كتاب وصف إفريقيا للحسن الوزّان
الجمهوريّة
الجزائريّة الدّيمقراطيّة الشّعبيّة.
جامعة 8 ماي
1945 كليّة العلوم الإنسانيّة
والإجتماعيّة.
قسم التاريخ:
ملتقى وطني:
الهجرة
والمهاجرون في العصور الإسلاميّة.
23/04/2018م.
إستمارة
المشاركة.
الإسم واللقب:جلال أمباركي. التّخصّص:تاريخ وحضارة إسلاميّة.
الرتبة العلميّة:طالب دكتوراه علوم. المؤسّسة:جامعة الأمير
عبد القادرللعلوم الإسلاميّة-قسنطينة.
البريد
الإلكتروني:
jalalembarki@yahoo.com
الهاتف: 0698.544.732
المحور:المحور الثالث:آثار الهجرة وإسهامات المهاجرين،دراسة
لنماذج من الهجرة الجماعيّة،هجرة بني هلال وبني سليم.
عنوان الدّراسة:
التأثيرات الحضاريّة للهجرة الهلاليّة إلى بلاد المغرب
من خلال كتاب وصف إفريقيا.
مقدّمة:
تحفل مصادر تاريخ المغرب في العصر
الوسيط بوصف هام لحركيّة سيّاسيّة، وتفاعلات حضاريّة هامّة ،نواتها القبيلة
المغربيّة إنطلاقًا من كون هذه المنطقة امتازت بنمط إجتماعي مرتكز على القبيلة منذ
عصور موغلة في القدم.
كما تزخر المصادر الجغرافيّة
والتّاريخيّة بسرد دقيق للصراعات المختلفة بين القبائل المغربيّة الأصيلة في
المنطقة والمتمثّلة في العنصر البربري الذي سيطر على الرّيف والباديّة المغربيّتان
حتّى قدوم عنصر جديد من المشرق هوّ العنصر العربي المثمثّل في قبائل بني هلال
وحلفائهم من بني سليم والمعقل وغيرهم.
لقد كان المدّ الهلالي
صادمًا وسريعًا،ونجح في تفتيت البنية القبليّة التقليديّة،وضعضع حتّى من مكانة
الكيانات السيّاسيّة،وشكّلت عناصره المسلّحة صداعًا دائمًا لكّل الحكومات
المغاربيّة حتّى دخول العثمانيين.
ولكّن التفاعل
الحضاري،والإحتكاك بالعناصر الأصليّة بقيّ يتبلور في هدوء،وببطء طيلة أربعة قرون،حتّى
إذا زار الرحّالة الأندلسي الحسن الوزّان بلاد
المغرب(914-926هـ/1508-1520م)،وتنقّل عبر أريافه وبواديه ومدنه المختلفة،نجد أنّ
ما ذكره حول سكّان المغرب المنحدرين من نسل أولئك المهاجرين جدير بالإهتمام؛ففيه
شيء كبير من التّفصيل من خلال:علاقة البدوي العربي بالآخر؟ومكانته الإجتماعيّة
المميّزة؟ وكيف أسّس الهلالي لأرستقراطيّة جديدة؟ ولنمط حياة ريفيّة غير مألوفة من
قبل في بلاد المغرب؟ونتسائل أيضًا كيف أسّس الهلاليّون لعلاقة جديدة للإنسان
المغربي مع مجاله من خلال العلاقة بالطّبيعة، وبالحيوان، وبالنبات، وبمختلف النشاطات
الإقتصاديّة؟.
وهيّ إشكاليّات نحاول
دراستها بشكل تفصيلي للإجابة عن الإشكاليّة الرّئيسيّة:ما مدى أهميّة كتاب وصف
إفريقيا للحسن الوزّان حول دراسة التّأثيرات الحضاريّة للهجرة الهلاليّة نحو بلاد
المغرب؟.
واعتمدت في هذه الدّراسة على
استخدام المنهج التحليلي الإستقصائي لأنّ مصنّف الكتاب يذكر أحداث تاريخيّة ويصف
بقاع جغرافيّة،ومظاهر حضاريّة بشكل سردي تلقائي،ولا نستطيع إستخلاص المادّة
العلميّة من هذا المصدر التاريخي إلّا من
خلال الوقوف عند كثير من العبارات الواردة في النصوص، وإعادة بنائها تاريخيًّا
،وتفكيكها،ثُمّ إعادة صيّاغتها عن طريق منهج آخر،وهوّ المنهج المقارن وذلك
باستخدام مصادر معاصرة للفترة التاريخيّة التي يعالجها الحسن الوزّان في
كتابه"وصف إفريقيا".
ولقد إعتمدت على كتاب وصف
إفريقيا بجزئيه للحسن الوزّان المشهور بليّون الإفريقي كمرجع أساسي لهذه
الدّراسة،وطعّمت المعلومات الواردة فيه بكتاب إفريقيا لمرمول كربخال،وهوّ مُصنّف
كُتب في فترة زمنيّة متقاربة أي القرن 10هـ/16م،ويأخذ المؤلّف كثير من المعلومات
من كتاب الوزّان،ولكن يزيد عليها،ويؤكّد بعضها،وينفي جزءًا،واستعنت بكتاب تاريخ
إبن خلدون،وهوّ أهم مصدر تاريخي حول القبائل العربيّة في بلاد المغرب،واستعنت
بكتّاب الجغرافيا المغاربة في تدقيق الأماكن كصاحب الإستبصار،وأبوعبيد البكري،أمّا
بالنسبة للمراجع فأغلبها عبارة عن كتب و مقالات متعلّقة بالجغرافيّة التاريخيّة
لبلاد المغرب وأغلبها من إنجاز باحثين مغاربة عارفين بالمنطقة.
ولقد درست في هذا البحث
التعريف بالحسن الوزّان،ثُمّ التعريف بمؤلّفه وصف إفريقيا،ثُمّ ما أورده حول هجرة
الهلاليين،وبعدها درست ما أورده المصنّف حول حياة الأعراب في زمانه،مستعملًا
التقسيم وفق كلّ بلد مغاربي بداية بالمغرب الأقصى،ثُمّ موريتانيا والصّحراء الغربيّة،ثُمّ
الجزائر،ثُمّ تونس،ثُمّ ليبيا،وتفاديت تقسيم الكاتب المضطرب للأقاليم والبلدان
المغاربية.
1)التعريف
بالحسن الوزّان وكتابه"وصف إفريقيا":
ينتسب الحسن الوزّان إلى
قبيلة بني زيّات الزناتيّة،الواقع موطنها في أقصى بلاد غمّارة[1] من
سلسلة جبال الرّيف المغربيّة،وعاش مع أسرته لفترة عشر سنوات في غرناطة،وهوّ من
مواليد 888هـ/1483م،ثُمّ انتقل إلى فاس،ودرس على يد علمائها التفسير،والقراءات، والعقائد
، والفقه،والتصوّف،والتّفسير،والحديث،والسيّر،والحساب،والفلك،والمنطق،إضافة إلى
علوم اللغة العربيّة وآدابها[2].
من المناصب الهامّة التي
شغلها ليون الإفريقي عدل من عدول فاس الرّسميين،كما أنّه فقيه وقاضي مشهود
له،وكاتب فصيح وشاعر،حسن الأسلوب،كان ينال الأعطيّات لفصاحته،كما كان مكلّفًا
بالجبايات فيستخلص الإلتزامات حِيال بيت المال من القبائل،وهذه المزايا جعلته من
أصحاب الحظوة عند السلطان محمّد الوطّاسي المعروف بالبرتغالي(910-932هـ/
1504-1526م) الذي جعله من
رجال بلاطه،وأسندت إليه على حداثة سنّه مهام عظيمة[3].
إضافة إلى مهام الحسن
السيّاسيّة،كان لأسرته نشاطات تجاريّة وسيّاسيّة هامّة في المغرب الأقصى،وكان هذا
سبب في تجواله بهذا البلد مرافقًا لوالده الذي كان مكلّفًا بمهمّة جمع الضرائب
للسّلطان،وأشار الحسن الوزّان أيضًا إلى رحلة أخرى طويلة زار أثنائها بلاد
مصر،والجزيرة العربيّة،والعراق،وفارس،وأرمينيّة،وبلاد التّتار،وذكر أنّه زارها
صغيرًا [4].
أمّا الرّحلات التي توسّع
فيها في مصنّفنا موضوع الدّراسة فتتمثّل في رحلة إلى الشواطئ الغربيّة القريبة من
فاس،
وزار مدن أصيلا[5]،وسلا[6] في
عام 914هـ/1508م،وفي السنة المواليّة زار المناطق الوسطى في المغرب الأقصى في مهام
سيّاسيّة[7]،ثُمّ
زار بلاد السّودان في مهمّة ديبلوماسيّة سنة 917هـ/1511م،وقام برحلات في بقيّة
أنحاء المغرب الأقصى في الفترة الممتدّة بين 918-920هـ/1512-1515م[8].
وسافر بعدها في رحلة إلى
بلاد الحجاز،وإستانبول،والمشرق العربي،وبقيّة بلاد المغرب في مابين
921-926هـ/1516-1520م،وانتهت رحلته بالوقوع أسيرًا لدى قراصنة إيطاليين في جزيرة جربة،وقدّموه
هديّة إلى البابا في روما ليون العاشر،والذي كان مهتمًّا بمختلف المظاهر الثقافيّة
التي عاصرت فترة بابويّته في عصر النّهضة الإيطالي[9]،وعمل
هوّ وأعوانه في روما على تحويل حسن الوزّان بالقوّة إلى المذهب
الكاثوليكي،واستفادوا من ثقافته الواسعة في التعرّف على تفاصيل دقيقة عن العالم
الإسلامي، وتدريس اللغة العربيّة للإيطاليين ورجال الكنيسة [10]،وللحسن
الوزّان كثير من الكتب في اللغات،والفقه المالكي،والجغرافيا،والتراجم،والتاريخ
أشار إليها في كتابه[11].
أمّا كتاب وصف إفريقيا فأخذ
فيه كثير من المعلومات عن كتب الجغرافيين العرب،ولكنّ القسم الأكبر مأخوذ من
مشاهدات عينيّة وتجارب يوميّة لمؤلّفه الذي تحدّث بإسهاب عن الجغرافيا التاريخية
والبشريّة لبلاد المغرب الإسلامي[12].
ومن مزايا وصف إفريقيا
الذهنيّة المتفتّحة لصاحب الكتاب،أي أنّه كما قيل عنه مؤلَّف عربي بعقليّة
أوروبيّة مع إحصائيّات دقيقة،لأنّ مصنّفه استفاد من عمله الإداري،وصلته ببلاط
الوطّاسيّين،والسّعديّين في تدقيق الإحصائيّات،وبالتّقسيمات السيّاسيّة،والأداءات
الضّريبيّة،كما أنّه توغّل في المناطق النائيّة،وإذا عجز عن تدقيقها فإنّه يسأل
الثقات ممّن زاروها،
كما أنّه محايد ونزيه تمامًا
من خلال تجرّده عن أيّة عاطفة دينيّة أو وطنيّة أو عرقيّة[13].
ويقول الوزّان[14]
أنّه اعتمد عل مطالعته للقسم الخاص بتاريخ العرب والعرب المتبربرة،والذي قرأه قبل
عشر سنوات من تدوين هذه الفقرات،واعتمد أيضا على مشاهداته العينيّة إذ أنه رأى
تقريبًا جميع القبائل آنفة الذّكر،وتحدّث غلى أفرادها،واحتفظ في ذاكرته ببعض
خصائصها
2)جذور الظّاهرة
الهلاليّة حسب الحسن الوزّان:
حول حادثة هجرة القبائل
العربيّة إلى بلاد المغرب أورد الحسن الوزّان سببين: فالأوّل ذكره كاتب الخليفة
الفاطمي،وهوّ أنّ جزيرة العرب تكاثر سكّانها من الأعراب إلى درجة أنّهم لم يجدوا
ما يكفي لسدّ حاجاتهم من الطّعام،والمقصود أنّهم سيهدّدون بذلك أمن الشّام ومصر
عبر شبه جزيرة سيناء وهيّ كلّها أراضٍ فاطميّة، والسبب الثّاني الذي أورده الوزّان
أنّه سيسمح لهم بالهجرة إلى المغرب مقابل الإستفادة من المال،أي دينار مقابل كلّ
رأس،ورأى الخليفة أنّه فقد مملكة إفريقيّة فليحصّل المال،وينقذ مصر من الفوضى
والإضطراب،ويؤدّب ملك الصنهاجيين،ويثأر منه باستعمال الأعراب،فعبرت نحو عشر قبائل
عربيّة إلى الضفّة الغربيّة من نهر النّيل[15].
وكانت هذه القبائل تشكّل نصف
سكّان شبه جزيرة العرب،ومعهم بعض بطون قبائل اليمن،وكان عدد الرّجال المحاربين
خمسين ألف سوى النساء والأطفال،واكتسحوا المغرب الأدنى،واقتسموا البوادي
وسكنوها،وفرضوا المكوس الجائرة على سكّانها،وتمكّن أمير المرابطين يوسف بن تاشفين(453-500هـ/1061-1107م)
من إنقاذ المدن من سيطرتهم،ولكنّهم احتفظوا بالبوادي[16].
