إيضاح وتحقيق للوثائق التى أرسلها لنا المحجوبي : الشريف محي الدين امحمد حسن الليبي .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد ، فهذا :
إيضاح وتحقيق للوثائق التى أرسلها لنا المحجوبي : الشريف محي الدين امحمد حسن الليبي .
نقول في البدء السيد الشريف الحسيب النسيب سليل الدوحة النبوية الشريفة محي الدين بن امحمد بن حسن المحجوبي نسبا الليبي وطنا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نشكركم على حسن صنيعكم وتجاوبكم معنا على ما نقوم به من تحقيق نسب قبيلة المحاجيب أبناء الشريف يحي الكامل المحجوب إلى الدوحة النبوية الشريفة ، وذلك بإرسالكم إلينا ما بحوزتكم من وثائق ومصادر حول نسبكم الشريف وحسبكم المنيف ، فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يثيبكم على ذلك إنه سميع قريب مجيب الدعاء.
لقد اطلعت على محتوى الصفحات التي بعثتموها إلينا من المصادر التالية وهي :
أولا : العقد الشريف المعروف برحلة السادات المحاجيب / تحقيق عبدالمنعم المحجوب.
ثانيا: الشيخ محمد المحجوب حسن : ( ١٩٢٢ _ ١٩٨٨م) دراسة في جهوده العلمية والصوفية . وهو بحث لنيل درجة الماجستير في التاريخ من الأكاديمية الليبية للدراسات العليا _ طرابلس _ مدرسة العلوم الإنسانية _ قسم التاريخ / من إعداد كريمتكم الشريفة الطالبة : هند محي الدين امحمد المحجوب / العام الجامعي ( ٢٠١٤ _ ٢٠١٥).
وذلك من الصفحة ( ٤٦ إلى ٤٩) حيث إعتمدت الطالبة في دراستها على المصادر التالية :
١_ مخطوطة : ( رحلة السادات المحاجيب ) للشيخ امحمد المحجوب .
٢_ العقد الشريف / تحقيق عبدالمنعم المحجوب .
٣_ الشيخ امحمد المحجوب (١٩٢٢_ ١٩٨٨م) حياته وآثاره المخطوطة / بحث من إعداد الباحث المختار عثمان العفيف السوري ، قدمه ضمن أعمال الندوة الثقافية الأولى ( الشيخ امحمد المحجوب حسن : حياته وآثاره الصوفية والأدبية ) والتي نظمتها زاوية سيدي حسن المحجوب بصرمان بتاريخ ٢١ / ٠٦ / ٢٠٠٨م.
٤_ الشجرة الزكية : نظم من واحد و خمسين بيتا نظمه الشيخ امحمد محجوب حسن وقد ضمنه مخطوطته ( رحلة السادات المحاجيب ).
٥_ منح الرب الغفور في ما أهمله صاحب فتح الشكور/ تأليف العلامة الشريف الطالب بو بكر بن أحمد المصطفى المحجوبي/ تحقيق الهادي مبروك الدالي .
٦_ القبائل البيضانية في الحوض والساحل الموريتاني / تأليف بول مارتي / تعريب محمد محمود ودادي .
ثالثا : موسوعة القطعاني : الإسلام والمسلمون في ليبيا منذ الفتح الإسلامي (٢١ هجري _ ٦٤٤م إلى ١٤٢١ هجري _ ٢٠٠٠م ) تأليف أحمد القطعاني/ الجزء الأول/ الطبعة الأولى : ٢٠١١م ، ص ٢٨٧ _ ٢٩٠. ومن بين مراجعه التي يعزي لها : ( الأنساب العربية في ليبيا ص ٣٠٨ ) تأليف الأستاذ النسابة محمد عبدالرزاق مناع رحمه الله. نشرته مكتبة التمور .
رابعا : الأنساب العربية في ليبيا/ تأليف الأستاذ النسابة محمد عبدالرزاق مناع / ص _ ٣٠٨ _ ٣١٠ .
خامسا : لسان العرب العدد الأول : مجلة شهرية تعنى بقضايا النهضة والحضارة والتاريخ ، ورد فيها مقال بعنوان : الشيخ الإمام يحي الكامل ورحلته الجهادية من العراق إلى شنقيط / بقلم الدكتور أبوه ولد أعمر ، إبتداء من الصفحة : ٥٨ إلى الصفحة ٦٠.
وتؤكد هذه المصادر على المعطيات التالية ، مع التنبيه على أن هذه المعطيات بعضها متفق عليه بين أبناء الشريف إسماعيل المحجوب فيما بينهم ، وبين الباحثين الآخرين، وبعضها مختلف فيه بين الجميع .
وبعض هذه المعطيات حلقات مفقودة بحاجة إلى الربط بينها وأسئلة تطرح نفسها على الجميع تبحث عن أجوبة لها .
فمن بين المعطيات المتفق عليها
أولا : التأكيد على أن المحاجيب قبيلة واحدة تفرعت من جدها الأكبر يحي الكامل المحجوب وانتشرت في غرب وشمال أفريقيا من ولاتة في موريتانيا، إلى توات في الجزائر ،ثم زمور وقصور الساف في تونس، ومصراتة وصرمان في ليبيا.
ثانيا : التأكيد على عروبة هذه القبيلة وأنها من الشرفاء الحسنيين رغم التباين بين مشجرات فروعها.
ثالثا : التأكيد على أن الشريف إسماعيل المحجوب هو : ابن يحي الكامل المحجوب بن عبدالله بن عبدالقادر لصلبه وليس من أحفاده.
رابعا : التأكيد على أن أول ذكر ورد لاسم المحاجيب كان سنة ٦٧٥ هجرية وذلك حسب المصادر التواتية ، وأن المحاجيب هاجروا إلى فاس أول الأمر ثم رجع عمر الباز إلى توات ليخلف فيها ذرية ويهاجر إلى بلاد التكرور ليرجع إلى موطن أبيه الأول يحي الكامل المحجوب في ولاتة في موريتانيا ويتوفى فيها تاركا هناك ذرية عرفت بآل جدو بن النفاع في قرية عينن أهل جدو ولد النفاع شمالي مركز عدل بكرو مقاطعة أمرج في الحوض الشرقي بموريتانيا ، وأما إسماعيل المحجوب فهاجر من فاس مع بنيه علي الأكبر وإبراهيم وحامد وعلي الأصغر إلى تونس ووصلوها في عهد أمير الدولة الحفصية السادس أبو عبدالله محمد بن أبي زكرياء يحي الأول والذي دامت مدة حكمه أربعة عشر عاما ، من عام ٦٩٣ إلى عام ٧٠٧ هجري، الموافق ١٢٩٥_ ١٣٠٩ م ، حيث فوضهم في اختيار المكان المناسب لإقامتهم فاختارو قصور الساف وزمور للحيلولة بين المسلمين في تونس والصليبيين ، ومع مطلع القرن الثامن الهجري الرابع عشر الميلادي هاجر إبراهيم وحامد إلى ليبيا حيث أسسا زاويتهما في مصراتة وبعد ذلك وجه إبراهيم أخاه حامدا إلى مدينة صرمان لإصلاح أحوال المسلمين فيها حيث اسس بها زاويته عام ٧٤٢ هجري، الموافق ١٣٤١ م.
