كتاب منهجية تحليل النصوص التاريخية
التعريف بكتاب:
منهجية تحليل النصوص التاريخية
المغرب في العصر الحديث
(1631-1790)
نظرا لأهمية النصوص التاريخية ومنهجية تحليلها قصد استخراج المعلومات وتصنيفها ونقدها تم تأليف كتيب حول منهجية تحليل النصوص التاريخية. وتم انتقاء مجموعة من النصوص التاريخية لتطبيق منهجية التحليل. والهدف من هذا هووضعه رهن إشارة الطلبة. وسوف أنشره عبر موقع إلكتروني لتحميله مجانا. وسأكتفي هنا بنشر التقديم كما ورد في الكتاب.
التقديم
منذ القرن السادس عشر تعددت وتنوعت المصادر والوثائق المتعلقة بتاريخ المغرب سواء في عهد الدولة السعدية أو الدولة العلوية. وذلك نتيجة لمجموعة من الأسباب نذكر من بينها حرص الملوك السعديين والعلويين على تدوين سيرهم وأخبارهم وانتشار الزوايا بمختلف مناطق المغرب سواء كزوايا محلية أو جهوية أو وطنية (1) وحرصها هي الأخرى على كتابة تراجم لشيوخها لإظهار مكانتها وتبرير استمرارية تواجدها ونفوذها لدى السكان بل دعم مشروعيتها لدى المخزن والمغاربة.
ولترسيخ السلطة المخزنية لجأ المخزن إلى تعيين القواد والباشوات والقضاة والأمناء بمختلف الجهات للإشراف على التسيير الاداري والقضائي مما نجم عنه مراسلات بين المخزن المركزي والمحلي، أي بعبارة أخرى مجموعة وثائقية ضخمة من الرسائل بين السلاطين وممثليهم المحليين وكذا شيوخ الزوايا أو بعض الأعيان. وهي المجموعة الوثائقية الغنية بالمعلومات والموجودة حاليا في الخزانة الملكية بالرباط. وقد تم نشر البعض منها (2) واستغلالها من طرف كثير من الباحثين المغاربة سواء في اطار دراسات موضوعاتية أو مونغرافية، مما أسفر عن الكشف عن كثير من الجوانب والمظاهر التاريخية التي كان يشوبها كثير من الغموض، بل ساهمت في إعادة قراءة التاريخ المغربي بالاعتماد على الوثائق المغربية مما ساهم في كشف الجوانب الاديولوجية المشوهة لهذه الكتابات وضع الأطروحات الاستعمارية موضع تساؤل.
بما أن المخزن كان همه الأساسي ايجاد الموارد المالية لتسيير الجهاز المخزني، فقد نهج سياسة اقتصادية وضريبية اختلفت من سلطان لآخر. وهذا أدي بطبيعة الحال إلى وجود وثائق تتعلق بالتبادل التجاري وسجلات للضرائب كسجلات الترتيب العزيزي والتي تضمنت معلومات إحصائية ينذر وجودها في وثائق أخرى وأفادت كثير من الباحثين في إنجاز دراسات مونغرافية معتمدة على معطيات إحصائية وظفت لدراسة السكان والحياة الاقتصادية والاجتماعية (3).
بالإضافة إلى هذه الوثائق التي تم جردها من طرف كثير من الباحثين، توجد مصادر متنوعة وضخمة مشكلة من الوثائق الأجنبية سواء في الدول الاسلامية كتركيا مثلا أو الدول الأوروبية كفرنسا وانجلترا واسبانيا والبلاد المنخفضة. والبرتغال....الخ. فمنذ القرن الخامس عشر أخذت الدول الأوروبية تهتم بالمغرب أكثر من أي وقت مضى.
ترجم الاهتمام الأوروبي بكتابات حول المغرب من طرف الأسرى ورجال الدين والدبلوماسيين والعسكريين.
وقد تم نشر العديد منها (4) و لا زال الكثير من هذه الوثائق منها في دور الأرشيف خاصة ما يتعلق بالقرنين التاسع عشر والعشرين.
إلا أننا هنا سنكتفي بعرض بعض النماذج من النصوص التاريخية وتحليلها وتتمثل أساسا في الكتابة التاريخية التقليدية خلال عهد الدولة العلوية أي منذ بيعة مولاي الشريف سنة 1631 وإلى غاية فترة حكم سيدي محمد بن عبد الله (1757-1790) ونموذج من المراسلات السلطانية (رسالة للمولى إسماعيل) والمراسلات الأجنبية ( رسالة للقنصل الفرنسي لويس دو شينيي).
الهوامش
1. يمكن التمييز بين ثلاثة أنواع من الزوايا: الزوايا المحلية والزوايا الجهوية والزوايا الوطنية والتي يتعدى في غالب الأحيان إشعاعها المغرب ليصل إلى الدول الأخرى مثل الناصرية والدرقاوية والتيجانية. وغالبا ما تخضع الزوايا لصيرورة متشابهة للانتقال من زاوية محلية إلى زاوية وطنية.
انظر:
Laroui, Abdallah, Les origines sociales et culturelles du nationalisme marocain (1830-1912), Paris, 1977,pp.131-133
Laroui, Abdallah, Les origines sociales et culturelles du nationalisme marocain (1830-1912), Paris, 1977, p.131 sq.
2.قام الأستاذ عبد الوهاب بنمنصور بنشر مجموعة من الوثائق وخاصة المراسلات الرسمية ضمن مجموعات دورية تصدرها مديرية الوثائق الملكية.
بنمنصور عبد الوهاب، مجموعة الوثائق 1-4، المطبعة الملكية، الرباط، 1976-1977.
.3. قام السلطان المولى عبد العزيز بإصلاح ضريبي تمثل في إلغاء الضرائب القديمة واعتماد ضريبة واحدة سميت بالترتيب تحدد حسب ممتلكات الشخص. وتم تعيين لجان لإحصاء الممتلكات. وقد أفادت المعلومات الاحصائية كثير من الباحثين في إنجاز دراسات مونغرافية دقيقة كدراسة أحمد توفيق حول انولتان:
التوفيق، أحمد، المجتمع المغربي في القرن التاسع عشر. اينولتان (1850-1912)، الدار البيضاء، 1978.
4.للتعرف على المغرب قصد استعماره جندت فرنسا مجموعة من الباحثين لترجمة المصادر وجمع الوثائق ونشرها، ومن بينها اللجنة التي ترأسها هنري دو كاستري حيث قامت بنشر مختلف انواع الوثائق الموجودة في دور الأرشيف بأوروبا تحت عنوان المصادر الأصلية لتاريخ المغرب والمتعلقة بالدولة السعدية والعلوية. كما قام عدد من الباحثين بنشر وثائق ومصادر مثل مورسي مكالي التي ترجمت رحلة توماس بيلو وبيير كريون الذي نشر المراسلات القنصلية للويس دو شينيي:
Grillon, Pierre, Un chargé d'affaires au Maroc. La correspondance du consul Louis de Chénier (1767-1782), Paris, 1970.
Magalli Morsy, La relation de Thomas Pellow. Une lecture du Maroc au 18è siècle.
التعليقات على الموضوع