وصف الوزّان[17]
الأعراب خارج الصّحراء بأنّهم مثل السمك خارج الماء،فلم يتمكّنوا في السهول
الأطلسيّة من الإستقواء، والعودة إلى الصحراء لوقوف الجبال الأطلسيّة المليئة
بالبربر كحاجز، بل إنّهم أقبلوا على حرث الأرض وتربيّة الماشيّة،والتخلّي عن
كبريّائهم،ولكنّهم احتفظوا بالعيش في خيّامهم لا في الأكواخ والدّور الخشنة، وزاد
من فقرهم أنّهم كانوا مرغمين على أداء إتاوات سنويّة لملك فاس،على عكس أعراب
دكّالة الّذين كانوا محتمين من التكاليف بكثرة عددهم.
3)حياة الأعراب
في المغرب الأقصى:
لقد أشرف الموحّدون على ملء
الفراغ في مناطق المغرب الأقصى الناتج عن الهجرة بسبب المجاعات والأوبئة من خلال
تنظيم هجرة القبائل العربيّة،وبعدها القبائل الزناتيّة،وتركيزها في السهول
الغربيّة،بينما تمركزت قبائل عرب المعقل في الحزام الرابط بين شمال شرق المغرب
الأقصى إلى السوس الأقصى،وكانت هذه
المنطقة بمثابة ثكنة عسكريّة للموحّدين وبعدهم المرينيين[18].
إنّ المتتبع للمسيرة
التاريخيّة لأعراب المغرب هوّ أنّهم مولعين جدًّا بالمال،فأهمّ شيء مسؤول عن
توجيههم،هوّ التأكّد من مدى منفعته الماديّة،ولذلك فإنّ عهد أبي يعقوب المنصور
الموحّدي شهد توافد كثير للأعراب على المغرب الأقصى طمعًا في عطاياه
وهداياه،وأمواله،ولذلك شكّلوا عنصر هام في الجيش الموحّدي،وكان لهم هيئة
شيوخ،والتزام ضريبي،وتجنيد أبنائهم[19].
لقد كان الجيش المريني
يتكوّن من العناصر الزناتيّة،وبخاصّة بني مرين،ولكنّهم لم يستطيعوا الإستغناء عن
الأعراب المتواجدين بالمغرب الأقصى،مثل:بني هلال،وبني سليم،ووعرب
سويد،وزغبة،وبنوجابر،وريّاح،والشبانات،والعاصم من الإثبج،وبني عامر،وبني
سالم،وغيرهم من العناصر التي انتقلت من إفريقيّة
إلى المغرب[20].
إنّ النزاع بين الموحّدين
والمرينيين كان سببًا في استقواء القبائل العربيّة في المغرب الأقصى،فشاركت
فيه،فكان عرب الخلط مع هسكورة،وضدّ سفيان،ولكنّ تحركّات الأعراب كانت تتميّز
بالولاء لمن يدفع أكثر،وفرضوا قوّتهم على المناطق السّهليّة التي غابت عنها
الدّولة،ولاسيّما أنّ بني مرين أحدثوا فوضى كبيرة بعد دخولهم المغرب الأقصى هربًا
من الأعراب في 610هـ/1213م،إذ أنّ موطنهم الأوّل كان بين الزاب وسجلماسة[21]،ولقد
إكتسب بنو مرين نوعًا من الشّرعيّة من خلال حدّهم من نفوذ الأعراب وقوّتهم في
المغرب الأقصى،وادّعائهم النسب العربي وهم مجموعة زناتيّة،وتمكّنوا من السيطرة على
البوادي[22]،و
كانوا أداة ردع تجاه البدو في المغرب الأقصى زمن قوّتهم،فهذا القُطر شهد جائحة
الجراد سنة 706ه ـ/
1306م، فقلّت الأقوات،وغلت
الأسعار إلى حدود 708هـ/1308م،ومع ذلك ازداد فساد وتخريب هذه المجموعات،فأنزل
السلطان المريني أبوثابت عامر(706-708هـ/1306-1308م) أشدّ العقوبات بأعراب
الخلط،وعاصم،وبني جابر الذين عاثوا فسادًا في إقليم تامسنا[23].
والعرب القاطنون بين البحر المتوسّط وجبال
الأطلس أكثر غنى وهناء من بقيّة العرب،لاسيّما في اللباس، والخيول،والخيّام جمالًا،وعظمة،ويملكون
أحسن الخيول،ولكنّها أقل سرعة، ويزرعون أراضيهم،ولهم الحبوب،
والغنم،والبقر،ولكنّهم في ترحال دائم لقلّة موارد الرعي،وهم أكثر وحشيّة وخيانة من
عرب الصّحراء،ولكنّهم كرماء،ويخضع من كان منهم بمملكة فاس إلى ملكها،ويدفعون له
الخراج[24].
لقدأورد الوزّان[25]
أصناف العرب الموجودين في المغرب وتوزيعهم،وأعدادهم في عهده،وذكر أيضًا أنّ الإثبج
(مائة ألف مقاتل نصفهم من الفرسان) أشرف الأعراب وأعظمهم شأنًا،ولقد أسكنتهم الحكومات
سهول تادلا[26]،ودكّالة،وعلى
أيّامه صاروا يؤدّون الضرائب الجسيمة لدولتي البرتغال وفاس في آن واحد.
وذكر الوزّان[27]
قبيلة دلّاج العربيّة،وكانوا يقيمون في مناطق متعدّدة،وبخاصّة في تخوم مملكة بجاية
وقيصريّة،ويتلقّون إعانات ماليّة من الأمراء المجاورين له،ومنهم فرع يؤدّي الخراج
لملك فاس.
وتحدّث الحسن الوزّان[28]
عن قبيلة المنتفق(الخلط:ثمانيّة آلاف فارس) المتمركزة بسهل أزغار،ويؤدّون الخراج
لملك فاس،ويضيف كاربخال[29] أنّهم
يمتلكون خمسين ألف راجل،وزاد إبن خلدون[30] بأنّهم
فرع من الجشم،واستقرّوا في السهول الأطلسيّة في عهد المنصور الموحّدي(580-595هـ/1184-1199م)،
ويضيف[31]
أنّه على عهده أصبحوا مستضعفين بعد أن حاربهم المرينيّون مرارًا،ويشير الونشريسي [32]
كذلك إلى أنّ عرب الخلط من قبيلة جشم عاثوا فسادًا في المغرب الأقصى في وقت الحصاد
ببلاد تامسنا أواخر العصر المريني صحبة الوزير يحيى الوطّاسي فأحرقوا
الزروع،ونهبوا الضيّاع،وخرّبوا العمران.
وفي وصف إفريقيا[33]
أيضًا رواية عن أربعة آلاف فارس أقويّاء من صبيح،وكانوا يقيمون مع عائلاتهم في
السهول بين سلا ومكناسة،ولهم أغنام وأبقار، يحرثون الأرض،ويؤدّون الخراج لملك فاس،ويزيد
كربخال[34]
أنّ عددهم ثلاثة آلاف من أحسن الفرسان،وأكثر من عشرين ألف راجل،وفيهم عدد كبير من
حاملي القاذفات الناريّة،وانتخبوا شيخًا لهم أحد الإسبان الذين اعتنقوا
الإسلام،واستقرّوا في جنوب تلمسان.
ولقد شكّل انتقال الأعراب
إلى سهل الأزغار وطنًا جديدًا إنطلاقًا من كون المنطقة سهلة الإختراق باعتبارها
ممرّ طبيعي ثري بسُبُل العيش كالأراضي
الزراعيّة،والمراعي،والعيون المائيّة،إلى جانب أنّه طريق تجاري من الجنوب إلى
الشّمال[35]،وشهد
هذا السّهل حركة كثيفة للقبائل المعقليّة خلال الفترة المرينيّة ممّا تسبّب في
تغيير جذري وتدريجي في إثنوغرافيا منطقة سوس[36]،وأدّى
إلى نزاع حول الأرض إنتهى بانتصار العناصر الأعرابيّة،وبالتّالي تزايد أعدادهم في
السّهل من أمثال: بطون الشبانات،أولاد جرّار،الزرارة،ولجأت العناصر الأصليّة إلى
مرتفعات الأطلس،بل وتعرّضت إلى هجمات جديدة من الأعراب والبرتغاليين[37].
ولكن لمّا ترسخّت قوّة قبائل جزولة البربريّة-وهم الأداة العسكريّة للدّولة
السّعديّة – تمّ طرد البرتغاليين، فأفلت قوّة الأعراب، وعادت البربر إلى الأرض
السهليّة[38]،ولاسيّما
أنّ السلطان أحلّ دماء الأعراب حلفاء النصارى البرتغاليين[39]،وهذه
الفترة هيّ مرحلة التأسيس للدّولة السّعديّة،والتي كانت تتّخذ الجهاد ضدّ النّصارى
أداة للشرعيّة بقيّادة أبوالعبّاس أحمد الأعرج(923-950هـ/1517-1543م)[40].
وذكر الوزّان[41]حالات
تحالف الأعراب الضّعفاء مع أعراب آخرين كأشجع مع العمارنة،والنّضر مع الحارث بسهول
حاحة مع قبيلة الشياظمة البربرية،و لكنّهم يتقاضون خراجًا من أهلها رغم ضعفهم
حسب الوزّان[42]،وعددهم أربعة
آلاف فارس، وثلاثون ألف راجل موزّعون في مائتي قرية،بما فيهم أولاد النّضر،وهي
العمارة العاشرة لهذه القبيلة،يزيد،ويفسّر،ويؤكّد كاربخال[43]،كما
تواجدت فروع من قبيلة قرفة في مناطق مختلفة بدون رؤساء،ويختلطون مع المنابهة، والعمارنة،ويتاجرون
بين سجلماسة وفاس وفق رواية الوزّان أيضًا[44]،وهذا
يعني أنّ المجموعات الضعيفة من الأعراب أصبحت تتنازل وتختلط بمجموعات أخرى عربيّة
أو بربريّة،وتقيم معها جنبًا إلى جنب في القرى والأرياف.
وقرب نهر درعة يقيم بنو سليم(أربعة آلاف فارس) ،ويتنقّلون
عبر الصّحراء،وتجاراتهم مع السودان،ولهم بدرعة ممتلكات عديدة،وأراضي كثيرة
للحرث،وعدد وافر من الإبل[45].
ولقد تعرّض المغرب الأقصى
قبل وأثناء فترة حياة الحسن الوزّان إلى كثير من الأزمات والكوارث
الطّبيعيّة،فمجاعة 776ه،ووباء سنة 846هـ،ووباء سنة 928ه،تسبّبت في استنزاف الأرواح
البشريّة،والموارد الطّبيعيّة،وانتشر الجهل في النّاس،وسادت الفوضى،واعتمد الأمراء
على التعسّف،والفوضى،والجور،وهذا ما أدّى أيضًا إلى استقلال عدد كبير من
المدن،وأصبحت كلّ مدينة،وكلّ قلعة دوّلة قائمة بذاتها،وسار حكّامها سيرة ظالمة في
الدّماء،والأموال،إضافة إلى الإحتلال البرتغالي ومانجم عنه من كوارث[46].
وسجّل لنا الحسن الوزّان[47]
استعانة عدد من المدن بقوّة الأعراب من خلال دفع الأموال لهم مقابل الحماية
مثل:سكّان تقاووست مع قبيلة أحمر(ثمانيّة آلاف رجل محارب)،والّذين اندمجوا
تدريجيًّا بالسكّان من قبيلتي لمطة،وجزولة البربريّتين،لتوافق نمط العيش القائم
على الرّعي وتربيّة الماشيّة[48]، لأنّ
منطقة سوس متفتّحة نوعًا ما، فالعاصمة تقاووست( ثمانيّة آلاف بيت) مركز تجاري
دولّي له علاقات مع السودان،والسكّان فيها:بيض وسود،وأعراب،وفلّاحين،وجبليين،أي
أنّها مدينة مختلطة، غير أنّ الجبال المحيطة بها مأهولة بسكّان شجعان؛شديدي
البأس،لا يخضعون لأيّ سلطان،ويعيشون في شبه عزلة[49]،فالأهميّة
التجاريّة لواد نون تراجعت في النصف الثاني من القرن12م،لصالح جارتها تقاووست التي
عرفت وقتها إزدهارًا كبيرًا بسبب تحوّل الطرق التجاريّة نحو السّاحل،والإعتماد على
طابع الأسواق والمواسم السنويّة الكُبرى[50].