وأما المعطيات المختلف فيها فهي :
أولا : نسب الشريف يحي الكامل المحجوب، أجوني : من ذرية موسى الجون بن عبدالله الكامل بن الحسن المثنى ؟ أم إدريسي من نسل إدريس بن عبدالله الكامل بن الحسن المثنى أخي موسى الجون؟ أم حسيني من ذرية شعيب بن إدريس بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين رضي الله عنه؟.
ثانيا : ماهي الفترة الزمنية التي عاش فيها الشريف يحي الكامل المحجوب ووصل فيها إلى ولاتة قادما إليها من بغداد في العراق ؟ أو من توات في الجزائر هل في القرن الثاني الهجري أوالخامس الهجري أو السابع ؟ .
أما معطيات الحلقات المفقودة والأسئلة التي تطرح نفسها في انتظار أجوبة لها فهي :
أولا : من هم شرفاء بغداد الذين يتصل بهم نسب الشريف يحي الكامل المحجوب؟
ثانيا : ماهي القرابة المفترضة بينه وبين الشيخ عبدالقادر الجيلاني ؟ وهل كان معاصرا له حقا ؟.
ثالثا : ورد في عمود نسب الشريف إسماعيل المحجوب أنه : ابن يحي الكامل المحجوب بن عبدالله بن عبدالقادر ؟ فمن هو عبدالقادر هذا ؟ وما هو وجه الاختلاف والائتلاف بين اسمه ونسبه وبين اسم سميه عبدالقادر الجيلاني ؟ وهل ثمت قرابة نسب بينهما.
رابعا : كيف هجر يحي الكامل المحجوب مسقط رأسه بغداد في القرن الثاني أو الخامس الهجري قاصدا ولاتة في أقصى غرب بلاد السودان بالمغرب الأقصى تاركا عاصمة الخلافة العباسية بغداد في أوج قوتها وقاطعا كل رحم له بأهله ؟ هل كان يعرف ولاتة أو يسمع عنها ؟ وإذا كان الأمر كذلك فماهي المغريات التي جذبته إلى الهجرة إليها ؟ وماهي الدوافع التي أرغمته مكرها أو مختارا على ترك بغداد نحو المجهول ؟
خامسا : على أية مراجع يعتمد القائلون بنسبه إلى موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين رضي الله عنه ؟ أو على نسبه إلى إدريس بن عبدالله الكامل، أو إلى أخيه موسى الجون بن عبدالله الكامل؟
سادسا : هل يمكن التوفيق بين كل هذه المتناقضات والبحث عن الحلقات المفقودة والربط بينها ؟
هذا ما سنجيب عليه إن شاء الله تعالى بحول الله وقوته مستعينين بالله سائلين منه التوفيق والسداد.
وذلك على مستويين ، المستوى الأول وهو أجوبة موجزة مختصرة جدا، وأما المستوى الثاني فهو بسط القول في تلك الأجوبة مع التحليل والنقاش ، فإلى المستوى الأول:
بناء على المعطيات التي تؤكد أن الشريف إسماعيل المحجوب هو ابن مباشر ليحي الكامل المحجوب لصلبه وأن إسماعيل المحجوب وصل إلى تونس مع بنيه مطلع القرن الثامن الهجري الرابع عشر الميلادي في عهد الأمير السادس من أمراء الدولة الحفصية أبو عبدالله محمد بن أبي زكرياء يحي الأول والذي دامت مدة حكمه أربعة عشر عاما وذلك من عام ( ٦٩٣ هجري إلى عام ٧٠٧ هجري، الموافق ١٢٩٥ _ ١٣٠٩ م ، وأن ابنه حامد بن إسماعيل المحجوب أسس زاويته في صرمان بليبيا سنة ٧٤٢ هجرية، الموافق لسنة ١٣٤١م، بناء على هذه المعطيات نجزم بأن الشريف يحي الكامل المحجوب لم يولد في القرن الخامس الهجري ولم يعاصر الشيخ عبدالقادر الجيلاني في القرن السادس الهجري بل ولد نهاية القرن السادس الهجري في حدود عام ٥٩٢ هجري، الموافق ١١٩٩م وذلك بعد وفاة الشيخ عبدالقادر الجيلاني رحمه الله بواحد وثلاثين سنة ، لاننا لو رجعنا إلى الحساب الزمني لعلم النسب وهو تقدير ٣٣ سنة كمتوسط العمر بين الآباء وولادة الأبناء ( وذلك أن أقصرها يقدر بفارق ١٨ إلى ٢٠ سنة بين عمر الأب وولادو نجله ، وأما أطولها فقد يمتد إلى ثمانين سنة وربما مائة ، والمعول عليه عند فقد تاريخ الولادة وتحديد العمر هو ٣٣ سنة بمعدل ٣ آباء لكل قرن وهو الشائع والغالب ولا عبرة بالنادر ) وأردنا ان نعرف بالتحديد الفترة الزمنية التي عاش فيها الشريف يحي الكامل المحجوب بالنظر إلى تاريخ قدوم نجله إسماعيل المحجوب إلى تونس بين عامي ٧٠١ _ ٧٠٧ هجري، الموافق اعامي١٣٠٣ _ ١٣٠٩م ، وبناء حفيده حامد زاوية في صرمان عام ٧٤٢ هجري، الموافق ١٣٤١ م فان يحي الكامل المحجوب على افتراض أنه وصل ولاتة في القرن الخامس الهجري وأنه معاصر للشيخ عبدالقادر الجيلاني المولود في الثلث الأخير من القرن الخامس الهجري وتحديدا سنة ٤٧٠ هجرية فلو سلمنا بأنه وصل ولاتة في آخر سنة من القرن الخامس الهجري وتحديدا سنة ٥٠٠ هجرية وعمره ساعتها ٣٠ سنة فماهو الفارق الزمني بين وصوله ولاتة سنة ٥٠٠ هجرية وبين وصول نجله إسماعيل المحجوب إلى ليبيا مطلع القرن الثامن الهجري ، الرابع عشر الميلادي كما بيناه ، فإن فارق الزمن بينهما ٢٠٠ عام ، وبحساب أكثر توضيحا لو قدرنا أن عمر الشريف إسماعيل عند وصوله إلى تونس سنة ٧٠١ هجرية، الموافق ١٣٠٣م ( ١٠٠ عام ) فإن والده يحي الكامل يكون قد ولده بعد أن تجاوز عمره ١٣٠ عاما ، وهذه المدة (١٣٠ عاما) بين يحي الكامل وولادة ابنه إسماعيل المحجوب ، فإنها وإن لم تكن مستحيلة من حيث العقل والنقل إلا أنها تبدو شاذة ، والأمور الشاذة لا يعتمد عليها عند الترجيح في المسائل الخلافية ، وعليه فإن يحي الكامل المحجوب لم يصل ولاتة في القرن الخامس الهجري ولا في السادس الهجري وإنما وصلها في القرن السابع الهجري، واما ابنه إسماعيل المحجوب فإن ولادته تقدر حوالي عام ٦٢٥ هجري ، الموافق ١٢٣٣ م وعلى هذا يكون وصوله إلى تونس بعد عام ٧٠٠ هجري ، الموافق لعام ١٣٠٢ م حوالي ٧٦ عاما ، واما ابنه حامد بن إسماعيل فعلى أساس أنه ولد بعد شقيقيه علي الأكبر وإبراهيم نقدر ولاته حوالي عام ٦٦٤ هجري الموافق ١٢٦٦ م ويكون عمره عند تأسيسه لزاوية صرمان ٧٨ عاما. وعمر شقيقه إبراهيم ساعتها حوالي ٨١ عاما أي أنه مولود حوالي ٦٦١ هجري، الموافق ١٢٦٣ م ، وولادة شقيقه الأكبر علي حوالي ٦٥٨ هجري، الموافق ١٢٦٠م فإذا كان حيا ساعتها فإن عمره يكون حوالي ٨٤ عاما. فتبين من خلال الحساب الزمني لعلم النسب: أن الشريف يحي الكامل المحجوب يستبعد أن يكون قد ولد وعاش في مدة قبل الفترة الزمنية التي قدرناها بناء على عمود نسبه الصالحي الجوني الحسني والذي سيأتي الكلام عليه في محله إن شاء الله تعالى بحول الله وقوته.
