للمنخرطين والعمل دائما على تكوينهم لتكوين طليعة من المواطنين القادرين على تحمل أعباء الحكم (مدرسة للتربية السياسية) ، كما تمتاز بالتنظيم القوي الذي يحقق الانضباط ، مما جعلها ذات فعالية في الحياة السياسية ، حيث أن النواب يخضعون إلى قيادة الحزب بصفة صارمة و تكثر في هذا الحزب الاجتماعات و المؤتمرات لوضع برنامج الحرب .
ثانيا :التصنيف الإيديولوجي : في هذا التصنيف قسمت الأحزاب إلى :
أ. أحزاب اليمين : و هي أحزاب محافظة ذات آراء رأسمالية وهدفها الدفاع عن ثروات الملاك وتلجأ هذه الأحزاب إلى دعايات واسعة عن طريق شراء الصحف و الكتب و لتأييد أفكارها تعتمد على إنفاق الأموال الطائلة لتجد صدى لأفكارها في أوساط الجماهير.
ب.أحزاب اليسار: وهي أحزاب معارضة ذات آراء اشتراكية وهدفها تحقيق مبادئ الحرب حيث ترتكز هذه الأحزاب على قوة العمال وعلى الدعوة بينهم.
أحزاب الوسط: هذه الأحزاب تؤمن بفكرة التطور في سبيل السير بالبلاد نحو التقدم ، تعمل على الحد من سيطرة الاحتكارات والرأسماليات وتعمل أيضا على رفع مستوى معيشة الفرد و تحقيق العدالة الاجتماعية.
أشكال الأحزاب السياسية:(1)
يرى "روبرت ماكيفر" أن هناك ثلاث أشكال للأحزاب السياسية:
1ـ نظام الحرب الواحد.
2ـ " الحربين الكبيرين.
3ـ " تعدد الأحزاب.
أولا: نظام الحرب الواحد
وهو نظام يقوم فيه حزب واحد بالسيطرة على مظاهر الحياة دون أي منافسة من حزب آخر ، فهو يوصف بأن له نظاما جامدا ، كما يتميز بإعتماده المركزية الشديدة والطاعة المطلقة من طرف القاعدة للقيادة (عادة ماتستمد شرعيتها من الثورة كحرب جبهة التحرير الوطني في الجزائر من 1962إلى 1989)
ثانيا : نظام الحربين الكبيرين :
يقوم على حربين كبيرين يتنافسان على السلطة ويتدولانها باستمرار، رغم وجود أحزاب أخرى إلا أن تمثيلها النيابي قليل مثل ماهو الحال في و م أ(الحزب الديمقراطي والحرب الجمهوري)
ثالثا: نظام تعدد الأحزاب
يقصد بها وجود أكثر من حربين تتقارب فيما بينها من حيث القوة والوزن والأهمية ولاتكون لأحد منه السيطرة الكاملة على السلطة ، هذه التعددية الحربية تجعل النظام ديمقراطيا مثل فرنسا ، ايطاليا .
الفصل الثاني : أهمية الأحزاب السياسية ووظائفها
البحث الأول : أهمية الأحزاب السياسية (1)
تكمن أهمية الشئ في وظيفته ومنه يمكن أن تجمل أهمية الأحزاب السياسية فيما يلي :
1)هي مدارس للتكوين والتثقيف السياسي
2)هي أداة الرأي العام في التعبير عن مختلف إتجاهاته وتطلعاته
3)التحاور مع السلطة السياسية وتقديم الإشغالات الشعبية إضافة إلى إقتراح حلول للقضايا المطروحة
4)التصدي للاستبداد الحكومي وتحقيق التداول على السلطة
5) تنشيط الحياة السياسية داخل المجتمع عن طريق عرض البرامج والتنافس بين الأحزاب ، و السعي إلى كسب التأييد و الدعم الجماهيري
6) حصر المشاكل القائمة و اقتراح الحلول المناسبة لها
المبحث الثاني : الرأي المعارض لوجود الأحزاب (2)
الذين يعارضون الأحزاب السياسية يرون أ،ها :
1) تعمل على تفكيك الوحدة الوطنية و وحدة الأمة ( أي الفرقة و الضعف ) لكونها تدعو إلى التنافس و تشيع روح الانقسام بين المواطنين و هي تعمل على معارضة و نقد ما يقدمه غيرها من برامج و أفكار و حلول للمشاكل
2) الأحزاب تفضل الصالح الحربي على الصالح القومي : أي تعمل على تحقيق مصالح الحرب و أعضائه الخاصة بالدرجة الأولى على حساب المصلحة العامة .
3) الأحزاب تدعي الديمقراطية و بمجرد الوصول إلى الحكم و تولي السلطة تتحول إلى أحزاب ديكتاتورية .
4) التعددية الحربية تؤدي إلى الاختلاف و بالتالي كثرة الأزمات السياسية في المجتمع و منه ضعف الحكومات ( مثل ما يحدث حاليا في الكويت)
5) تسمح لإقليم معين بالسيطرة على الحكم على حساب الأغلبية خاصة في أنظمة الحرب الواحد .