وبالنسبة لبني منصور فمن
فروعهم العمارنة(ثلاثة آلاف فارس) حول سجلماسة، ويتقاضون خراجها،ويمتلكون واحات
كثيرة هناك،والكثير من الإبل والماشيّة التي تمكّنهم من العيش كأمراء ذوي صيت واسع،مع
عدد وافر من الأتباع من أجلاف الأعراب من قرفةوأشجع،ولهم فرقة خاصّة يمتد سلطانها
إلى الأراضي الزراعيّة في نوميديا،وحتّى صحراء فيقيق،وكلّها تمدّها بمداخيل
كثيرة،وهامّة،كما أنّهم يأتون للإصطيّاف بإقليم الكرط[51]، ،وكثيرًا
ما صاهرهم ملوك فاس باتخاذ بناتهم زوجات[52]، وجميع
بربر المناطق المذكورة يؤدّون لهم الإتاوة حسب كتاب إفريقيا[53].
وهناك فرقة من حسين تقيم في
صحراء الظّهرة،ويعيشون في فقر مدقع،وفي التّل يعيشون في حالة ضعف،ويدفعون الإتاوات
لغيرهم[54]،
وهيّ معلومات يؤكّد ها إبن خلدون[55]،
ويسمّيهم أولاد أبي الحسين،و الذين سكنوا بين تافيلالت وتيقورارين في عهده،وذكر
كربخال[56] أنّ
أملاكهم في صحراء ليبيا،وأنّهم عجزوا عن السيطرة على أراضٍ في مملكة فاس.
ولقد إندثر العرب بدكّالة
نتيجة الغزو البرتغالي إذ أنّهم عاشوا لفترة مع عرب مرّاكش متحرّرين من الضرائب
إلى أن احتلّ البرتغاليّون آسفي[57]
وأزمّور،فانقسموا إلى قسمين:قضى ملك فاس على قسم،وقضى ملك البرتغال على قسم
آخر،ثُمّ أخذت منهم المجاعة أفرادًا كثيرين،وهاجر البقيّة إلى البرتغال للعمل
كعبيد لمن يعولهم،ولم يبق منهم أحد بدكّالة[58].
في بعض مدن المغرب الأقصى لا
يختلط الأعراب بسكّانها،بل ويقاتلونهم،وبخاصّة في إقليم حاحا،فمدنه مستقلّة
ذاتيًّا لا تخضع لأيّة سلطة إلا السلطة الأدبيّة للأشراف،والأعيان،والفقهاء في
المدن[59].
أمّا سهل ناحيّة مرّاكش
-وهوّ مثلث غني بالإنتاج الزراعي،والحيواني- فاكتسحه الأعراب،ودمّروا مدينة الجمعة،وكان
لايزالون هناك لمّا نزل في ضيّافتهم الوزّان،وذكر كرمهم مع غدرهم وخيّانتهم،كما لا
يزرعون إلا كفافهم من الأراضين، و يثقلون كاهل بقيّة المزارعين المجاورين بالأتاوات[60].
وذكر حسن الوزّان[61]
أنّ سكّان مدينة الجمعة الجديدة -وهيّ مدينة متحضّرة بنيت في عهده على شكل حصن في
جبل شاهق- مرتبطون بعلاقات جيدة مع الأعراب،وهيّ مركز جباية؛يتحكّم في الإقليم
مليء بالجند والفرسان، والصنّاع، والفقهاء،كثيرالبساتين،وبها ألف بيت.
ويضيف[62]
أنّ سكّان الجبال قريبة من السهل في مملكة مرّاكش يخضعون
للأعراب،ويخالطونهم،أمّاأهالي الجبال شاهقة الشجعان،الشرسين في القتال؛فيندر أن
يحتكّوا بالأعراب،بل إنّ بعضهم لا يرون الأجانب مطلقًا كأهل جبلي سكسيوة، وتينمّل[63].
وبعض سهول دكّالة خاضعة للأعراب[64] ،و
ل"لمدينة" عاصمة إقليم هسكورة تجارات مربحة معهم في بسائطها،ويدفعون لهم
الخراج عن أملاكهم في السّهل المحاذي لها[65]،وذكر
الوزّان[66]
أنّ زعيم جبل آيت واوزقيت في جنوب جبال هسكورة لم يكن يفهم العربيّة الفصحى،ولو
أنّه يطرب لسماعها.
و في وصف إفريقيا[67]
أنّ بلدة تفزة عاصمة إقليم تادلا متحضّرة،وأهلها يتاجرون مع إيطاليا وإسبانيا،وهم
في حماية قبيلة بني جابر العربيّة (خمسة آلاف فارس)،وذكر الوزّان[68]
أنّ يوسف بن تاشفين أباد مليون نسمة من أهل تامسنا في ظرف عشرة أشهر،وظلّت بعده
مائة وثمانين سنة مهجورة موحشة،فأسكنها المنصور الموحّدي بالأعراب لتعميرها،ثُمّ
تعرّضوا للفقر بسبب الحرب مع بني مرين،فأجلوهم عن الإقليم،وعوّضوهم بزناتة وهوّارة
حلفائهم ضدّ الموحّدين،وأصبح هؤلاء مع الوقت قوّة تخيف بني وطّاس،لأنّهم قادرين على تجنيد ستّين ألف
فارس،ومائتي ألف راجل.
ولكن سجّل الوزّان في زمانه تواجد
الأعراب في تامسنّا،وهم شرسون،مخربّون،متعسّفين[69]،بل
وبعضهم مزارعين يتركون أدواتهم الفلاحيّة قرب صومعة في آثار قديمة-مدفون فيها أحد
الأوليّاء- لأنّ اللصوص لا يقتربون من الصومعة خوفًا من غضب دفينها[70]،وكان
الأعراب يخبّئون القمح في مدينة تقيت الصّغيرة،ويوكلون حراستها للسكّان
المحليين،وأغلبهم حدّادين،والأعراب أمروهم بحسن استقبال جميع الغرباء المارّين
بالمدينة[71]،وفي
تامسنا يزرع الأعراب أرياف مدينة زرفة السّهليّة،ويحصلون على غلّات
طيّبة تقدّر بخمسين ضعفًا لما زرعوا[72].
ولاحظ الوزّان[73]
أنّ هناك من البربر من يتكلّم بالعربيّة لمجاورتهم العرب وعلاقاتهم معهم،وأنّ بربر
تامسنّا احتفظوا بلغتهم لأنّهم أحرار ذوو شوكة.
يذكر لنا الوزّان[74]
ملاحظة هامّة،وهيّ انّ سهول منطقة فاس قليلة السكّان بسبب الحروب الماضيّة،وأنّ
أكثر القرى تتمركز في المرتفعات،ولكنّ الأعراب يعيشون في السّهل في مداشر،ولا سلطة
لهم مطلقًاهناك،بل إنّهم يزرعون الأرض مناصفة مع ملك فاس ورجال حاشيّته،أو مع أهل
المدينة،أمّا أرياف مكناس،وسلا؛ فيزرعها أعراب من الشّرفاءوالنّبلاءالذين هم مع
ذلك من أعوان الملك،وأغلب الظّن أنّ هؤلاء الأعراب من بني مالك من سفيان(ثمانية
آلاف فارس،وأربعين ألف راجل) الذين ذكرهم كربخال[75]،وهم
يذهبون إلى الصّحراء لانتجاع إبلهم في الشتاء،وفي الصّيف يصعدون إلى التّل،ولهم
أراضي زراعيّة في السهول الواقعة بين سلا ومكناس،وهم مع الخلط في خدمة سلطان
فاس،الذي يوليهم الإهتمام الكبير.
و ذكر الوزّان[76]
احتكاك الأعراب بأهل مكناس من خلال تجاراتهم في السّوق الأسبوعي في
الأبقار،والأغنام،وبقيّة الماشيّة، والسمن،والصّوف،وكانوا يبيعونه بأبخس الأثمان،وفي
جنوبها بخمسة عشر ميلًا مدينة جامع الحمّام السهليّة؛والتي دمّرها الأعراب،واحتلّوا
أراضيها على طريق المسافرين من فاس إلى تادلا،وهم تقريبًا كلّ سكّان باديّة بني
بازيل الغنيّة بالميّاه بين فاس ومكناس،و يزرعون فيها الشّعير،والكتّان،ويحتكّون ببقيّة
السّاكنة المهاجرين من دكّالة هربًا من البرتغاليين [77]،و
ويتحدّث الوزّان[78] عن
ظاهرة متكرّرة تتمثّل في زراعة الأعراب للأراضي الواطئة بين فاس ومكناس،وفي شرق
مدينة فاس وأغلبها في أيدي أعراب زعير أتباع ملك فاس،وهيّ منطقة مهمّة لمداخيل
الأسرة المالكة،و زعير في حروب مع أعراب بني حسين الّذين يعيشون في
الصحراء،وينتجعون صيفًا هناك[79].
ومن الأشياء التي يذكرها
المصنّف[80]
أنّ علاقات الأعراب بسكّان مدينة القصر الكبير الكبيرة كانت جيّدة من خلال عمليّة
المبادلات على السّوق الأسبوعي المقام كلّ إثنين خارج أسوار البلدة،والأمرمُماثل
في إقليم الهبط[81]،وفي سهل
نكور[82] بين
الريف والهبط[83].
وكان بني مرين قد أقطعوا
تاوريرت وأنحائها من إقليم الحوز للأعراب في 780هـ،فهاجر سكّانها إلى مدينة ندرومة[84] في
مملكة تلمسان بعد أن أعيتهم الحروب،وتركوا دورها قائمة،وهوّ ما حدث لمدينة
هدّاجيّة المجاورة لها؛والتي تعرّضت لأخطار الأعراب المقيمين في صحراء الظّهرة القريبة منها[85]،وفي
أوائل القرن العشرين الميلادي أصبحت تاوريرت عاصمة قبيلة ذوي منصور،وهم أغلب قبائل
المعقل،ويسكنها من بطونهم:الكرارمة،وأولاد المهدي،وأولاد سليمان ،ولرباع،وغفولة،ولهم
فروع كثيرة[86].
وعلى بعد خمسة عشر ميلًا من
توريرت يوجد قصر قرسيف[87]
في قلب الصّحراء،وأهلها يحرسون مخازن الحبوب التابعة لسادتهم الأعراب[88]، وفي
مدينة دبدوإمارة محليّة أقامها بني ورتاجن (فرع من زناتة)،وتمكّنوا من دفع
خطر الأعراب عنها، وعقدوا معهم إتّفاقيّة[89]،وهذه
الإمارة إمتدّت في الفراغ السيّاسي بفضل أميرها موسى بن حمّو،ثمّ حفيده محمد بن
أحمد بن موسى والذي تمكّن من بسط نفوذه على جزء من هضاب الظّهرة،وعدد من المدن
والقصور الجبليّة،وازدهرت نتيجة الأمن والقوة العاصمة دبدو،وأصبحت مركزًا تجاريًا،وعلميًّا[90].
ولأهل مدينة تازا[91]
الهامّة تجارات مع الأعراب فهيّ بعيدة عن خطرهم،وأهلها متحضّرون،ويتاجرون بالحبوب
بثمن مرتفع مقابل تجارات سجلماسة،وبخاصّة التمور[92]،ومن
جبال تازة"سليلقو"،ويحتلّ سكّانه السّهل الواقع أسفله في الشتاء
القاسي،وفي أواخر شهر ماي يصعدون إلى الجبل،ويسكنون فيه للتمتّع بالمناخ
المنعش،والفرار من الأعراب الذين يحلّون بالسهل هربًا من حرّ الصّحراء[93].
يُتاخم هذا السهل جبال زيز الكبيرة المسكون
بعناصر من صنهاجة أقويّاء،وشجعان،ومرعبين،وقتلة،وأشرار،ولصوص،
وتتألّف زيز من خمسة عشر
جبلًا غنيّة بالمياه،قليلة الأشجار،وعداوة أهلها للأعراب متأصّلة فيهم،حيث ينهبونهم
ليلًا،وأحيانًا يعمدون إلى رمي جمالهم من الجبال،وإهلاكها في الصّخور نكاية
فيهم،وعندما يكون الأعراب في الصّحراء فإنّهم يغادرون إلى سجلماسة للتّجارة فيها
في الصّوف،والسمن[94]،وهم
بدروهم يهاجمون أهل جبل زيز باستمرار،وأحيانًا بأعداد كبيرة،ويسلبونهم
بضائعهم،ويقتلونهم،ولكنّ شجعانهم يحاربون فرسان الأعراب راجلين بالرماح
والسيوف،ولكن مع مرور الزّمن أصبح الزّيزيّون يمنحون للأعراب رخصة مرور،هم
والتجّار الغرباء،بمقابل،وإلّا تعرّضوا للنّهب[95].
ويذكر الكاتب[96]
أنّه لمّا سقطت دولة بني مرين إنضوى تحت حماية الأعراب من قبيلة بني حسين سكّان
قرسلوين على سفح جبل زيز،ولكنّهم تعسّفوا بدورهم في أخذ أموال كثير من أهلها،فهاجر
أغلبهم،وبقيّت قلة قليلة في فقر مدقع لا تزرع إلّا قليلًا من الأراضي.