أما بخصوص نسب الشريف يحي الكامل وكونه من شرفاء بغداد ، فهذا يسقط النسبة الإدريسية تماما لان الادارسة في ذلك الوقت كانوا شرفاء المغرب والاندلس ومصر ولا وجود لهم في بغداد هذا أولا ، وأما ثانيا فإن كل السلاسل المنسوبة إلى الأدارسة تتناقض مع مشجرات الأدارسة المثبتة في كتب أنساب الطالبيين كالشجرة المباركة في أنساب الطالبية للإمام الفخر الرازي، والمجدى في أنساب الطالبيين للعمري العلوي وعمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب وغيرها من كتب الأنساب والتاريخ كجمهرة أنساب العرب لابن حزم وتاريخ ابن خلدون وسياتي تفاصيل ذلك في محله إن شاء الله تعالى بحول الله وقوته ، فإبراهيم الذي ينتهي به عمود نسب الشريف إسماعيل إلى عبدالله بن إدريس الأصغر حسب سلسلة احفاده محاجيب تونس ليس من بين أبناء عبدالله بن إدريس الأصغر الإثنى عشر ، وليس أيضا ابنا ليحي بن إدريس الأصغر الذي هو على عمود نسب الشريف إسماعيل حسب سلسلة احفاده في ليبيا ، وليس ليحي بن إدريس الأصغر ابن اسمه منصور حسب سلسلة محاجيب ليبا أيضا التي أوردها أحمد القطعاني في : ( موسوعة القطعاني الإسلام والمسلمون في ليبيا ...) كما أنه ليس ليحي بن إدريس الأصغر ابن مباشر اسمه محمد الذي هو على عمود نسب الشرفاء البكريين ذرية عمر الباز باتوات في الجزائر، بل هو محمد بن يحي الكامل المحجوب الذي يجمعهم مع فرع ولاتة بنو عثمان بن محمد بن يحي الكامل المحجوب، وليس محمدا بن إدريس الأصغر، ليست هذه فقط هي مسقطات النسبة الإدريسية للشرفاء المحاجيب بل إن هذه السلاسل لا وجود لها في الكتب المختصة في مشجرات الأدارسة ولم يرد ذكر لاسم المحاجيب ضمن الشجرة الإدريسية في أي مصدر معتمد رغم كون الشريف إسماعيل المحجوب قدم إلى تونس من فاس ومثله عمر الباز قدم إلى توات من فاس ، ومدينة فاس مهد الأدارسة ومستقرهم ومكمن حفظ أنسابهم وتراثهم وفيها رابطتهم ومع ذلك لا يعرفون إدريسيا واحدا باسم المحجوب ، هذا فضلا عن العيوب المتعلقة بهذه السلاسل فبعضها يطول عن الحد المسموح به لعدد الآباء بعشرين أبا ، وبعضها ١٣ أبا وبعضها يقصر أيضا بعشرين أبا عن الحد المسموح به.
للعودة إلى شرفاء بغداد من الحسنيين والحسينيين ، نقول إن النسبة الحسينية للمحاجيب مثل النسبة الإدريسية لا تصح ولا تستقيم ذلك أن كتب الأنساب والتاريخ والتراجم التي ذكرنا بعضها إختصارا لا يوجد فيها عمود نسب إلى الحسين رضي الله عنه باسم ( شعيب بن إدريس بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين رضي الله عنه ). فليس في أبناء ولا احفاد موسى الكاظم : ( شعيب بن إدريس بن موسى الكاظم ) ، وأما النسبة المحجوبية إلى موسى الجون بن عبدالله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط رضي الله عنه والمنقولة في القرن الثامن عن العالم محمد بن مسلم الديسفي التنبكتي فإن المصادر والمراجع تدعمها وتؤيدها وذلك ويعضدها الزمان والمكان، أما من حيث الزمان فإن عبدالله الشريف بن هذيم بن مسلم بن زيد بن أبي الضحاك عبدالله بن الحسن الشهيد بن عبدالله الشهيد بن محمد الشاعر الشهيد بن صالح الجوال بن موسى الجون وصل إلى مملكة غانة التي تخضع لها مدينة ولاتة في القرن الخامس الهجري ومعاصر للشيخ عبدالقادر الجيلاني حيث توفي رحمه الله عام ٤٨٠ هجري الموافق ١٠٨٧م بعد ولادة الشيخ عبدالقادر الجيلاني رحمه الله بعشر سنوات وبما أن الجيلاني عاش ٩١ عاما فإن ثلاثة من أبناء عبدالله الشريف وأحفاده عاصروا الجيلاني وتوجد قرابة نسب بينهما فهما أبناء عم على حسب الروايات التي تنسب الجيلاني إلى موسى الثاني شقيق صالح جد بني صالح شرفاء كمبي صالح ملوك غانة ومالي من بلاد السودان، وأما من حيث المكان فإن ولاتة كانت خاضعة وتابعة لحكم بني صالح أبناء موسى الجون ، وأما من حيث المراجع والمصادر فإن هناك عدة مصادر تذكر أن الشيخ إسماعيل شيخ أهل كمبي صالح قد وصل إلى ولاتة قادما إليها من كمبي صالح مع جماعة من أهله من بينهم الشريف يحي الكامل المحجوب وسكان كمبي صالح بعد إضطراب الأوضاع الأمنية والسياسية في مملكة غانة، ولكنه لم يستقر بها مما يفسر ذهابه إلى االحج رفقة حجاج غانة وسيأتي بيان ذلك في محله إن شاء الله تعالى بحول الله وقوته، و لا يتنافى هذا مع عودة يحي الكامل المحجوب وبنيه من الحج إلى توات ورجوع يحي مع ابنه محمد إلى ولاتة مخلفا وراءه في توات حفيده أبو الحسن علي بن محمد بن يحي الكامل جد الشرفاء المحاجيب في الجزائر، ثم هجرة إسماعيل المحجوب وبنيه من توات إلى فاس ومن فاس إلى تونس وليبيا
كل هذه المعطيات قابلة للتوفيق بينها ودفع التعارض والتناقض ، وأما الأسباب الدافعة التي أدت إلى هجرة بني صالح أجداد المحاجيب من مكة المكرمة في الحجاز إلى العراق مرورا بالشام فالمغرب وصولا إلى كمبي صالح وولاتة في القرن الخامس الهجري فهي الطرد والتشريد من قبل الخلفاء العباسيين فقد خرج صالح الجوال على الخليفة المأمون في خراسان وتم سجنه وخرج ابنه الشاعر محمد على الخليفة المتوكل وسجن في سامراء في العراق ، وقتل حفيده الحسن الشهيد قتيل جهينة ...
