من تاريخ المرابطين
"١"
من تاريخ المرابطين
-------------------------
قال العلامة الأديب المؤرخ لسان الدين بن الخطيب الأندلسي رحمه الله في كتاب "رقم الحلل في نظم الدول""ذكر دولة المرابطين من لمتونة أهل اللثام رحمهم الله ":
------------------------------
واطلعت بمغرب لمتونه
دولتهم عزيزة ميمونه
تجمع "دينا"وعفافا وكرم
لم يدر قدر فضلها حتى انصرم
فأذعنت لحربها الطوائف
وظهرت من قومها خلائف
منهم أبوبكر حليف الدين
ويوسف وهو ابن تاشفين
حتى إذا أفضى إلى فساد
أمر ملوك هذه البلاد
وألفوا الراحة والبطاله
آلت بهم للشر تلك الحاله
وضربت عليهم الأموال
وعظمت لديهم الأهوال
شمر فيهم حسبة وانتدبا
أسماهم ذاتا وأسنى نسبا
أمير حمص وسواها المعتمد
ملك إذا حدثت عنه قل وزد
فعبر البحر إلى الملثمه
لينصر الدين وتعلو الكلمه
واستصرخ الناس إلى الجهاد
فأهطعوا من حاضر وبادي
ونصر الدين ابن تاشفين
بمن لديه من حماة الدين
وبهرت آثاره المشكوره
وأوقع الزلاقة المشهوره
يالك من يوم على الكفر عصيب
فاز له الإسلام بالسهم المصيب
وخلع الملوك بالأندلس
وكان ديانا ونور المجلس
مكرما للفقهاء الجله
موفيا فيهم حقوق المله
حتى إذا يوسف ولى وقضى
قام علي نجله الندب الرضى
وكان خيرا حميد السيره
متصفا بالشيم الأثيره
وجاهد العدو من بعد أبيه
بنفسه وببنيه وذويه
ثم رماه الله بالمهدي
مزاحما بالمنكب القوي
ولم يقصر في الدفاع جهده
كم عدد أفنى وكم من عده
مستظهرا بعزة وشده
لم تغن شيئا في تمام المده
ومات حتف أنفه أبو الحسن
وكل قول منه أوفعل حسن
ثم تولى الأمر تاشفين
وعنده شجاعة ودين
وكان في أندلس أميرا
قد احسن الترتيب والتدبيرا
كان لهذا الحادث استقدامه
لما استفاض عندهم إقدامه
فاختلفت عند النكوس الحال
وأوبقته للردى أوحال
فقام بالأمر وقاسى الحربا
طعما على طول المدى وضربا
وآل أمره إلى الحصار
من غير أعوان ولا أنصار
متخذا وهران دار منعه
مستندا فيها لأي بقعه
واقتحم الهول إلى منجاته
وقد أبى المقدار من إفلاته
فخر من مهوى بعيد ليلا
ولم ينل مما أراد نيلا
وانقرضت من بعده لمتونه
وكل عز فالممات دونه
------------------
قلت:ولي نظم ذيلت به ماذكره من أخبار دولة المرابطين من لمتونة سأنشره لاحقا .
التعليقات على الموضوع