ولقد سكن في قصر إيسلي
المهجور والذي يتوسّط سهل جاف تزرع فيه الحبوب مجموعة من الزهّاد المنقطعين،
والذين يحظون باحترام ملك تلمسان،وأعراب المنطقة،وهم يقدّمون الطعام والشراب
مجانًا لكلّ عابر سبيل[97]،وسجّل
لنا الحسن الوزّان[98]
أنّ سكّان وجدة الغنيّة زراعيًّا ورغم معاملاتهم مع الأعراب،ودفعهم الغرامات
الماليّة لهم؛ إلّا أنّهم يتحّدثون باللغة الإفريقيّة القديمة،وليس بالدّارجة
المنتشرة في المدن،والتي لا يحسنها إلّا نفرقليل منهم فقط.
ويستعين بعض أصحاب القصور في
خلافاتهم بالأعراب، ووضعهم أشبه ما يكون بالحكومات المحليّة[99]،وتُضرب
في هذه القصور العملات الذّهبيّة والفضيّة،والأولى رديئة النّوعيّة،ويأخذ الأعراب
منهم المكوس،ولاسيّما أنّ أغنيّائها يتاجرون مع السودان في الذهب والعبيد،ولا
استغناء لهم عن قوّة الأعراب وسطوتهم [100]،وكان
أصحاب هذه القصور متّحدين،وبنوا أسوارًا لردّ هجومات الأعراب،ولكنّهم في حروبهم
هدّموها،ومع مرور الزّمن أصبحوا فريسة سهلة لأعدائهم[101].
وعلى بعد إثني عشر ميلًا
جنوب خرائب سجلماسة تقع حصون السويهلة،وأم الحدج،وأم العفن،والتي أسّسها الأعراب
في الصّحراءليحفظوا فيها أموالهم ومؤنهم،ويمنعونها من عدوّهم،ولازرع حولها ولانبات
إلّا الرّمال والصخور السّوداء[102]،وجنوبها
أيضًا واحات كثيرة يتاجر أهلها مع
السّودان،ويخضعون للأعراب[103].
وسجّل لنا الكاتب[104]
تواجدأعراب في واحتين هما:مزالق،وبوعنان على بُعد خمسين ميلًا من سجلماسة على ضفّة
وادي قير،وهم يزرعون النّخيل،ويعيشون في فقر،وبؤس،وذكر إبن خلدون[105] أنّهم الأحلاف(المنبات) من ذوي منصور،من عرب
المعقل،وأنّ سجلماسة من مواطنهم.
لقد كانت القوافل المغربيّة
تعاني في تجارتها من ظاهرة اللصوصيّة،و من قُطّاع الطرق من الأعراب،وهيّ ظاهرة
تحدّث عنها كثير من الرحّالة،وعانوها،وحتّى ركب الحجّاج لم يسلم من شرّهم،ولقد
كانت الإبل مصدر حريّة الأعراب في صحاري إفريقيا، لأنّ الإبل تتحمّل خمسين يومًا
دون ماء،وهيّ تحمل المؤونة،وأعدادها كثيرة جدًّا عندهم[106].
إنّ ظاهرة الإغارة على
القوافل التّجاريّة،وقوافل الحجّاج استمرّت حتّى دخول الإحتلال الفرنسي للبلدان
المغاربيّة،وهيّ مرتكبة من طرف البدو الأعراب،ومن الطوارق الملثّمين أيضًا،وهذه
الظّاهرة سببها الفراغ السيّاسي،والفوضى لغيّاب قوّة عسكريّة كبيرة ورادعة[107]،وأدّت
مهاجمات البدو للقوافل إلى استعانة أصحابها بالحرّاس من القبائل القويّة،أو من
قبائل مختلفة لتكثر العصبيّة، وتتفرّق الدّماء في حالة الخطر،وهيّ إجراءات مكلفة
ماديًّا[108].
واستقرّ الأعراب في سهول
إقليم أزغار حول دلتا نهريّة تكثرفيها
المستنقعات والبحيرات،فيصطاد الأعراب أسماك النهر، ويستهلكون ألبان مواشيهم
وسمنها،فكثُر بينهم المرضى بالبرص،واصطيّاد الأعراب للسّمك النهري يُلاحظ أيضًا في
مصبّ نهر زيز،وهوّ عبارة عن بحيرة وسط رمال الصّحراء [109].
أمّا في درعة فاستقرّ
الأعراب فيها بقصد التجارة لأنّها منفذ مدينة فاس إلى الطرق المؤدّية إلى السودان
الغربي[110]،وفي هذا
الإقليم يأتي الأعراب في فصل الربيع لرعي
إبلهم،لأنّ ثلوج الأطلس تذوب،وتنحدر عبر مجرى النهر فيكثر العشب،ويقاتل الأعراب من
أجلها[111]،إذ أنّ
طبيعة المنطقة الجافّة،ومناخها الحار،وقلّة التساقط أدّت إلى الإعتماد على الرّعي
وحده كأسلوب للعيش،وهذا النمط غير مرتبط بتوافد الأعراب،فالنشاط الزراعي محدود في
هذه المنطقة لفقر التربة[112]،ويذكر
كربخال[113] أنّ
الأعراب المتمركزون بدرعة من قبيلة أولاد سليم المعقليّة(ثلاثة آلاف فارس،وعشرين
ألف راجل)،وهم أغنيّاء يتاجرون مع السودان الغربي.
لقد حاول السعديّون اصطناع
الأعراب لاسيّما الخلط منهم،المتنقلين بالمناطق الشّماليّة في جيوشهم،وكانت هذه
التحرّكات العسكريّة والقحوط،والأوبئة،في القرون الثلاثة السابقة للسّعديين قد
ساهمت في فتح فجوات ديمغرافيّة عميقة ضمن سكّان هذه المناطق،ممّا سهّل تنقّلات
الأعراب[114].
أمّا سجلماسة فاكتسبت
أهميّتها من كونها ممر تجاري هام للقوافل الصّحراويّة ولقد ذكر البكري[115]
أنّها "أوّل الصّحراء،لايُعرف في غربيها،ولا قبليها عمران"،ومنها إلى
غانة في السودان مسيرة شهرين في صحراء خاليّة إلّا من قوم من البربر الظّواعن من
صنهاجة،"ولا يُطمئن لهم"[116].
وظلّت تحتفظ بقيمتها إلى أن خُرّبت في نهاية القرن الثامن عشر[117]،ولكنّ
هيمنة القبائل العربيّة عليها أدّى إلى التّأثير بشكل سلبي على اقتصادها فتضاءلت
المحاصيل الزراعيّة،وقلّت الموارد الماليّة،لأنّ الطرق التجاريّة تحوّلت نحو مسالك
أخرى أكثر أمنًا،مثل: تلمسان، ودرعة، وتونس، ونحو المحيط الأطلسي مع البرتغاليين[118]،وإضافة
إلى هذه المدن ظهرت مدن مغاربيّة أقلّ أهميّة في التجارة مع السودان الغربي مثل:
فاس، مرّاكش،غرداية،تقّرت،[119].
وفي التجارة المغاربيّة
أيضًا تبرز أهميّة المواسم التي كانت تتمحور حول زيارة وليّ صالح إلى عرض سلع
زراعيّة وصناعات لقبائل أخرى،مثل: موسم أسرير بواد نون والذي يمتدّ إلى العهد
المرابطي،والذي ينعقد مرّتين في السّنة،والإشعاع التجاري لهذه الأسواق يصحبه إشعاع
من نواحي أخرى اجتماعيّة،ودينيّة،واقتصاديّة[120]،ولقد
سجّل لنا البكري[121]
ظاهرة الأسواق الأسبوعيّة في أغمّات[122]،ووادي
درعة الذي يُقام سوقه مرّتين في يوم الجمعة.
4)في موريتانيا
والصحراء الغربيّة:
يتحدّث الوزّان عن قبيلة الأوداية، وعددهم كبير
جدًّا(سبعون ألف رجل أغلبهم مشاة)،ويبسطون نفوذهم على السودانيين،وموطنهم بين
ودّان،وولّاتة[123]،أمّا
كربخال[124] فيؤكّد
سيطرة الأوداية على ودّان،وملك ولّاتة يؤدّي لهم الضرائب.
ومن قبائل
الصحراء أيضًا الرحامنة [125]،وأيضًا
ذوي حسين الذين ينقسمون إلى دليم،وبرابيش،وأوداية،وذوي منصور،وذوي عبيد الله[126].
وقال المصنّف[127]
عن قبيلة دليم أنّها تساكن الصنهاجيين في صحراء ليبيا،وليست لهم قيّادة،ولا
يتقاضون أجر،فهم صعاليك ولصوص،وكثيرًا ما يأتون إلى درعة ليستبدلوا مواشيهم
بالتّمر،ويرتدون أرذل اللباس،وعددهم يبلغ عشرة آلاف رجل منهم أربعمائة فارس،في حين
أنّ البرابش يسكنون الصحراء المقابلة لإقليم سوس وهم كثيرين،وضعفاء،ولديهم إبل
كثيرة،وخيولهم قليلة.
وهنا يُشير الوزّان[128]
إلى المنطقة المسمّاة في الوقت الحالي موريتانيا،والصّحراء الغربيّة،ويفيدنا
ببدايات تواجد مجموعات عربيّة بدويّة مُساكنة لقبيلة صنهاجة الجنوب،وهذه التلاقح
هوّ بداية نشأة مجتمع البيضان الصّحراوي وهوّ نتاج اختلاط الصنهاجيين وعرب المعقل
وبخاصّة بني حسّان،والذين سيفرضون بعدها لهجتهم وعاداتهم على هذه المنطقة.
5)في القطر
الجزائري الحالي:
كانت أكبر إمارة تعرّضت لخطر
الأعراب هيّ مملكة تلمسان إذ أنّ حدودها الجنوبيّة كانت مليئة بهم،وكان
الزيّانيّون مضطّرين لتقديم الأداءات الجسيمة،والهدايا الغاليّة لهم،ولكنّهم في
مرّات كثيرة وجدوا الحماية منهم ضدّ ملوك بني مرين،
ومع ذلك فإنّ ملوك تلمسان لم يستطيعوا أبدًا
إرضائهم جميعًا،ولهذالم تبقى في البلاد سُبُل آمنة[129].
وأغلب أراضي مملكة تلمسان
سهلة الإختراق للأعراب لأنّها عبارة عن أراضي جافّة قاحلة في قسمها الجنوبي ماعدا
السهول الساحليّة الخصبة جدًّا،وأغلب الجبال غابيّة غير منتجة،ولا يوجد بها إلّا
عدد محدود من المدن،ومن القصور أيضًا[130].
ولا يملك ملك تلمسان سوى ألف
فارس في العاصمة،ولكنّه في وقت الحرب يستعمل النّفير ويجمع الأعراب والفلّاحين[131].
ولأحد الأوليّاء في منطقة
البطحاء نفوذ واحترام كبيرين إلى درجة أنه لا يمنح أيّة مكوس لخليفة ملك تلمسان أو
الأعراب، رغم ثروته الضخمة،وأحفاده المائة والخمسون،ويبجّله الأعراب ويحترمونه[132].
ونتيجة تراجع قوّة ملك
تلمسان فإنّ كثيرًا من سكّان المدن والسهول يتعرّضون لتعسّف الأعراب[133]،ولكن
كثير من جبال مملكة تلمسان يسكنها بربر أشدّاء لا يقدر عليهم الأعراب[134]،ولكن
في مملكة الجزائر سلطة الأوليّاء قويّة على هؤلاء الأقوام،وهم أداة حماية الغرباء
وعابري السّبيل[135]،وهؤلاء
الأعراب القاطنين في سهل متيجة تتزعّمهم قبيلة الثعالبة من عرب المعقل،ومنهم أمير
مدينة الجزائر سالم بن التومي[136].
وذكر الوزّان[137]
أنّ علاقات سكّان مدينة المسيلة سيّئة بجيرانهم الأعراب إذ أنّهم يثقلون كاهلهم
بالأتاوات،ويسلبون مداخيلهم فضلًا عن ما كانوا يدفعونه لملك بجاية،ولذلك فإنّهم
يعيشون في بؤس، وفقر مدقع.
كما ساهم الأعراب في انحطاط
مدينة سطيف بعد أن حطّموا جزءًا من سورها،فلم تبق فيها إلّا مائة دار مسكونة[138]،
وهؤلاء هم الذواودة فإنّهم الأعراب المسيطرين
على تلول قسنطينة وبجاية،والزاب،إلى ورجلان،وما بعدهما من قفار[139].
والأعراب المجاورون لقسنطينة
من أنبل العرب بإفريقيا،وأشدّهم بأسًا[140]،
وقبائل الذواودة من ريّاح هي المتغلّبة على ضواحي قسنطينة،أمّا في جهة شرق الأوراس
إلى شرق الزّاب فقرفة هيّ السائدة من الأعراب[141]،وكثيرًا
ما كانوا يهاجمون القوافل الخارجة منها لذلك كان أصحابها يستعينون بالأتراك من
حملة البنادق،ويستأجرونهم بأغلى الأثمان[142].