وأما الأسباب الجاذبة لهم إلى غانة من بلاد السودان هو عجزهم عن إقامة ملك لهم في المشرق والمغرب مما اضطرهم إلى الالتحاق بحركة المرابطين رغبة فى الجهاد ضد السودان الوثنيين في غانة وطمعا بإقامة ملك هناك للطالبيين وهذا ما أفلحوا فيه ، وعليه فليس يحي الكامل المحجوب هو المهاجر من العراق إلى ولاتة ببلاد السودان وإنما أجداده الصالحيون ، وأما عبدالقادر الوارد في عمود نسب الشريف إسماعيل بن يحي الكامل المحجوب بن عبدالله بن عبدالقادر، فهو : ( عبدالقادر بن موسى بن هلال الدمشقي الكبير بن حبيب الله العائد الكناني بن عبدالله الشريف الذي لقبه أخواله الأتراك السلاجقة بلقب (خان) فعرف بعبدالله الشريف خان ، فلما وصل إلى بلاد السودان صحف السودان لعجمتهم اسمه ولقبه فقالوا (عبدل الشريف كان ، و آيل كان ) ، وهو أي عبدالقادر هذا أدرك ٣٣ سنة من عمر الشيخ عبدالقادر الجيلاني فهو معاصر له وسميه وقرابة النسب واضحة بينهما على حسب عمود النسب الذي انتحل له من حفيده إلى موسى الثاني شقيق صالح جد بني صالح شرفاء كمبي صالح ملوك غانة ومالي من بلاد السودان.
وبهذا نكون قد أنهينا المستوى الأول من الإجابات الموجزة والآن بمشيئة الله وتوفيقه مع المستوى الثاني من الإجابات المفصلة باستعراض الأدلة والمراجع .
ونبدأ المستوى الثاني بالسؤال من هو الشريف الإمام عبدالقادر جد الشرفاء المحاجيب وأولاد سيدي ببكر شرفاء الأقلال؟
الجواب
هو السيد الشريف الإمام عبدالقادر بن موسى الذي حكم غانة مابين عامي ( ٥٣٤ _ ٥٥٥ هجرية الموافق ١١٤٠ _ ١١٦٠م )
ابن هلال الدمشقي الذي حكم غانة بين عامي ( ٤٩٣ _ ٥١٤ هجرية الموافق ١١٠٠ _ ١١٢٠م ) وتذكره المصادر الأوروبية بلقب " بنو بوبو " وهو الذي بنى قصر كمبي صالح عام ٥١٠ هجرية الموافق ١١١٦م ، ووردت أوصافه في كثير من كتب التاريخ ويعرف ضريحه اليوم في مقبرة كمبي صالح بضريح الصحبي ويطلق عليه السكان المحليون اسم هلال أو " آيل " ومما جاء من أوصافه ماوصفه به الرحالة ابن فاطمة المغربي كان حيا قبل سنة ٥٥٠ هجرية بقوله : ( ومدينة غانة على ضفتي النيل يقع من هذا الجزء حيث الطول ٣٩ درجة والعرض ١٠ درجات وخمسة عشر دقيقة . وبها يحل سلطان بلاد غانة وهو من ذرية الحسن بن علي رضي الله عنهما، وله تبرة كبيرة فيها ثقب يربط فرسه فيها، ويفخر بذلك على سائر ملوك السودان ، وهو كثير الجهاد للكفار ، وبذلك عرف بيته ). أنظر ما كتبه ابن سعيد علي بن موسى المغربي المتوفى سنة ٦٨٥هجرية نقلا عن ابن فاطمة في : "كتاب بسط الأرض في الطول والعرض" ص ٢٦ ، وعن بناء هلال الدمشقي لقصر كمبي صالح يصفه الشريف الإدريسي ابي عبدالله محمد بن محمد بن عبدالله بن إدريس الحمودي الحسني المتوفى سنة ٥٦٠ هجرية في المجلد الأول من كتابه " نزهة المشتاق في إختراق الآفاق " ص ٢٣ بقوله :
( وغانة مدينتان على ضفتي البحر الحلو وهي أكبر بلاد السودان قطرا وأكثرها خلقا وأوسعها متجرا وإليها يقصد التجار المياسير من جميع البلاد المحيطة بها ومن سائر بلاد المغرب الأقصى وأهلها مسلمون وملكها فيما يوصف من ذرية صالح بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب وهو يخطب لنفسه لا كنه تحت طاعة أمير المؤمنين العباسي وله قصر على النيل قد أوثق بنيانه وأحكم إتقانه وزينت مساكنه بضروب من النقاشات والأدهان وشمسيات الزجاج وكان بنيان هذا القصر في عام عشرة وخمسمئة من سني الهجرة ...
وكان الشريف هلال الدمشقي يتولى قاضيا يتولى القضاء في كمبي صالح بنفسه .
وهلال هذا ابن حبيب الله العائد الكناني المعروف في المصادر الأوروبية بلقب "كمبيني جريسو"
وقد حكم مملكة غانة بين عامي ( ٤٨٠ _ ٤٨٣ هجرية الموافق ١٠٨٧ _ ١٠٩٠ م ) ابن الشريف الإمام عبدالله الشريف خان " آيل كان " القائد المرابطي إمام جامع كمبي صالح والذي حكم سنة واحدة من عام ٤٧٩ _ ٤٨٠ هجرية الموافق ١٠٨٦ _ ١٠٨٧م ، حيث تم اغتياله على يد رفيقه في الجهاد أبي بكر بن عمر اللمتوني رحمهما الله ، وهو ابن هذيم بن مسلم بن زيد بن عبدالله أبي الضحاك عبدالله بن الحسن الشهيد بن عبدالله الشهيد بن محمد الشاعر بن الشاعر صالح الجوال بن عبدالله الرضا الشيخ الصالح ويلقب بأبي الكرام ابن موسى الجون بن عبدالله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي رضي الله عنهم أجمعين .