إن كل هذه المبررات التي سيقت للتدليل على سلبية الأحزاب السياسية ليست هي ظاهرة عامة كما أنها مرتبطة بعوامل أخرى تتعلق بطبيعة النظام السياسي في ذلك البلد ، وهل التعددية السياسية لديه كخيار إستراتيجي أم مجرد تحايل على الناس والعالم ، إلخ .
المبحث الثالث : وظائف الحرب السياسي
سبق لنا الإشارة إلى أهمية الأحزاب السياسية كونها أداة للرأي العام في التعبير عن مختلف اتجاهاته ، و أنها تنشط الحياة السياسية ، و أداء الحكومات و تتصدى لاستبداده و تحدد مسؤولية السياسة العامة ، و نضيف إلى هذه المهام وظائف و هي على نوعين (1)
1) النظرة التقليدية لدور الأحزاب :
أ) التأطير السياسي والإيديولوجية للناخبين و للمترشحين:
• يعتبر هذا الدور رئيسيا في الأنظمة الليبرالية ، حيث للمواطنين أراء و رغبات و طموحات متضاربة يعمل الحرب على تقريبها و صياغتها في منظور موحد و عرضها في شكل برنامج .
• إذ فهي تبلور أفكار الناخبين و تسهل مهمة اختيارهم للحكام و انتقاد تصرفاتهم ، أو الضغط عليهم لتعديل سياساتهم .
• و هنا يتولى الحرب التوعية حول السياسة المتبعة لنقدها أو دعمها .
• نقل رغبات الناخبين إلى الحكام ، كواسطة بين الحكام و المحكومين .
• تكوين رأي عام مناصر لأفكاره و برامجه بقصد الوصول إلى السلطة .
• نشر الوعي السياسي في المجتمع و عرض الحقائق للناخبين في مختلف الميادين.
ب ) انتقاء و اختيار المترشحين للمناصب الانتخابية :
• الحزب يشكل مدرسة كبرى للتدريب على ممارسة السلطة و مهام الحكام ، و بالتالي يسمح الحرب بروز نخبة و تقديم إطارات متشبعة لمبادئه و أفكاره في المواعيد الانتخابية .
جـ) تاطير المنتخبين :
• يطلع المنتخبين على كل ما يجري في دوائرهم الانتخابية ، و ينقل لهم انشغالات المواطنين ، و و يحرص على التزام المنتخبين بتعهداتهم و المحافظة على مصالح الحرب بعيدا عن المصلحة الفردية .
• حماية المنتخب من الضغوطات .
2) النظرة الحديثة لدور الأحزاب السياسية :
أ) وظيفة الوسائط : و هي تشمل تقريبا الدور التقليدي الذي تحدثنا عنه سابقا .
ب) وظيفة التوفيق الاجتماعي : الفئات الإنسانية التي تكون محرومة من امتيازات النظام الحاكم تسعى إلى إزاحة هذا الحكم و لو بالفوضى التي قد تؤدي إلى هلاك الجميع .
لذلك فالحزب عن طريق تأطير و تنظيم و تنسيق رغبات و انشغالات هذه الجماعات و تقديمها إلى الحكام للتكفل بها و مراقبة مدى تنفيذها يفرغ شحنة العنف من المجتمع و بالتالي يعمل الحرب على تهدئة الصراع الاجتماعي داخل المجتمع بعيدا عن العنف و جعل الصراع سلميا تنافسيا ديمقراطيا .
فيتحقق التداول على السلطة و بالتالي الوفاق الاجتماعي بين مختلف الفئات و الشرائح الاجتماعية.
الخاتمة :
الأحزاب السياسية هي المظهر الجوهري للديمقراطية في الفكر السياسي الغربي و التي تعني حرية التعبير، حرية التنقل، حرية المراسلات و حرية تكوين الجمعيات و النقابات، و حرية تشكيل الأحزاب، بل لا معنى للديمقراطية بدون أحزاب.
و للأحزاب وظيفة أساسية في تقويم السلطة و كشف أخطائها و تعديل مساراتها نحو الصواب، و هي التي تعمل على إيجاد التوفيق الاجتماعي.
كما تعد الأحزاب مدارس للتكوين والتثقيف السياسي للمنخرطين وأداة لتنوير الشعب وتبصيره بحقوقه وواجباته ، وإن كان هناك من ينظر نظرة سلبية للأحزاب على اعتبار أنها تنشر الفرقة وتغلب المصلحة الفردية والحربية على المصلحة العامة .
لكن يبقى الغالب والأهم هو أن الأحزاب السياسية تتبنى انشغالات الشعب وتؤطرها وتدافع على تحقيقها لدى السلطات الحاكمة بأسلوب حضاري بعيدا عن العنف و الفوضى، كما تسهل للحاكم إيجاد الحلول للمشاكل المطروحة .
المراجع :
1/ د.الأمين شريط ، الوجيز في القانون الدستوري والمؤسسات السياسية المقارنة ، ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر ، ط 1999
2/ د.محمد نصر مهنا ، في النظام الدستوري والسياسي دراسة تطبيقية ، المكتب الجامعي الحديث، الأزاريطة الإسكندرية ،ط 2005
3/ د.محمد نصر مهنا ، في علم السياسة قراءة في المنهج ، مركز الإسكندرية للكتاب ، الأزاريطة الإسكندرية ، ط 2007
التعليقات على الموضوع