وفي خارج مدينة عنّابة تسكن
قبيلة عربيّة تُدعى مرداس،تملكون عددًا كبيرًا من رؤوس البقر،والثيران،والغنم ،
ويتاجرون في الزّبد،والقمح مع أهل عنّابة،ومع الجنويين وغيرهم[143]،وعن
سهل عنّابة يذكر روبار برنشفيك[144]
أنّ أبناء مرداس لا يزالون موجودين إلى الفترة الحاليّة في ضواحي عنّابة.
وفي جنوبيها بخمسين ميل دمّر
الأعراب مدينة تيفاش على مرّتين،وفي نهاية الأمر افتكّها بدو هوّارة البربر
واستعملوها مركز لتخزين الحبوب،وأميرهم وقتئذ يُدعى بالنّسر،وهوّ الذي انتصر على
الحفصيين والعربان في 915هـ[145].
ويُخبرنا الوزّان[146]
أنّ سكّان جبل الأوراس يعيشون في عزلة،ولا يتّصل بهم أحد،ولا يريدون أن تعرف مسالك
جبالهم خوفًا من خطر أعدائهم الأعراب،أو الأمراء المجاورين لهم.
أمّا الجبال الممتدّة شمال قسنطينة
من بجاية إلى عنّابة فأهلها أكثر تحضّرًا من سكّان جبال بجاية،والإنتاج في أراضيهم
كثير لأنها في غاية الخصب،وخاصّة السهول،ولهم تجارة مع الأعراب المجاورين،في التين
والزيتون،ومع سكان القالة، وجيجل، وقسنطينة[147]،ولكنّهم
لا ينزلون إلى السهل خوفًا من تعسّف الأعراب،أوإلى المدن خوفًا من الأمراء،بل
يقيمون أسواق أسبوعيّة قريبة من
جبالهم،ويقصدها كثير من تجّار القالة،وقسنطينة[148]،وجبالهم
بإمكانها تجنيد أربعين ألف فارس،ولو إتّحدوا لكانوا أقوى قوم في إفريقيا لفرط
شجاعتهم[149]،ولا
يختلف هذا الواقع كثيرًا عن ما ذكره البكري[150]
من أنّ الجبال الممتدّة من بجاية إلى القل
هيّ جبال قبائل كتامة العامرة،الكثيرة
القرى،و المراسي،لأنّ لأهلها تجارات مع أهل الأندلس.
إنّ المناطق الزراعيّة في
جبال بونة غير مسكونة نتيجة خطر الأعراب،باستثناء منطقة صغيرة تسكنها قبيلة تعيش
في الباديّة،فرضوا منطقهم بقوّة السلاح على الأعراب،وهذه التلال تمتدّ من عنّابة
إلى باجة على نحو ثمانين ميلًا طولًا،وثلاثين ميلًا عرضًا[151].
وفي غرب الجزائر تتمركز
قبيلة صبيح وهيّ أقوى وأهم القبائل العربيّة،وتسكن في تخوم مملكة الجزائر،ويتلقّون
إعانة ماليّة من ملك تلمسان،ولهم في نوميديا أقاليم عديدة خاضعة لهم،ومن عادتهم
رحلة الشتاء والصّيف لكثرة إبلهم[152].
وعن بقيّة فروع بني هلال في
القطر الجزائري فأهمّهابني عامر بين
تلمسان ووهران،ويرتحلون بإبلهم إلى الصحراء،ويستأجرهم ملك تلمسان،وهم ذو شجاعة
فائقة وثروة طائلة،وعددهم ستّة آلاف فارس من أقوى الفرسان وأحسنهم عتادًا[153]،وهم
من أهمّ فروع زغبة،وكانوا حلفاء الزيّانيين،وحماتهم ضدّ عرب المعقل في القرن 14م،أمّا
عروة الساكنون في ضواحي مستغانم فيتميّزون بالوحشيّة،واللصوصيّة،ويرتدون أرذل
لباس،ولا يبتعدون عن الصّحراء، فلاموطن لهم في بلاد البربر،ولا إعانات
ماليّة،وعددهم ألفي فارس،وهوّ نفس عدد عقبة بضواحي مليانة،ويمدّهم ملك تنس بقليل
من المال،وهم شرسون دون رحمة أو شفقة[154].
وهناك قوم هبرة من سويد وهم
فلّاحون يؤدّون الخراج لملك تلمسان،وربّما عددهم مائة فارس،وهم مستقرّون في السهل
الممتد بين وهران وتلمسان[155]،وذكر
إبن خلدون[156] أنّهم
مقيمون بالبطحاء،و أعراب قبيلة سويد المذكورة فيسكنون القفار الممتدّة في مملكة
تنس،ولهم صيت واسع،وسيطرة واسعة،وأموال يأخذونها من ملك تنس،وهم شرفاء شجعان
مستغنون عن غيرهم [157]،
وهؤلاء من قبيلة بني مالك بن زغبة،وكانوا حلفاء لزناتة،وعلى رأسهم بني عبد الواد،
وكانوا يأخذون الإتاوات على أراضٍ كثيرة من مملكتهم في عهد إبن خلدون[158]،ويؤكّد
الزركشي[159] أنّ
عرب سويد،وبني عامر،والذواودة،وبني يعقوب، كانوا يسيطرون على بوادي مملكة تلمسان
في سنة 864هـ،أمّا استرضاء الزيّانيّين للأعراب فكان من أجل حماية الطرق
التجاريّة،وعلى رأسها الطريق المستحدث بين وهران،وإفريقيا السّوداء[160].
وإجمالًا فإنّ القبائل
الهلاليّة في المغرب الأوسط بما فيها قبائل رياح،والإثبج،وزغبة،أصبح أفرادها تجّار
إقطاعيين،وتخلّصوا من بداوتهم،وظهرت عليهم علامات التّحضّر،وسيطروا على الطرق
التّجاريّة ومياه الآبار،وفرضوا الجزية على السكّان في مدن المغرب الأوسط عن
محاصيل القمح،والتمور،والزيتون،فأصبحت التجارة خاضعة للتّسلّط الهلالي[161].
أمّا قبيلة مسلم فتسكن مفازة
المسيلة قرب مملكة بجاية،وهم يفرضون الإتاوات على أهل المسيلة وقراها،وتجاورهم قبيلة
ريّاح فتقيم جنوب قسنطينة بقفار ليبيا،وتمتدّ سلطتهم على جزء من نوميديا،وينقسمون
إلى ستّة أفخاذ كلّهم أبطال حرب نبلاء مجهّزون أحسن تجهيز،وتصلهم إعانات ماليّة من
ملك تونس،وهم ستة آلاف فارس[162]،ومن
أشهر هؤلاء الذواودة،وكان زعيمهم في 882هـ نصر بن صولة[163].
أمّا أعراب بني سعيد فيسكنون
صحراء ورقلة،ولهم معاهدات صداقة وتجارة مع مملكة ورقلة،ويكسبون عددا وافرًا من من
الماشيّة يزودون بلحومها المدن صيفًا،لأنّهم لا يغادرون الصّحراء في
الشّتاء،ويناهز عددهم مائة وخمسون ألف رجل
لا خيول لهم[164]،ومدينة
ورقلة فتخصّصت في التجارة مع السودان الغربي،وإلى هذه التّجارة يعود سبب
مجدها،وقوّتها،حتّى إنّ كثيرًا من أهلها يعتبرون أدلّاء في الدروب الصّحراويّة
المؤديّة إلى إفريقيا الغربيّة[165]،
وأهل مزاب، وتيقورارين، وورقلة، وطولقة، وغدامس،وواحات صحراء ليبيا يزرعون أراضي
واحاتهم الغنيّة،ويتاجرون مع الأعراب،والسودان الغربي،ويخضعون لسلطة الأعراب[166].
وعرب نوميديّا ينظمون الشعر
الموزون حول حروبهم،ورحلات الصيد،والغزل الرقيق،وهم كرماء،ولكنّ مواردهم الماليّة
قليلة،ولباسهم رجالًا ونساء كلباس النوميديين،ولكنّ حلّي النساء مختلفة قليلًا عن
حليّ النوميديّات،ولقد احتفظوا بإنشاد الشّعر بلهجتهم العاميّة الفاسدة،وقد ينال
شاعر مشهور منهم إعجاب الأمراء فيمنحونه صلات هامّة،ولا يخفي إعجابه برقّة ووصفاء
أشعارهم،وعن نساء أعراب نوميديا فلباسهن حسن حسب أعراف البلاد،وهوّ قميص أسود واسع
الأكمام،يجعلن فوقه خمار أسود أو أزرق يلتحفن به،ويجعلن هدبه على أكتافهنّ من
الأمام، ومن الخلف،حيث يُمسك بمشبك فضّي اللون بطريقة فنيّة،ويضعن أقراطًا من
الفضّة كذلك في آذانهنّ،وخواتم في أصابعهنّ، وأساور في أيديهن،وخلاخل في أرجلهنّ
على عادة الأفارقة،وتضعن على وجوههنّ ثوبًا صغيرًا مثقوبًا أمام العيون، فإذا رأين
رجلًا ليس من أهلهنّ،إحتجبن فورًا بهذا اللثام،وأمسكن عن الكلام،فإذا انفردن
بأزواجهنّ وذويهنّ رفعنه[167].
وأثناء رحلاتهم فإنّ العرب
يحملون نسائهم في هوادج كالسلال تغطّى بزرابي جميلة جدًّا،وهيّ تتسع لإمرأة واحدة
فقط،ويصطحبون نسائهنّ في حروبهم لتزداد شجاعتهم،ويتراجع خوفهم[168].
ومن عاداتهنّ خضابهنّ
المبالغ فيه في الخضاب بالحنّة في وجوههنّ،وصدورهنّ،وأيديهنّ إلى رؤوس
الأصابع،لأنّ ذلك مستحسن عندهنّ،وهذه العادة أخذنها عندما انتقلوا إلى سكنى هذه
البلاد،ولم تكن معروفة لديهنّ من قبل،وهيّ عادة مستهجنة عند سكّان المدن، وهذه
العادة يمدحها الشعراءويستحسنها رجالهم،ويعتقدون أنها تجعلهنّ أكثر جاذبيّة
وجمالًا[169].
وذكر الونشريسي[170]
أنّ عرب الدّيلم،ورياح،وسويد،وبني عامر،بالمغرب الأوسط أقدموا سنة 796هـ/1394م على
قطع الطرق،واعتدوا على القوافل،وسلبوا محتوياتها،وسفكوا دماء أصحابها،وسبوا
النساء،ولم يتمكّن ولاة الأمر من وضع حدّ لاعتداءاتهم ،وعمدوا إلى
موادعتهم،ومداراتهم بالعطاءات.
6) الأعراب في
القطر التونسي:
لقد بقيّ جزء من الأعراب في
تونس لم يأخذهم سلطان الموحّدين المنصور معه،فاستولوا بعد ذهابه على القطر التونسي،إلى
أن قام بإدارتها بني حفص فاتفقوا معهم على أن يتركوا لهم السيّادة
المطلقة،وبالمقابل يدفع لهم الحفصيين نصف الأعشار، ونصف ما يستخلصونه ممّا تنتجه
المملكة الحفصيّة،غير أنّ الحفصيين لم يستطيعوا إرضاء كلّ قبائل العرب حسب رواية
الرحّالة [171]،وذلك
بسبب كثرة عددهم ،والذي كان يفوق مداخيل وإمكانيّات البلاد،فوزّعوا ذلك على جزء
منهم فقط، مقابل أن يحافظوا على الأمن في البوادي،فقام القسم المحروم منهم بالنهب،والسّلب،والقتل
في الأرياف والبوادي،ونشروا الرّعب في الطّرقات،ومن الأعراب الّذين ذكرهم الزركشي[172]
في سنة 867هـ والمقيمون بتونس أولاد يعقوب،وأولاد يحيى،وأولاد مسكين، والشنانفة من
أولاد مهلهل.
لقد إستعبد الأعراب من أحلاف
الكعوب،وأولاد بليل،وأولاد مرعي من عوف،وكلّهم من بني سليم[173]؛سكّان
مدينة قابس حسب رواية الحسن الوزّان[174]،ويُسجّل
الرحّالة[175] أنّ
كثيرًا منهم ينتقلون من اليابس إلى جزيرة جربة للمتاجرة في المواشي، والأصواف مرّة
في الأسبوع،و"يحتشد" سكّانها للتعامل معهم،ومن الرّاجح أن يكون هؤلاء من
أولاد أحمد من ذباب بن سليم،وموطنهم من قابس إلى طرابلس الغرب،وأيضًا من المحاميد
الذي سيطروا على قابس وقتئذ[176]،ومن
البديهي أن تتسبّب العلاقات التجاريّة في احتكاك ثقافي،وتبادل العادات والتقاليد
الإجتماعيّة من خلال عامل الثقة التي تقوم عليه التّجارة.
ولقد ذكر الوزّان[177] أنّ باديّة باجة كبيرة،وواسعة،ومتراميّة
الأطراف،واليد العاملة فيها غير كافيّة،فيلجأ أصحاب الأراضي لاستخدام لأعراب،ومع
ذلك تبقى بعض الأراضي بور،ومن نافلة القول بأنّ هذا أدّى إلى استقرار الأعراب
بالتّدريج، واحتكاكهم بالفلّاحين المحليّين،وأخذ كثير من عاداتهم.