والشريف موسى والد الشريف الإمام عبدالقادر ذكرته كما أسلفنا المراجع الأوروبية ضمن قائمة ملوك غانة في القرن السادس الهجري الثاني عشر الميلادي وهو حسب الترتيب الأوروبي الملك السادس والصحيح أنه السابع ، وقد عثر على جزء من منصبة في مقبرة كمبي صالح الأثرية ، وهو شاهد قبر لسيدة مكتوب باللغة العربية ونص العبارة المكتوبة : ( اللهم ارحم فاطمة .... بنت سيدنا محمد
ابن سيد موسى ) فيعتقد والله اعلم انه موسى هذا ، وان من عقبه محمد المذكور والشريف إسماعيل فقيه أهل كمبي صالح والمولود حوالي ٦٢٥ هجرية والذي وصل إلى ولاتة مع طائفة من قومه حوالي سنة ٦٧٠ هجرية تقريبا وهو ابن يحي الكامل المحجوب المولود حوالي سنة ٥٩٢ هجرية ابن عبدالله المولود في حدود سنة ٥٥٩ هجرية ابن الشريف الإمام عبدالقادر بن موسى والمولود قبل حكم والده موسى أوبداية حكمه ، مابين عامي ٥٢٠ _ ٥٢٦ تقريبا ولولا ورود ذكر لحفيده الثاني الشريف إسماعيل في بعض المراجع لما علمنا عنه شيئا
فحفيده الثاني الشريف إسماعيل تزعم هجرة بعض سكان كمبي صالح إلى ولاتة التي وصلها في حدود ٦٧٠ ثم سافر منها مع أبيه وبنيه إلي بيت الله الحرام وهم علي المحجوب الكبير وإبراهيم وحامد وعلي الصغير وفي طريق العودة من الحج نزل الشريف إسماعيل مع بنيه مدينة توات الجزائرية واستقروا بها فترة من الزمن حيث ورد ذكرهم في تواريخ إتوات عام ٦٧٥ هجري أي بعد خمس سنوات على مغادرتهم ولاتة تقريبا ثم غادروا مدينة توات فتوجه الشريف يحي الكامل المحجوب رفقة ابنه محمد إلى ولاتة لتكون مستقره الأخير ، وخلف محمد بن يحي ابنه أبو الحسن علي بمدينة توات ، وأما الشريف إسماعيل فتوجه مع أبنائه الأربعة إلى فاس بالمغرب ومنها إلى تونس أيام السلطان المريني محمد الثاني ، والأمير الحفصي السادس أبو عبدالله محمد بن أبي زكرياء يحي الأول ،
فاستقر الشريف إسماعيل مع ابنيه علي الأكبر وعلي الاصغر بقصور الساف ، بينما هاجر ابناه إبراهيم المحجوب وحامد إلى ليبيا ليستقرا في مصراته وصرمان .
وقد أشار إلى ذلك الدكتور حماه الله السالم في كتابه : ( تاريخ موريتانيا قبل الاحتلال الفرنسي ص ٢٥٧ بقوله : ( وقد انتشرت قبيلة المحاجيب بين ليبيا شرقا إلى تونس فالمغرب ، فضلا عن مركزها الولاتي ) ثم يضيف الدكتور حماه الله السالم في ص ٢٦٣ من نفس الكتاب ( أما المحاجيب فيذكرون في روايتهم الخاصة أنهم ينحدرون من جدهم الأعلى يحي الكامل المنتمي إلى سلالة الشرفاء البغداديبن وأنه كان معاصرا للشيخ عبدالقادر الجيلاني المتوفى سنة ٥٦١ هجرية كما تذكر هذه الرواية أن يحي الكامل مر باتوات وفيها ترك ابنه أحمد . نقلا عن المختار بن حامد رحمه الله في موسوعته جزء المحاجيب ص : ١ وما يليها ، فهل يعني ذلك وجودا قديما للمحاجيب في تلك الواحات الصحراوية ؟ لا سيما وقد مر بنا وجود ذكر لهم هناك في القرن السابع. لا نملك ما يسمح بالجواب عن مثل هذا السؤال ،لكن الرواية نفسها تعزو إلى هذا الجد نشأة الحياة الفكرية والدينية في مدينة ولاتة ) ، ويضيف الدكتور حماه الله السالم أيضأ في كتابه : " تاريخ بلاد شنكيطي _ موريتانيا " ص ٤٣٩ : ( وتوجد اليوم أيضا ذرية سيدي المحجوب في ليبيا وتعرف بالمحاجيب أيضأ ، وهم شرفاء حسينيون ، وبعضهم في توات بالجزائر حاليا ).
ولا زلنا بصدد التعريف بالشريف الإمام عبدالقادر بن موسى الصالحي الحسني .
فإذا كان بنوه المحاجيب في ولاتة من حفيده عثمان بن محمد بن يحي الكامل لم يرفعوا عمود نسب ابيهم يحي هذا مكتفين فقط بإعطاء إشارة ترشد الباحث النبيه إلى تقصي أثره ومعرفة حقيقة نسبه وهي أربع إشارات في غاية الأهمية:
أولها : أنه معاصر للشيخ عبدالقادر الجيلاني ، والذي تبين من خلال عمود نسب أبناء عمهم المحاجيب في ليبيا وتونس أن جد يحي الكامل المباشر اسمه عبدالقادر _ وإن نسبوه خطا إلى الأدارسة كما سنبينه في ما بعد _
فإنه فعلا معاصر للشيخ عبدالقادر الجيلاني المتوفى سنة ٥٦١ هجرية ، وعبد القادر هذا مشابه للإم عبدالقادر الجيلاني من عدة وجوه ، أحدها مطابقة الإسم فكلاهما اسمه عبدالقادر وثانيها مطابقة اسم الأب فكلاهما اسمه عبدالقادر بن موسى ، وثالثها مطابقة سلسلة النسب فيلتقيان حسب عمود النسب الذي إختلقه احفاد عبدالقادر الجيلاني ونسبوه ظلما إلى موسى الثاني شقيق صالح جد عبد القادر بن موسى الصالحي ، إذن حسب العمود المختلق للجيلاني الفارسي يجتمعان عند عبدالله الرضا الشيخ الصالح ويلقب بأبي الكرام ابن موسى الجون بن عبدالله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط رضي الله عنه ، ورابع وجوه الشبه بينهما
المعاصرة في الزمن فقد أدرك عبدالقادر الصالحي الحسني والذي قدرنا أنه مولود بين عامي ٥٢٠ _ ٥٢٦ هجري فقد أدرك ما لا يقل عن ٣٥ عاما من بقية عمر الجيلاني رحمهما الله ، واما وجه الشبه الخامس بينهما هو أن الجيلاني سكن بغداد وتوفي بها
وأحفاد يحي الكامل المحجوب جد المحاجيب وحفيد عبد القادر بن موسى الصالحي الحسني يقولون إن جدهم من شرفاء بغداد وقدم إلى ولاتة من العراق
وهذه الإشارة الثانية والثالثة تؤكدان بما لا يدع مجالا للشك بأن جدهم يحي الكامل صالحي حسني ، لان كتب الأنساب والتاريخ تؤكد لنا انه لم يصل إلى ولاتة في ذلك الوقت من شرفاء بغداد إلا بنو صالح ملوك غانة والذين للنسابين والمؤرخين في عمود نسبهم روايتين : اصحهما وهي الأولى والأقدم أنهم من بني صالح الجوال بن عبدالله الرضا أبي الكرام بن موسى الجون ، كما بينا ، وهذه السلسلة تجعل بني صالح وثيقي الصلة بالعراق ، حيث أن محمدا الشاعر بن صالح قد مر معنا حبسه بسامرا بالعراق وأنه مات بها وان قبره تم نقله الى بغداد ولم يثبت نقل قبره إلى بغداد ، كما أن حفيده هذيم قد وصل العراق وتزوج هناك من السلاجقة الأتراك وهاجر معهم إلى دمشق الشام ، ومن الشام هاجر ابنه عبدالله الشريف خان بن هذيم بن مسلم بن زيد بن عبدالله أبي الضحاك بن الحسن الشهيد بن عبدالله الشهيد بن محمد الشاعر إلى غانة من بلاد السودان.