وفي شرق باجة يذكر الرحّالة[178] تواجد
أعراب من قبيلة بني علي،كانوا يثورون دائمًا على ملك تونس،ولا يعيشون إلّا من
النهب، والفتك،والسلب للفلّاحين المساكين،المرهقين أصلا بالضرائب الفادحة،ولقد
خرّب الأعراب المدن السهليّة الصغيرة بين باجة وبنزرت،وبني علي حسب إبن خلدون[179]
هم بطن من حصن من بني علّاق من بني سُليم.
وذكر لنا الحسن الوزّان[180]
أنّ سكّان مدينة تونس كانوا لا يستطيعون زرع القمح في ضواحيها خوفًا من
الأعراب،ولهذا فسعر القمح فيها مرتفع، فيُستورد من عنابة البعيدة عبر البحر،ويُضيف
أنّ الأعراب يتحكّمون في البوادي والسهول، وينهبون القمح المزروع في حقولها كلّ
سنة، ثمّ يعودون إلى الصّحراء،والعرب المسيطرين على ضواحي مدن تونس كلّها هم
الكعوب ومرداس من بني سليم[181].
ويذكر صاحب وصف إفريقيا[182]
أنّه في بلدة توزر[183]
يُساكن الأعراب أهلها من قبيلة فطناسة البربريّة،غير أنّ الطّرفين في عداء وحرب
دائمتين،فيفصل بين مساكنهم نهر صغير،وهذا يدلّ على أنّ أيّة علاقات إحتماعيّة
بينهما تكاد تكون منعدمة.
ولقد حظيّ العرب المقيمون
بصحراء مملكتي تونس وتلمسان بامتيّازات كثيرة،فعاشوا كملوكها الحفصيين والزيّانيين،وكانوا
أندادًا لهم،من خلال الأموال الضخمة المأخوذة منهم،والتي يوزّعونها على أفراد
القبيلة ليأمنوا شرّهم،وليقبلوا بإقامة علاقات وديّة معهم[184].
و الأعراب يحبّون اللباس
الجميل،واكتساب الخيول الفارهة المسرّجة،والخيّام الكبيرة الرّائعة،ومن عادتهم أن
يذهبوا صيفًا إلى ضواحي تونس للتزوّد بالمؤونة،وفي أكتوبر يتزوّدون بالحبوب
والسلاح،واللباس،ويعودون إلى الصّحراء ليقضوا فيها الشتاء،وفي الرّبيع يتسلّون
بالصّيد البرّي باستعمال الكلاب والصّقور[185]،وهيّ
عادات عربيّة أصيلة،يُضاف إليها ما ذكره المصنّف[186]
-من خلال تكرار تردّده على خيامهم عدّة مرّات،وشرائه أشياء كثيرة منهم- حول كثرة
الألبسة،و الأثاث والأواني النّحاسيّة فيها ،
أكثر ممّا يمتلكه سكّان
المدن،و"لكنّهم لا يؤتمنون لعدم تورّعهم عن النّهب والقتل رغم مجامالاتهم
المبالغة"،وهوّ أمر يدلّ على أخذه بأسباب التّرف بسبب تراكم الأموال
لديهم،وقربهم من المراكز الحضريّة في تونس، مع محافظتهم على النهب والقتل كأداة
لتحصيل الأموال.
7) الأعراب في القطر
الليبي:
وذكر الحسن الوزّان[187]
أنّ الأعراب الذين يسكنون الصحراء بين بلاد البربر ومصر هم أقبح الفاتكين على وجه
الأرض،
فالبلاد الذين يسكنونها
قاحلة وعرة،ومراعيها قليلة،وأهلها يكسبون الغنم والإبل،وفيها واحات صغيرة جدًّا
يزرع فيها القمح بكميّات ضئيلة جدًّا،وهوّ غير كاف للإستبدال مع الأعراب،وهوّ ما
تسبّب في مشاكل كثيرة،وبلغ الأمر بالأعراب أن يختطفوا الغرباء ويبيعونهم للقراصنة
الإيطاليين،وهم مقيمون بقرب السّواحل،وهذه الشّهادة تعني أنّ موقف السكّان
المحليين-أو ما تبقّى-منهم ما يزال متوجّسًا من العنصر القادم إلى بلاده،ومردّ ذلك
السلوكات العدوانيّة تجاه الطرف الأضعف،وبلغ الأمر حدّ اختطاف الغرباء،ولكن لهؤلاء
الأعراب بعض الأخلاق الإيجابيّة،فيذكر المصنّف[188]
أنّ عرب صحراء ليبيا مثل بربرها، خدومين،وكرماء،ولطفاء،ويحترمون الغريب،ولعلّ
الطرف الوافد تحلّى بأخلاق العنصر المحلّي بدوام الإحتكاك.
وتختلف عادات العرب وحياتهم
ببلاد المغرب،فالذين يسكنون نوميديا وليبيا يعيشون حياة بؤس،وفقر مدقع،ولكنّهم
أكثر شجاعة من البربر،و أيضًا يستخدمون الجمال في تجارتهم مع السودان،ولهم كثير من
الخيول البربريّة،ولهم هواية صيد الغزال، وحمار الوحش،والنّعام، واللمط،
والمها،وغيرها من الوحوش[189].
لقد كانوا أداة لتكريس سيطرة
ملوك تونس على جزء من الأراضي البعيدة عن مركز الدّولة،مثل: منطقة غريان الجبليّة
وسط الصّحراء على طريق طرابلس نحو الإسكندريّة،والتي تحتوي على مائة وثلاثين قرية
يسكنها بربر فقراء،يُسخّرهم الأعراب لإنتاج الزعفران غالي الثمن[190]،وهناك
من البربر من استطاع أن يحافظ على استقلاله،ويتحدّى الحفصيين،وأداتهم العسكريّة من
الأعراب، فعلى بعد نحو مائة ميل من طرابلس تتمركز قبيلة بني وليد
الغنيّة،والقويّة،والمتحالف مع سكّان جبال أخرى في الصّحراء[191].
و لكنّ بعض الأعراب[192]
اضطرّوا -في زمن ما- إلى أن يستقرّوا ويزرعوا واحات النّخيل في قرية أوجلّة- شرق
النيل بأربعمائة وخمسين كيلومتر-،وبها ثلاثة قصور ومداشر،وهم يأتون بالقمح من مصر
لأن واحاتهم لاتنبت إلّا النخيل.
وتوجد شرق مدينة طرابلس
الغرب قرى مثل:مسلاتة،وتاجورة عبارة عن
واحات خصبة جدًّا يدين أهلها بالطاعة لبدو العرب،ولكن حسن الوزّان[193]
سجّل تواجد بدو من البربر يُحاربون الأعراب بشكل دائم ،وهم من قبيلة لوّاتة[194].
ويذكر الرحّالة[195]
أنّ أقوى الأعراب استقرّوا في المناطق الخصبة لإقليم برقة الذي يمتدّ من إقليم
مسراتة غربا إلى الإسكندريّة شرقًا على مسافة ألف وثلاثمائة ميل طولًا،ومائتي ميل
عرضًا،وهيّ منطقة قاحلة وعرة لا ماء فيها،وكانت خالية من السكّان قبل وصول الأعراب
إليها،أمّا الضعفاء من الأعراب في برقة فتشرّدوا في الباديّة حفاة عراة،لقساوة
الطبيعة فيها،ووصل بهم الجوع إلى أن يرهنوا أولادهم مقابل قمح يتغذّون منه،و
أخلاقهم شرسة بسبب الجوع والفقر والحرمان،فهم أهل لصوصيّة، وخديعة،ومكر،والقبائل التي استوطنت برقة هيّ
لهب من سليم،وأحلافها رواحة،وناصرة،وغُمرة[196].
الخاتمة:
في هذه الدراسة عملنا على استنباط معلومات هامّة حول
الهجرة الهلاليّة إلى شمال إفريقيا بعد أربعة قرون من بداياتها،فكتاب وصف إفريقيا
لا يزال يُعتبر أهم مُصنّف في الجغرافية التاريخية لبلاد المغرب في الفترة الفاصلة
بين نهاية العصر الوسيط،وبداية العصر الحديث،فالحسن الوزّان شاهد عيان يسرد
معلومات دقيقة عن حياة الإنسان البدوي العربي في وطنه الجديد،وعلاقته بالسلطات
الحاكمة،وبالعنصر الأصلي،ومدى استيعابه للثقافة المحليّة،وتأقلمه مع المظاهر
الطّبيعيّة،واستغلال الحياة الإقتصاديّة،وتكييفها لصالحه.
لقد رأينا أنّ الحسن الوزّان ذكر أنّ الأعراب
استعملوا الطرق التجاريّة لبلاد المغرب،وسيطروا على الدروب المؤدّيّة على بلاد
السودان،واستفادوا منها ماديًّا،وهذا التراكم المادّي أدّى بهم على اقتناء السلع
الثمينة من المدن،وارتيّاد الأسواق الأسبوعيّة،والإحتكاك بالعناصر المحليّة،وهذا
عامل مؤثّر في التواصل الثقافي والإجتماعي بين الطرفين،وهيّ ظاهرة لاحظها الرحّالة
في المغرب الأقصى،والجزائر،وتونس،وبسببها ستنشأ أرستقراطيّات عربيّة في العهود
اللاحقة.
ولاحظ ليون الإفريقي أنّ القبائل الضعيفة من الأعراب إذا
فقدت قوّتها فإنّها تلجأ إلى العمل الزراعي في السهول،
وتستعين في ذلك بالمعارف الفلاحيّة المغربيّة
المتوارثة منذ أجيال،وأصبح العنصر العربي مرتبطًا بالسهل في مقابل العنصر البربري
الأصلي المرتبط بالجبل.
لاحظنا أيضًا علاقة التحالف بين القبائل البربريّة
المستضعفة التي إنضوت تحت سلطة الأعراب،فهيّ تزرع إقطاعاتهم مقابل الحماية،وكذلك
أصبحوا وكلاء للحكومات الكبرى والتي عجزت عن بسط سلطتها في أراضيها
الشّاسعة،فأصبحت القبائل العربيّة بمثابة الإدارة المحليّة لهذه الأقاليم.
إنّ الحسن الوزّان كتب عن فترة الفوضى العسكريّة
والسيّاسيّة ومن الواضح أنّ عهد الإستقرار السيّاسي في بلاد المغرب سيؤدّي إلى
الحدّ من سلطة الأعراب،وامتزاجهم بالعناصر المحليّة بالإستقرار في أراضيهم
المُقطعة.
- قائمة المصادر
والمراجع:
-قائمة المصادر:
1-إبن أبي
زرع(أبوالحسن علي بن عبدالله الفاسي،ت741ه/1340م):الذخيرة السنيّة في أخبار الدولة
المرينيّة، الرباط،دارالمنصور للطباعة والوراقة،1972م.
2-إبن خلدون(ولي الدين عبد الرحمن بن زيد،ت808ه/1406م):العبر وديوان
المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان
الأكبر،الجزئين:السادس والسّابع،طبعة بيروت، دارالفكر، 1421ه/2000م.
3-البكري(أبوعبيد
عبد الله بن عبد العزيز،توفيّ بعد 483هـ/1091م)،المسالك والممالك،الجزء
الثاني،تحقيق وتقديم:أدريان فان ليوفن،وأندري فيري،دار الغرب
الإسلامي،بيروت،1992م.
4- الزركشي(أبي عبد الله محمّد بن
إبراهيم،توفيّ بعد 840هـ/1438م)،تاريخ الدّولتين الموحّديّة والحفصيّة،
تحقيق:محمّد ماضور،المكتبة العتيقة،تونس.
5-كربخال(مارمول،عاش خلال
ق10هـ/16م)،إفريقيا،الجزء الأوّل،ترجمة:محمّد حجّي وآخرون،دار نشر المعرفة للنشر
والتوزيع،الرباط،1408-1409هـ/1988-1989.
6-مجهول(كاتب مرّاكشي من القرن6هـ/12م)،الإستبصار في عجائب الأمصار:وصف
مكّة،والمدينة،ومصر،وبلاد المغرب،نشر وتعليق:سعد زغلول عبد الحميد،دار الشؤون
الثقافيّة العامّة:آفاق عربيّة،بغداد-العراق،د.ت.
7-الوزّان الفاسي(الحسن بن محمّد المعروف
بليون الإفريقي،توفيّ بعد 957ه/1550م):وصف إفريقيا،جزآن،ترجمه عن الفرنسية محمد
حجّي ومحمد الأخضر، دارالغرب الإسلامي،الطبعة الثانيّة،بيروت،1983م.
-قائمة المراجع:
1-أبو مصطفى(كمال السيّد)،جوانب من
الحياة الإجتماعيّة،والإقتصاديّة،والدّينيّة،والعلميّة في المغرب الإسلامي من خلال
نوازل وفتاوى المعيار المُغرب للونشريسي،مركز الإسكندريّة
للكتاب،الإسكندريّة،1996م.
2-الأعرجي(نضال مؤيّد مال الله عزيز)،الدولة
المرينيّة على عهد السلطان يوسف بن يعقوب المريني(685-706ه/1286-1306م):دراسة
سيّاسيّة وحضاريّة،رسالة ماجستير في التّاريخ الإسلامي،بإشراف الأستاذ الدكتور عبد
الواحد ذنون طه،مجلس كليّة التربيّة،جامعة الموصل.
3-برنشفيك (روبار)،تاريخ إفريقيّة في
العهد الحفصي من القرن 13إلى نهاية القرن 15م، الجزء الأوّل ،نقله إلى العربيّة:
حمّادي السّاحلي،دار الغرب الإسلامي،بيروت،الطبعة الأولى،1988م.
4-بومزكو(أحمد)،جوانب من تاريخ تيزنيت:
أطوار تعمير المنطقة وأصول السكّان،مقال منشور ضمن أعمال الأيّام الدراسيّة حول
مدينة تيزنيت وباديّتهافي الذّاكرة التاريخيّة،والمجال،والثقافة،12إلى 14 نوفمبر
1993م،منشورات كليّة الآداب والعلوم الإنسانيّة-أغادير،1996م.
5-البيّاض(عبد الهادي)،الكوارث
الطّبيعيّة وأثرها في سلوك وذهنيّات الإنسان في المغرب والأندلس(ق6-8هـ/12-14م)،
دار الطّليعة،بيروت،الطبعة الأولى،2008م.
6-تاوشيخت(لحسن)،سجلماسة
من المدينة إلى القصور،دوريّة كان التاريخيّة،العدد الثامن والعشرون،يونيو2015م.
7-حفيان(رشيد)،أمن القوافل بين البلدان
المغاربيّة في العهد العثماني،دورية كان التاريخيّة،العدد السّابع والعشرون،مارس
2015م.
8-روكي(منير)،جوانب من التاريخ الإقتصادي
والإجتماعي للقبائل المغربيّة،أيت عطا نموذجًا،دوريّة كان التاريخيّة،العدد
الثالث، والعشرون،مارس 2014م.
9-شرقي(نوّارة)،الحياة الإجتماعيّة في
الغرب الإسلامي في عهد الموحّدين(524-667هـ/1126-1268م)،مذكّرة لنيل شهادة مذكّرة
لنيل شهادة الماجيستير في التاريخ الإسلامي الوسيط،بإشراف الأستاذ الدكتور:عبد
العزيز محمود الأعرج،قسم التّاريخ،كليّة العلوم الإنسانيّة والإجتماعيّة،جامعة
الجزائر،السنة الجامعيّة:1428-1429هـ/2007-2008م.
10-الصّافي(محمّد)،جوانب
من التّاريخ الإقتصادي للجنوب المغربي:مدينة نول لمطة نموذجًا،دوريّة كان
التّاريخيّة،العدد الثامن والعشرون،يونيو 2015م.
11- العبدي(محمّد
بن أحمد الكانوني)،علائق أسفي ومنطقتها بملوك المغرب،تحقيق:علّال ركوك،الرحّالي
رضوان،محمّد الظّريف،منشورات جمعيّة البحث والتوثيق والنّشر،آسفي،الطبعة الأولى،1425هـ/2004م.
12-عطيّة(عبد الكامل)،الروابط التجاريّة
بين شمال وجنوب الصّحراء الكبرى من خلال المصادر العربيّة والرحّالة الأوروبيين
بين القرنين (15-19م)،دوريّة كان التّاريخيّة،العدد الثالث والعشرون،مارس 2014م.
13-العلوي(إسماعيلي مولاي عبد
الحميد)،تاريخ وجدة وأنقاد في دوحة الأمجاد،دون دار نشر،الطبعة الأولى ،1406
هـ/1985م.
14-مزرعي(سمير)،الطرق التجاريّة في
المغرب الأوسط ودورها في تنشيط الحركة التجاريّة،دوريّة كان التاريخيّة،العدد
الثامن والعشرون،يونيو 2015م.
15-المودّن
(عبد الرحمن)،البوادي المغربيّة قبل الإستعمار:قبائل إيناون والمخزن بين القرن
السّادس عشر والتاسع عشر،منشورات كليّة الآداب بالرّباط،مطبعة النجاح
الجديدة،الدارالبيضاء،الطبعة الأولى،1995م.
16-
موسى(عزالدين أحمد عمر)،دراسات في تاريخ المغرب الإسلامي،دارالشروق،بيروت،الطبعة
الأولى،1983.
17-ولد السّالم(حماه الله)،تاريخ بلاد
شنقيطي(موريتانيا) من العصور القديمة إلى حرب شرببه الكبرى بين أولاد النّاصر
ودولة إبدوكل اللمتونيّة،دار الكتب العلميّة،بيروت،2010م.
[1])غمّارة:وهوّ جبل من أخصب جبال المغرب،ويسكنه قبائل كثيرة من
البربر،وفيه بسائط للزراعة،وفيه آثار كثيرة للأوائل،ومياهه وزروعه كثيرة،وطوله
مسيرة ستّة أيّام،وعرضه ثلاثة أيّام،أنظر: مجهول،الإستبصار في عجائب الأمصار:وصف
مكّة،والمدينة،ومصر،وبلاد المغرب،
لكاتب مرّاكشي
من القرن 6هـ/12م،نشر وتعليق:سعد زغلول عبد الحميد،دار الشؤون الثقافيّة
العامّة:آفاق عربيّة،بغداد-العراق،د.ت،
ص190.
[2])الوزّان
الفاسي(الحسن بن محمّد المعروف بليون الإفريقي،توفيّ بعد 957ه/1550م):وصف
إفريقيا،الجزء الأوّل،ترجمه عن الفرنسية محمد حجّي ومحمد الأخضر، دارالغرب
الإسلامي،الطبعة الثانيّة،بيروت،1983م.،ص7.
[3])الوزّان،المصدر
السّابق،ج1،ص7.
[4])نفسه،ج1،ص8.
[5])أصيلا:كانت مدينة كبيرة أزليّة عامرة،كثيرة الخيرات،ولها مرسى مقصود،على
ساحل البحر المحيط قرب طنجة،أنظر: مجهول،المصدرالسّابق،ص139.
[6])سلا:هيّ مدينة أزليّة،على ساحل البحر المحيط،جدّدها
الموحّدون،وحصّنوها،وفيها حمامات،وفنادق،وجامع،وقصور،ودور كثيرة،وصهاريج الماء المجلوب
من مسافة عشرين ميلًا،وهيّ قريبة من موانيء الأندلس،أنظر:مجهول،المصدرالسّابق،ص140-141.
[7])الوزّان،المصدر
السّابق،ج1،ص8.
[8])نفسه،ص9.
[9])الوزّان،المصدرالسّابق،ج1،ص10.
[10])نفسه،ج1،ص11-12.
[11])نفسه،ج1،ص13.
[12])الوزّان،المصدرالسّابق
،ج1،ص15.
[13])نفسه،ج1،ص18.
[14])نفسه،ج1،ص57.
[15])نفسه،ج1،ص45.
[16])نفسه،ج1،ص46.
[17])وصف
إفريقيا،ج1،ص47.
[18])البيّاض(عبد
الهادي)،الكوارث الطّبيعيّة وأثرها في سلوك وذهنيّات الإنسان في المغرب
والأندلس(ق6-8هـ/12-14م)،
دار الطّليعة،بيروت،الطبعة
الأولى،2008م،ص121.
[19])شرقي(نوّارة)،الحياة
الإجتماعيّة في الغرب الإسلامي في عهد الموحّدين(524-667هـ/1126-1268م)،مذكّرة
لنيل شهادة
مذكّرة لنيل شهادة الماجيستير في التاريخ
الإسلامي الوسيط،بإشراف الأستاذ الدكتور:عبد العزيز محمود الأعرج،قسم
التّاريخ،كليّة العلوم الإنسانيّة والإجتماعيّة،جامعة الجزائر،السنة الجامعيّة:1428-1429هـ/2007-2008م،ص46.
[20])الأعرجي(نضال
مؤيّد مال الله عزيز)،الدّولة المرينيّة على عهد السّلطان يوسف بن يعقوب
المريني:685-706هـ/1286-
1306م، دراسة سيّاسيّة وحضاريّة،رسالة
مقدّمة إلى مجلس كليّة التربيّة-الموصل،العراق،وهيّ جزء من متطلّبات نيل درجة
الماجيستير في التاريخ الإسلامي،بإشراف الأستاذ الدكتور عبد الواحد ذنون
طه،2004م،ص79.
[21])موسى(عزّ
الدّين عمر أحمد)،دراسات في تاريخ المغرب الإسلامي،دار
الشروق،بيروت-القاهرة،الطبعة الأولى،1403هـ/
1983م،ص104-105.
[22])نفسه،ص105.
[23])البيّاض(عبد
الهادي)،الكوارث الطّبيعيّة وأثرها في سلوك وذهنيّات الإنسان في المغرب
والأندلس(ق6-8هـ/12-14م)،
دار الطّليعة،بيروت،الطبعة
الأولى،2008م،ص84.
[24])الوزّان،المصدر
السّابق،ج1،ص62-63.
[25])وصف
إفريقيا،ج1،ص50.
[26]) تادلا: مدينة قديمة فيها آثار للأوّلين،وبنى فيها المرابطون
حصنًا عظيمًا لا يزال معمورًا،فيه الأسواق والجوامع،ويحيط بها كثير من قبائل
البربر،في الحصن أسواق وجوامع،وحوله خصب كثير،أنظر:مجهول،المصدرالسّابق،ص201.
[27])
وصف إفريقيا،ج1،ص50.
[28])نفسه،ج1،ص50.
[29])كربخال(مارمول)،إفريقيا،الجزء
الأوّل،ترجمة:محمّد حجّي وآخرون،دار نشر المعرفة للنشر
والتوزيع،الرباط،1408-1409هـ/1988-
1989م،ص102.
[30])العبر،ج6،ص40.
[31])إبن
خلدون،المصدر السّابق،ج6،ص41.
[32])كمال
السيّد أبو مصطفى،المرجع السّابق،ص53.
[33])الوزّان،ج1،ص51.
[34])إفريقيا،ج1،ص102.
[35])بومزكو(أحمد)،جوانب
من تاريخ تيزنيت: أطوار تعمير المنطقة وأصول السكّان،مقال منشور ضمن أعمال الأيّام
الدراسيّة حول مدينة تيزنيت وباديّتها في الذّاكرة
التاريخيّة،والمجال،والثقافة،12إلى 14 نوفمبر 1993م،منشورات كليّة الآداب والعلوم
الإنسانيّة-أغادير،1996م،ص24.
[36])سوس:أو
بلاد السّوس الأقصى،إقليم عاصمته تارودانت،وهيّ عبارة عن قرى كثيرة،وعمارة
متّصلة،وبها فواكه وثمار كثيرة،وهيّ كثيرة الميّاه ، ومن أشهر مزروعاتها قصب
السكّر،أنظر:الإدريسي،المصدر السّابق،ص227.
[37])بومزكو،المرجع
السّابق،ص25.
[38])نفسه،ص26.
[39])العبدي(محمّد
بن أحمد الكانوني)،علائق أسفي ومنطقتها بملوك المغرب،تحقيق:علّال ركوك،الرحّالي
رضوان،محمّد الظّريف،
منشورات جمعيّة
البحث،والتوثيق،والنّشر،آسفي،الطبعة الأولى،1425هـ/2004م،ص66.
[40])العبدي،المرجع
السّابق،ص66.
[41])وصف
إفريقيا،ج1،ص52.
[42])نفسه،ج1،ص52.
[43])إفريقيا،ج1،ص105.
[44])وصف
إفريقيا،المصدر السّابق،ج1،ص52.
[45])الوزّان،المصدر
السّابق،ج1،ص53.
[46])العبدي(محمّد
بن أحمد الكانوني)،علائق أسفي ومنطقتها بملوك المغرب،تحقيق:علّال ركوك،الرحّالي
رضوان،محمّد الظّريف،
منشورات جمعيّة
البحث،والتوثيق،والنّشر،آسفي،الطبعة الأولى،1425هـ/2004م،ص56.
[47])وصف
إفريقيا،ج1،ص54.
[48])الصّافي(محمّد)،جوانب
من التّاريخ الإقتصادي للجنوب المغربي: مدينة نول لمطة نموذجًا،دوريّة كان
التّاريخيّة،العدد الثامن
والعشرون،يونيو 2015م،ص21.
[49])الوزّان،المصدرالسّابق،ج1،ص120-121.
[50])الصّافي،المرجع
السّابق،ص22.
[51])الكرط: هوّ إقليم بين فاس وطنجة سمّيّ نسبة إلى مدينة
مندثرة،وهيّ الآن قرية كبيرة،وقبيلتها بيّاتة،أنظر: مجهول،المصدرالسّابق،
ص189.
[52])الوزّان،المصدرالسّابق،ج1،ص54-55.
[53])كربخال،ج1،ص108.
[54])الوزّان،ص56.
[55])العبر،ج6،ص87.