اما الرواية الثانية في نسب بني صالح ملوك غانة وهي مرجوحة لتأخرها وقلة القائلبن بها تجعل بني صالح ملوك غانة من بني صالح بن إسماعيل بن يوسف بن محمد الأخيضر الصغير بن يوسف الاخيضر الكبير بن إبراهيم بن موسى الجون، وأول من ذكر هذه السلسلة هو النسابة المؤرخ التركي أيوب صبري باشا المتوفى سنة ١٢٩٠ هجرية الموافق ١٨٩٠م في كتابه : " موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب " الجزء الخامس ص ٦١ ونصها : ( وبعد وفاة الشريف محمد انتقل حكم مكة إلى الشريف صالح بن إسماعيل بن يوسف بن محمد بن يوسف الأخيضر، وهؤلاء هم الذين سعدوا إذ فازوا بإدارة مكة المكرمة ، وكان أولاد وأحفاد الشريف صالح بن إسماعيل في داخل ممالك السودان ، وفي فترة ما هاجروا إلى مدينة " غانا" القريبة من المحيط الأطلسي وكونوا هناك دولة وحكمو فيها ) ، ونقل عنه هذه السلسلة والمعلومات بعض المعاصرين كعارف مرضي الفتح في كتابه : " الإيجاز في تاريخ البصرة والأحساء ونجد والحجاز" ص : ١٣٥ _ ١٣٦ . وأيضا نقل عنه ذلك المؤرخ السعودي محمد بن دخيل العصيمي في كتابه " معجم أمراء وحكام الجزيرة العربية " ص ٩٥ _ ١٠٠.وأضاف معلومات عن حكم الأخيضريين لأجزاء من العراق ، وهذا نصه : ( ١٥ _ الشريف صالح بن إسماعيل بن يوسف الأخيضر، شريف من آل موسى .. لم تحدد المصادر أية معلومات عنه .. وقد ذكرت تلك المصادر أنه في سنة ٣١٧ هجرية / ٩٢٩م قد جرت وقعة بين القرتمطة والأخيضريين هزم فيها الأخيضريين ويعتقد أنها نهاية دولتهم ولكن هناك من يرى أنهم خضعوا للقرامطة وأن سليمان بن سعيد القرمطي حينما استولى على الكوفة وأراد العودة إلى الأحساء سلم أمر البلاد إلى الأخيضريين سنة ٣١٥هجرية/ ٩٢٧م واقام الاخيضريون حصنا في صحراء العراق يزاولون من خلاله الإشراف على سلطة القرامطة في الكوفة .. وقال أيوب : " ومن ذرية الشريف صالح بن إسماعيل هذا أشراف في ممالك السودان وبعد فترة هاجروا إلى مدينة غانة القريبة من البحر المحيط وأقاموا لهم حكومة هناك لفترة من الزمن " ).
قلت هذه الرواية التي تجعل بني صالح ملوك غانة ومالي من بلاد السودان من بني صالح الأخيضري رغم كونها مرجوحة إلا أنها مع الرواية الصحيحة تؤكدان صلة بني صالح ملوك غانة بالعراق وثيقة، وأنما يذكره أبناء يحي الكامل المحجوب من أن جدهم يحي شريف علوي من شرفاء بغداد إنما هو مجرد صدى لتلك الصلة بالعراق ، وعن شرفاء بغداد في موريتانيا كتب الدكتور حماه الله السالم في كتابه : " تاريخ بلاد شنكيطي
ض_ موريتانيا " ص ٣٢ ( وأما مدينة " قبة صالح " التي تسميها بعض المصادر " كمب صالح " وهو نطق السودان للقبة ، فهي عاصمة مملكة أسسها بنو صالح الأخيضري من شرفاء بغداد الذين وصلوا البلاد وخالطوا سكانها واتصلوا بملوكها الزنوج فعرفوا لهم مكانتهم وقد تفرق هؤلاء الشرفاء ولا تزال ذراريهم اليوم في بلاد الحوض من شرقي موريتانيا، ومنهم آل أحمد أك آدة شرفاء مدينة أروان ) ، وعلى ذكر شرفاء أروان الصالحيين الذين ذكرهم العلامة محمد محمود بن الشيخ بن سيدي بو بكر آل الشريف أحمد آده الأرواني في قصائده أنهم من بني صالح شرفاء كمبي صالح ملوك غانة _ على عكس الرواية التي كتبها في كتابه : الترجمان في تاريخ الصحراء وأروان والسودان والتي انتحل فيها عمود نسب أبي الحسن الشاذلي إلى محمد بن الحسن رضي الله عنهما والذي لم يعقب إجماعا أي : محمد بن الحسن ، مما يدل على بطلان تلك الرواية وتهافتها وأن نسبهم الشريف لا يصح إلا من طريق بني صالح ملوك المنطقة وسكانها _ كتب ابنه الشاعر عادل بن محمد محمود بن الشيخ بن سيدي بو بكر آل الشريف أحمد آده الأرواني مقالا عن ترجمته ذكر فيه ما نصه : ( لمحة تاريخية مختصرة عن الإمام العلامة محمد محمود بن الشيخ بن سيدي بو بكر الأرواني
هو من بني صالح صاحب مدينة كمبي صالح عاصمة سلطنة غانا القديمة والذين تفرقوا في الصحراء الكبرى وفي الشمال الأفريقي ما بين القرن الخامس الهجري إلى ما بعد القرن السادس أولا إلى الجزائر في جبل البليدة ثم إلى تونس والمغرب وإلى ليبيا في تاورت في منطقة الشط وفي داخل بلاد شنقيط القديمة وفي منطقة أزواد عند الطوارق الملثمين وإلى مصر في آيت البارود وفي السودان وهم من سلالة موسى الجون الحسني الذي أبناؤه في اليمن و العراق والبحرين والأردن وبلاد الحجاز ) انتهى الشاهد من كلامه ويؤكد لنا أن بعض بني صالح دخلوا الجزائر والمغرب وتونس وليبيا إنطلاقا من كمبي صالح وهذا ما يتطابق وينطبق على هجرة أبناء الشريف الإمام عبدالقادر بن موسى الصالحي الحسني وهم بنو الشريف يحي الكامل المحجوب جد المحاجيب في ولاتة ، وتوات بالجزائر وقصور الساف في تونس ، ومصراتة وصرمان بليبيا مع اختلاف في بعض أسماء المواضع . ومن الإشارات المهمة التي أطلقها أحفاد يحي الكامل المحجوب وقادتنا إلى التأكد من صحة نسبه إلى الشريف الإمام عبدالقادر بن موسى الصالحي الحسني هو تأكيدهم أن أباهم يحي الكامل المحجوب وصل الى مدينة ولاتة التي زارها ابنه إسماعيل على راس جماعة من سكان كمبي صالح ، فهذه الإشارة قادتنا إلى أن هناك صلة وثيقة بين تزامن زيارة الرجلين ووصولهما إلى ولاتة وهي أن إسماعيل ابن يحي الكامل ويؤيده أن إسماعيل يلقبه أبناؤه في تونس وليبيا بإسماعيل المحجوب وأبناؤه ألقابهم أيضا المحجوب وهم علي المحجوب الكبير ، وإبراهيم المحجوب ، يضاف الى هذا أن إسماعيل
والده المباشر يحي بن عبدالله بن الشريف الإمام عبدالقادر ، وعن وصول إسماعيل هذا إلى ولاتة كتب الدكتور حماه الله السالم في كتابه : تاريخ موريتانيا قبل الاحتلال الفرنسي ص ٢٥٢ _ ٢٥٣ ما نصه : ( وفي القرن السادس الهجري "ق ١٢م ": سقطت مملكة غانا في أيدي الصوصو ، مما اضطر المسلمين بقيادة إسماعيل إلى اللجوء إلى المدينة ليعيدوا تأسيسها على نحو فعلي حدود ١٢٢٤ م بوصفها حاضرة إسلامية كبرى ومحطة متقدمة على طريق التجارة بين المغرب والسودان ،وبذلك ورثت ولاتة "= ولاتا" الدور التاريخي لمدينة كومبي صالح عاصمة مملكة غانة حسبما تذكر الروايات الشائعة ... ) . وهذا ما أكده لنا الباحث الحسين بن محنض الديماني حيث قدم : معلومات مهمة _ حول انتقال سكان كمبي صالح إلى ولاتة وتعميرها عام ٦٢٥هجرية الموافق ١٢٢٤م ، وخضوعها لحكم الصالحيين ملوك غانة ثم للصالحيبن ملوك مالي ، وعن قدوم المحاجيب الذين نزلوا توات عام ٦٧٥ هجري الموافق ١٢٧٦م وعن قدوم جدهم يحي الكامل المحجوب رفقة ابنه محمد وأسطورة طرده سكانها منها بالحكمة الإلهية وخرق العادة ثم إحيائها من جديد بنشر العلم والثقافة _ كتب هذه المعلومات ضمن مقال نشره بمناسبة نسخة مهرجان المدن التاريخيه لعام ٢٠١٤ من الميلاد ، وذلك بعنوان :
( الشيخ سيدي أحمد البكاي في ولاتة ، أو مابين الرحلتين رحلة ابن بطوطة ورحلة الوزان )
بتاريخ يناير ٢٠١٤ ، وهذا
نص الشاهد منه :
وبعد قيام دولة المرابطين منتصف القرن الخامس الهجري (القرن 11م ) استعاد الملثمون قوتهم وعادوا إلى مهاجمة السوننكيين فأخذت مملكة غانه تتقلص من الشمال تحت وقع هجماتهم واستعادوا أودغست، وتكاتف التكرور الذين اعتنقوا الإسلام قبل قيام دولة المرابطين معهم على فتح غانه، حتى أمست الامبراطورية الغانية مجرد مملكة سوننكية صغيرة بعد دك المرابطين لمعقلها الجنوبي جني سنة 469هـ/ 1076م. ولم يحل القرن السادس الهجري (12م) حتى كان آل صالح، الذين ينتمون إلى الحسن بن علي بن أبي طالب يحكمون عاصمة غانه الأولى كونبي التي أصبحت بفضل حكمهم لها تدعى كونبي صالح وظل هذا القسم من غانه تحت أيدي آل صالح حتى سنة 601 هـ/ 1203م حيث تمكن الصوصو بزعامة سومانگورو كانتي من ضم غانه إلى بلادهم، واحتلال كونبي صالح، فصارت تابعة لهم، ثم تمكن قائد قبائل الماندينگ سوندياتا كيتا من هزيمة الصوصو وإلحاق غانه بامبراطورية مالي. و خلال حروب استيلاء الصوصو على المدينة انتقلت العائلات الثرية من السوننكيين وجاليات العرب التي كانت في كونبي صالح إلى ولاته التي كانت في ذلك الوقت شبه خالية إلا من شظايا صنهاجية مسوفية في أغلبها سنة 625 هـ/ 1224م
واستعادت ولاته حيويتها وآوت إليها بقايا جاليات السكان القديمة التي كانت تنتشر بين أودغست وآبير وكونبي صالح منذ عهد مملكة غانه، من الأغرمانيين والسوننكيين المتهودين في أغلبهم، وفيهم بعض اليهود البيض، وأوزاع أخرى من البربر الزناتيين، ثم قدم إليها المحاجيب الذين نزلوا توات سنة 675 هـ/ 1276م وانتقلوا منها إلى ولاته فكانوا أول من نزلها من البيضان ، وأول من جعلها منارة علمية وثقافية من أهلها. ويروي ابن انبوجه العلوي: أن يحيى -جد المحاجيب- قدم إلى ولاته وأهلها في ذلك العهد يهود ففتحها بالحكمة الإلهية ، وقال الطالب أبو بكر المحجوبي إن جده الأعلى يحيى الكامل قدم إلى ولاته ومعه ابنه محمد وأخرجا منها أهلها بالقهر الرباني فكانت أرضها لهما ولبنيهما من بعدهما ، ويقال أيضا إن يحيى كان بالعراق مع الشيخ عبد القادر الجيلاني ( القرن السادس الهجري/ 12م) قبل وصوله إلى ولاته عبر توات ، وازدهرت ولاته خلال القرنين السابع والثامن للهجرة (13/14م) ازدهارا كبيرا، بعدما أصبحت مركز تبادل كبير للقوافل.
ونختم ترجمة وحياة الشريف الإمام عبدالقادر بن موسى الصالحي الحسني بالإجابة على هذا السؤال ، وهو لما ذا يرفع أبناؤه في تونس وليبيا عمود نسبه إلى الأدارسة ملوك المغرب وليس إلى بني صالح ملوك غانة ؟
الجواب :
أولا : هناك من النسابين والمؤرخين غير المحققين رغم قلتهم من يخلطون بين نسب بني صالح ملوك غانة ومالي من بلاد السودان وبين أبناء عمهم الأدارسة ملوك المغرب فيرون أن بني صالح فرع من الأدارسة ملكوا بلاد السودان، من ذلك ما كتبه الدكتور محمد الغربي في كتابه: ( بداية الحكم المغربي في السودان الغربي ) ص ٣٣ _ ٣٤ ، ونفس المعلومات الواردة في الكتاب نشرها تحت عنوان :
الجذور الإدريسية لإمبراطورية غانا والأصول السنغالية للدولة المرابطية. مقال نشره الدكتور
محمد أحمد الغربي في مجلة دعوة الحق العدد 269 ماي-أبريل 1988 م ونصه :
وفي هذا الوقت، وفيما كان صراع التصفية النهائية يجري في غانا لإقرار النظام المركزي القوي، قدم من الشرق أشراف ينتسبون لنفس الأسرة الإدريسية التي حكمت المغرب منذ عام 788، وأقامت لها دولتين أخريتين في الأندلس (بني حمود وفي اليمامة (بني الأخيضر)، ولم يقصر أولئك الأشراف في أمر دعوة أو إصلاح بل سعوا أكثر من ذلك في تأسيس مملكة بالسودان.
ويظهر أن صالحا الذي أتى من مكة قد لقى من الترحيب ببلاد غانا بالقدر الذي لقيه إدريس الأول في المغرب، وقد استقل ذلك لإقامة ملك "ببلاد السودان من المغرب الأقصى...وبقي عقب الأدارسة معروفا..."