[56])إفريقيا،ج1،ص108.
[57])آسفي:مرسى في أقصى بلاد المغرب،في السوس الأقصى،وهوّ آخر مرسى
تبلغه مراكب الأندلس،وفيها كثير من عمران البربر، أنظر:الحميري،المصدرالسّابق،ص57.
[58])الوزّان،المصدرالسّابق،ج1،ص63.
[59])نفسه،ص98-106،وص108،وص111.
[60])نفسه،ج1،ص122-126.
[61])وصف
إفريقيا،ج1،ص124.
[62])الوزّان،المصدرالسّابق،ج1،ص140-143.
[63])تينمّل:
هيّ مدينة محمّد بن تومرت،وتعرف بالبيضاء،وعليها سور
حصين،وهيّ أمنع البلاد لوعورة الطّريق إليها،وهيّ قريبة من مرّاكش،أنظر:
مجهول،المصدر السّابق،ص207.
[64])الوزّان،المصدرالسّابق،ج1،ص152.
[65])الوزّان،المصدرالسّابق،ج1،ص164.
[66])وصف
إفريقيا،ج1،ص175.
[67])الوزّان،ج1،ص177.
[68])وصف
إفريقيا،ج1،ص196.
[69])الوزّان،المصدرالسّابق،ج1،ص198.
[70])نفسه،ج1،ص199.
[71])الوزّان،المصدر
السّابق،ج1،ص200.
[72])الوزّان،المصدرالسّابق،ج1،ص206.
[73])وصف
إفريقيا،ج1،ص65.
[74])نفسه،ص207.
[75])إفريقيا،ج1،ص102.
[76])وصف
إفريقيا،ج1،ص215.
[77])نفسه،ج1،ص216-217.
[78])وصف
إفريقيا،ج1،ص292-293 وص297.
[79])نفسه،ص300.
[80])الوزّان،المصدرالسّابق،ج1،ص305.
[81])نفسه،ج1،ص308.
[82])نكور:
ويُقال لها بلد نكر،على نهر يحمل نفس الإسم،حوله من
البربر صنهاجة،وغمّارة،وكان دار إمارة لسعيد بن صالح الحميري،
وهيّ منطقة خصبة
كثيرة الزروع،والمراسي،وبينها وبين البحر عشرة
أميال،أنظر:مجهول،المصدرالسّابق،ص136.
[83])الوزّان،المصدرالسّابق،ج1،ص328.
[84])ندرومة: على طرف جبل يُقال له تاجرا،وهيّ
كثيرة الزروع،والثمار،وبينها وبين البحر بسائط،ومسافة قدرها عشرة أميال،
مجهول،المصدرالسّابق،ص135.
[85])الوزّان،المصدرالسّابق،ج1،ص350.
[86])العلوي(إسماعيلي
مولاي عبد الحميد)،تاريخ وجدة وأنقاد في دوحة الأمجاد،دون دار نشر،الطبعة الأولى،1406هـ/1985م،
ص69.
[87])قرسيف: مدينة كبيرة لها
بساتين على نهر ملويّة،وكانت قرية كبيرة حتّى مدّنها المرابطون،وبنوا عليها سورًا
من طوب،أنظر:مجهول،المصدر السّابق،ص177.
[88])الوزّان،المصدرالسّابق،ج1،ص350-351.
[89])نفسه،ج1،ص351.
[90])العلوي،المرجع
السّابق،ص78.
[91])تازا: بين فاس وتلمسان،وهيّ في الأصل جبال،بنيّ عليها رباط تازا،وهذه المدينة في
سفح جبل مشرفة على بسائطه،وعليها سور متين من الجير والحصى،وكثيرة
المياه،والخصب،والزروع،والبساتين،أنظر: مجهول،المصدرالسّابق،ص186.
[92])الوزّان،المصدرالسّابق،ج1،ص355.
[93])نفسه،ج1،ص360.
[94])نفسه،ج1،ص367-369.
[95])نفسه،ص367-370.
[96])وصف
إفريقيا،ج1،ص370.
[97])نفسه،ج2،ص12.
[98])نفسه،ج2،ص13.
[99])نفسه،ج2،ص125.
[100])نفسه،ج2،ص126.
[101])نفسه،ج2،ص126-127.
[102])الوزّان،المصدرالسّابق،ج2،ص128.
[103])الوزّان،نفسه،ج2،ص129-130،وص132.
[104])وصف
إفريقيا،ج2،ص129-130.
[105])العبر،ج6،ص87-88.
[106])الوزّان،المصدرالسّابق،ج2،ص
259.
[107])حفيان(رشيد)،أمن
القوافل بين البلدان المغاربيّة في العهد العثماني،دورية كان التاريخيّة،العدد
السّابع والعشرون،مارس 2015م،
ص20.
[108])نفسه،
ص20-21.
[109])الوزّان،المصدرالسّابق،ج2،ص
248.
[110])عطيّة(عبد
الكامل)،الروابط التجاريّة بين شمال وجنوب الصّحراء الكبرى من خلال المصادر
العربيّة والرحّالة الأوروبيين بين
القرنين (15-19م)،دوريّة كان
التّاريخيّة،العدد الثالث والعشرون،مارس 2014م،ص52-53.
[111])الوزّان،المصدرالسّابق،ج2،ص
255.
[112])روكي(منير)،جوانب
من التاريخ الإقتصادي والإجتماعي للقبائل المغربيّة،أيت عطا نموذجًا،دوريّة كان
التاريخيّة،العدد الثالث
والعشرون،مارس 2014م،ص70.
[113])إفريقيا،ج1،ص106.
[114])المودّن
(عبد الرحمن)،البوادي المغربيّة قبل الإستعمار:قبائل إيناون والمخزن بين القرن
السّادس عشر والتاسع عشر،منشورات
كليّة الآداب بالرّباط،مطبعة النجاح
الجديدة،الدارالبيضاء،الطبعة الأولى،1995م،ص84.
[115])البكري،المصدر
السّابق،ص836.
[116])نفسه،ص837.
[117])عطيّة(عبد
الكامل)،المرجع السّابق،ص52
[118])تاوشيخت(لحسن)،سجلماسة
من المدينة إلى القصور،دوريّة كان التاريخيّة،العدد الثامن
والعشرون،يونيو2015م،ص54.
[119])عطيّة(عبد
الكامل)،المرجع السّابق،ص53.
[120])الصّافي(محمّد)،جوانب
من التّاريخ الإقتصادي للجنوب المغربي: مدينة نول لمطة نموذجًا،دوريّة كان
التّاريخيّة،العدد الثامن
والعشرون،يونيو 2015م،ص22.
[121])
البكري(أبوعبيد)،المسالك والممالك،الجزء الثاني،تحقيق وتقديم:أدريان فان
ليوفن،وأندري فيري،دار الغرب الإسلامي،بيروت،1992م،ص842-843.
[122])أغمّات:مدينتان إحداهما أغمّات وريكة،وأخرى أغمّات هيلانة،وبينهما ثمانيّة
أميال،والأولى ينزلها التجّار،المتجهّزون للصّحراء،وعلها نهر،وأرحاء،وبساتين
كثيرة،وهوّ كثير الخصب،ولكنّه وخم الهواء،وبينها وبين البحر المحيط مسافة أربعة
أيّام،أنظر:مجهول،المصدر السّابق ، ص207.
[123])الوزّان،المصدرالسّابق،ج2،ص54.
[124])إفريقيا،ج1،ص107.
[125])الوزّان،المصدرالسّابق،ج2،ص54.
[126])نفسه،ص53.
[127])وصف
إفريقيا،ج2،ص54.
[128])ولد
السّالم(حماه الله)،تاريخ بلاد شنقيطي(موريتانيا) من العصور القديمة إلى حرب شرببه
الكبرى بين أولاد النّاصر ودولة
إبدوكل اللمتونيّة،دار الكتب
العلميّة،بيروت،2010م،ص191-192.
[129])الوزّان،المصدر
السّابق،ج2،ص8-9.
[130])نفسه،ج2،ص10.
[131])نفسه،ج2،ص22-23.
[132])نفسه،ج2،ص28-29.
[133])نفسه،ج2،ص
ص 32و36.
[134])نفسه،ج2،ص43-45.
[135])نفسه،ج2،ص46.
[136])نفسه،ج2،ص41.
[137])وصف
إفريقيا،ج2،ص52.
[138])الوزّان،المصدرالسّابق،ج2،ص53.
[139])إبن
خلدون،المصدرالسّابق،ج6،ص45.
[140])الوزّان،المصدرالسّابق
،ج2،ص57.
[141] )إبن
خلدون،المصدرالسّابق،ج6،ص31.
[142])الوزّان،المصدرالسّابق
،ج2،ص59.
[143])الوزّان،المصدرالسّابق،ج2،ص62.
[144])تاريخ
إفريقيّة في العهد الحفصي من القرن 13م إلى 15م،ترجمة:حمّادي السّاحلي،الجزء
الأوّل،دار الغرب الإسلامي،
الطبعة الأولى،1988م،ص 320.
[145])الوزّان،المصدرالسّابق،ج2،ص62-63.
[146])نفسه،ج2،ص102-103.
[147])نفسه،ج2،ص103.
[148])نفسه،ج2،ص103.
[149])نفسه،ج2،ص104.
[150])المسالك
والممالك،ص757.
[151])الوزّان،المصدرالسّابق،ج2،ص104.
[152])الوزّان،المصدرالسّابق
،ج2،ص51.
[153])إبن
خلدون،المصدر السّابق،ج6،ص68.
[154])الوزّان،المصدرالسّابق،ج2،ص51.
[155])نفسه،ج2،ص51.
[156])العبر،ج6،ص65.
[157])الوزّان،المصدرالسّابق،ج2،ص52.
[158])العبر،ج6،ص59-61.
[159])تاريخ
الدّولتين الموحّديّة والحفصيّة،ص152-153.
[160])مزرعي(سمير)،الطرق
التجاريّة في المغرب الأوسط ودورها في تنشيط الحركة التجاريّة،دوريّة كان
التاريخيّة،العدد الثامن والعشرون،
يونيو 2015م،ص120.
[161])نفسه،ص125.
[162])الوزّان،المصدر
السّابق،ج2،ص51-52.
[163])الزركشي(أبي
عبد الله محمّد بن إبراهيم)،تاريخ الدّولتين الموحّديّة والحفصيّة،تحقيق:محمّد
ماضور،المكتبة العتيقة،تونس،ص159.
[164])الوزّان،ص50.
[165])عطيّة،المرجع
السّابق،ص52.
[166])الوزّان،ج2،ص
ص 133-137،و140،و146،و156.
[167])نفسه،ج2،ص
ص 62 و64.
[168])نفسه،ج2،ص64.
[169])الوزّان،المصدر
السّابق،ج2،ص64.
[170])أبو
مصطفى(كمال السيّد)،جوانب من الحياة الإجتماعيّة،والإقتصاديّة،والدّينيّة،والعلميّة
في المغرب الإسلامي من خلال نوازل
وفتاوى المعيار المُغرب للونشريسي،مركز الإسكندريّة
للكتاب،الإسكندريّة،1996م،ص52.
[171])الوزّان،المصدر
السّابق،ج2،ص47-48.
[172])في
تاريخ الدّولتين الموحّديّة والحفصيّة،ص153.
[173])العبر،ج6،ص109.
[174])وصف
إفريقيا،ج2،ص91.
[175])نفسه،ج2،ص94.
[176])إبن
خلدون،المصدرالسّابق،ج6،ص111-113.
[177])وصف
إفريقيا،ج2،ص66.
[178])الوزّان،المصدر
السّابق،ج2،ص67-68.
[179])العبر،ج6،ص107.
[180])وصف
إفريقيا،ج2،ص ص 66 و68و85و75 و87.
[181])إبن
خلدون،المصدرالسّابق،ج6،ص45.
[182])الوزّان،ج2،ص
143.
[183])توزر:هيّ
عاصمة قسطيلية من بلاد الجريد،وهيّ كبيرة
قديمة عليها سور من حجارة،ومن طوب،ولها أربعة أبواب، وحولها غابة كبيرة،
وهيّ على طرف
الصّحراء،وأكثر زوعها النّخيل،فهيّ أكثر بلاد الله تمرًا،وفي أهلها بقايا الرّوم، أنظر:
مجهول، المصدرالسّابق، ص155.
[184])الوزّان،المصدر
السّابق،ج2،ص63.
[185])نفسه،ج2،ص63.
[186])نفسه،ج2،ص63.
[187])وصف
إفريقيا،ج2،ص65.
[188])نفسه،ج2،ص87.
[189])الوزّان،المصدرالسّابق،ج2،ص61-62.
[190])نفسه،ج2،ص106.
[191])نفسه،ج2،ص107.
[192])نفسه،ج2،ص109.
[193])وصف
إفريقيا،ج2،ص110.
[194])الوزّان،المصدر
السّابق،ج2،ص 154.
[195])وصف
إفريقيا،ج2،ص112.
[196])إبن
خلدون،المصدرالسّابق،ج6،ص20.
التعليقات على الموضوع