ولا نعلم مدى تأثير هذا الوضع الجديد على سير عملية تأسيس غانا المركزية، ولكننا نميل إلى الاعتقاد بأن الأشراف حازوا على تأييد الغانيين وتحزبهم لهم بدليل أنهم نقلوا عاصمتهم من ضفة نهر النيجر إلى كومبي صالح التي أسسها الأدارسة وجعلوا منها عاصمة سياسية لهم وهي في منطقة خصبة غرب نهر النيجر ......
وإذا حاولنا أن نجد عند أدارسة المغرب اهتماما بالسودان وما كان يجري فيه بعد تقلد أبناء عمومتهم الزعامة السياسية فإننا لا نعثر على إشارات متباعدة وغير مضبوطة عن اتجاه بعض الدعاة المتطوعين إلى تلك الجهات لنشر الإسلام والدعوة إلى عقيدته، "فرسالة المغرب الإفريقية قد تبلورت آنذاك في إشعاع بلغ تخوم النيجر ولعله كان من المثير تاريخيا لو در أن يحصل احتكاكا أو اتصالا واسعا وقع بين الدولتين الإرديسيتين. ولكن ذلك لم يحدث إلا على نطاق لا يمكن اعتباره، ويبدو أن حسن النية ونبل المقاصد كان متوفرا للجهتين معا ولكن لم يترجم إلى شيء ملموس بالنظر لبعد، الشقة وانشغال كل من الطرفين بما يقع داخل حدوده، وفي الوسع التصور بأن حسن النية ذلك قد ترجم على عمل مثمر وغير مباشر، وتمثل في أعمار المدن التي كانت تمر بها القوافل نحو السودان والمغرب بل وبناء مدينة بكاملها لهذا الغرض هي مدينة تمدلت بسوس وتنصيب أحد الأمراء الأدارسة عاملا عليها، وازدهرت سجلماسة وكوليمين في ذلك الوقت.
وما كادت الدولة الإدريسية في المغرب تفقد قوتها، وتترك البلاد في يد حكام وثوار هنا وهناك حتى عاجلت قوات الزناتيين الذين استقلوا بجهات المغرب الجنوبية الشرقية وضموا سجلماسة، ببلاد السودان بضربات متلاحقة فيما بين 932 و 933 وكانوا يلقون العون من برابرة اودغوشت الذين أفلتت السلطة من أيديهم منذ مجيئ الشرفاء الأدارسة إلى السودان.
وفي الهامش رقم (٩) علق الدكتور محمد الغربي بمايلي :
9) ابن خلدون – مجلد 4/ص 221، كان موسى الجوف بن عبد الله بن حسن المثنى ثائرا على أبي جعفر المنصور، وذاق هو وأبناء عمومته أدارسة المغرب والأندلس واليمامة الأمرين في بلاد الحجاز، وبعد موت موسى تولى ابنه إسماعيل إشعال الثورة في غرب الجزيرة العربية، ونصب نفسه ملكا على مكة والحجاز واليمامة، ثم تولى أخوه محمد أخيضر، وهو الذي بعث حفيده، صالحا بن يوسف إلى السودان لإقامة ملك بها، وابن خلدون يجعل صاحبا ابنا لموسي أو لعبد الله بن موسى تبعا للروايات التي اعتمدها في كتابه (انظر ابن خلدون 4 ص 245). إنتهى الشاهد مما كتبه الدكتور محمد الغربي.
وحول الخلط الذي يقع فيه غير المحققين بنسبته بني صالح ملوك غانة إلى الحسينيين أو بني عمهم إدريس بن عبدالله الكامل بن الحسن المثنى: يضيف الدكتور حماه الله ولد السالم في الصفحة ١٤٩ من كتابه : ( جمهورية الرمال).
هذا النص :
أما عاصمة مملكة غانة فكانت بعيدا ، داحل غرب عقفة نهر النيجر حول غابات تسمى "وغد " تقع ضمن مالي حاليا ، بينما ظلت مدينة (كمبي صالح ) تحريف ( قبة صالح) عاصمة لدولة الشرفاء من بني صالح الأخيضري ، وكان لها ولاء أوصلات مع ملوك غانة، ما أوقع المؤرخين في لبس كبير جعلهم يعتقدون أن لملوك غانة نسبا إدريسيا أو للحسينيين ملكا في غانة والمقصود تلك الحاضرة لا غيرها.
ثانيا : شهرة النسب الإدريسي بحكم أن الأدارسة ملكوا المغرب فكان التدوين عن سيرتهم كثيرا ومستفيضا لكثرة النسابين والمؤرخين في المغرب على عكس بلاد السودان غانة فلم يكن السودان يدونون وإنما يعتمدون على الذاكرة الحية وتناقل الرواية الشفوية وكل ما كتب عن الصالحيين وأعقابهم كان من نسابة المغرب والمشرق قبل سقوط ملكهم رغم قلته مقارنة بما كتب عن بني عمومتهم الأدارسة مما جعل بعض الفروع الصالحية بعد هجرتها ونسيان عمود نسبها لقلة التدوين وطول الزمن تتبنى النسبة الإدريسية.
ثالثا : أن أبناء الإمام عبدالقادر الصالحي في تونس وليبيا رفعوا عمود نسبه إلى الأدارسة ظنا وتخمينا من عدة وجوه :
الوجه الأول : أنهم لم يتفقوا على اسم أبيه المباشر حتى نهاية عمود النسب فبينما ذكرت جماعة تونس أنه عبدالقادر بن عبد الرحيم بن عيسى ...... ابن ابراهيم بن يحي بن إدريس الأصغر بن إدريس الاكبر بن عبدالله الكامل ....
ذكر بنوه في ليبيا سلسة نسب مغايرة تماما من بداية النسب إلى نهايته فذكروا أنه عبدالقادر بن عبدالرحمن بن يوسف ... ابن ابراهيم بن عبدالله بن إدريس الأصغر بن إدريس الاكبر.
بينما ذكر له الباحث أحمد القطعاني في موسوعته : ( الإسلام والمسلمون في ليبيا منذ الفتح الإسلامي ٢١ هجري _ ٦٤٤م إلى ١٤٢١ هجري ٢٠٠٠م) الجزء الأول الطبعة الأولى ٢٠١١م، ص٢٨٧ : ذكر له عمود نسب آخر يختلف كليا عما ذكره بنوه في ليبيا وتونس حيث أورد بين الشريف إسماعيل المحجوب وبين جده الثاني عبد القادر ٢٦ جدا وأنهى عمود نسبه إلى منصور بن يحي بن إدريس الأصغر بن إدريس الاكبر بعد أن أحصى إثنين وثلاثين أبا بين الشريف إسماعيل المحجوب المولود نهاية القرن السادس الهجري حوالي عام ٥٩٢ هجري و بين إدريس الأصغر المولود أواخر القرن الثاني الهجري أي أن الفارق الزمني بين ولادتيهما حوالي ٤٠٠ مائة عام بمعدل ٨ آباء لكل مائة عام ، ولا يخفى ما في هذا العمود من الشذوذ فضلا عن كون ( منصور ) المذكور ليس في ولد يحي بن إدريس الأصغر.
ومثله في الشذوذ أيضا عمود النسب الذي ينسب سيدي ببكر الشريف جد الشرفاء أولاد سي?
التعليقات على الموضوع