المدخل إلى الأدب العربي ودراسته
١ تعريف الأدب العربي
٢ تطور الأدب العربي
٣ الأغراض العامة للشعر العربي قديمًا
٤ أقسام الأدب العربي
٥ دراسة الأدبي العربي
تعريف الأدب العربي
الأدب في اللغة عند اشتقاقه يأتي بعدة معانٍ، جميعها تتحد في قرب المعنى، والتي تدل على المعاني الفياضة بالعطاء، فالأدب عند الجاهلية هو الداعي للمأدبة أو الطعام، والمأدبة هي مكان اجتماع المدعوين على الطعام، والتأديب يعني التربية والتعليم، ونقول أيضًا أدُب – يأدُب أي تخلق بالخلق الكريم، وبالتالي فالآدب يدعو للطعام، والأديب يدعو للأفكار والعواطف، والمؤدب هو من أخرج الطفل من الجهالة للعلم، وحديثًا أصبح مفهوم الأدب بالعموم هو تراث الأمة المكتوب بلغتها، فيكون بالتخصيص فيعبر عنه بالشعر أو النثر أو العاطفة أو الخيال، أي أن الإنسان يصيغ تجربته البشرية بطريقة قنية من خلال الأدب، إذ تكمن قيمته في التعبير عن العواطف والمشاعر والحس الإنساني، ويظهر في أشكال كلامية أو موسيقية يكون وراؤها ما تنطوي عليه الروح من الحب والمدح والغزل، أو البغض والذم، وأخيرًا من الأهمية بمكان دراسة الأدب الخاص لأمة معينة أو في فترة تاريخية لها، وذلك لمعرفة قوة وصدق هذه الأمة من خلال أدبها، والابتعاد عن الحكم المتحيز لها.
تطور الأدب العربي
تطور الادب العربي ومر بأطوار عبر التاريخ، إذ يرى كتاب الأدب أن تطوره يتزامن مع التطور التاريخي عامةً، وقسموا هذا التطور وسموه بالعهود الأدبية، فمنهم من قسمها لثلاث حقب تاريخية هي الأدب القديم والأدب المُحدث والأدب الحديث، في حين من قسموه إلى ستة أقسام تبعًا للعصور السياسية التاريخية، وهي فترة العهد الجاهلي والمخضرمين، وفترة صدر الإسلام، وفترة الخلافة الأموية، وفترة الخلافة العباسية، وفترة الخافة العثمانية، وأخيرًا فترة العهد الحديث.
الأغراض العامة للشعر العربي قديمًا
كان الأدب العربي قديمًا يعبر عن الأحداث التي يمر بها البشر أو الأشخاص فيعبرون عن مشاعرهم وأحاسيسهم في العديد من المناسبات، وبالتالي فأغراض الشعر عندهم كانت من القوة بمكان في التعبير عن الكثير من القضايا والأحداث، هي كالآتي
الأدب العربي في الهجاء:
هذا النوع من الأدب كان شائعًا بين الأضداد من الناس فيهجون بعضهم ويذكرون محاسنهم، كما كان الشعراء يهجون بعضهم البعض. الأدب
العربي في المديح:
كان الشعراء يكثرون من مدح الحكام والأعيان ومن لهم نفوذ في المجتمعات، وبالتالي يمنحهم هؤلاء العطايا من مال وغيره، وبقدر جودة شعره تكون عطيته.
الأدب العربي في الغزل:
وهو التغني بمحاسن الحبيبة من ناحية الشكل والموضوع، فيذكر لوعته في حبها وشوقه لها، ومن الجدير بالذكر أن شعر الغزل كان أمرًا مقبولًا، إلا أن "التشبيب" أي ذكر اسم المحبوبة في الشعر كان أمرًا غير مقبول.
الأدب العربي في الفخر:
كان العرب من عاداتهم أن يفتخروا بنسبهم وحسبهم وأصلهم ومنبتهم، فيكتبون الشعر الدال على هذا النسب من باب التفاخر.
الأدب العربي في الوقوف على الأطلال:
وهو من الأمور التي كانت شائعة ليستهل بها الشاعر قصيدته.
أقسام الأدب العربي
قسم باحثو الأدب العربي والنقاد الأدب العربي لقسمين، فالأول منها هو الأدب العام، كدواوين الشعراء والرسائل والكتب التي أنتجها المؤرخون والفلاسفة وغيرهم، والقسم الثاني هو الأدب الخاص الذي يضم الشعر والقصص والمقالات والرسائل، كما يقسمون الأدب الخاص من حيث موضوعاته إلى ما يأتي
الأدب الذاتي: وهو ما ينتجه الشاعر أو الكاتب من قصائد أو أشعار، وفيه يعبر عن إفكاره وتخيلاته وعاطفته، كالملحن الموسيقي الذي يعبر عن أفكاره وما يجيش في صدره من النغمات الموسيقية، فيحكي من خلالها قصة أو فكرة، أو الرسام الذي يبدع في رسم موقف أو حدث ما لفت انتباهه وأثر على عواطفه، يقسم النقاد والباحثون الأدب الذاتي لقسمين هما كالآتي:
الشعر:
وهو إما الشعر الغنائي الذي يعبر فيه من ينظمه بعواطفة الذاتية ويتركز في معظمة بالشعر العربي القديم، أو الشعر الملحمي الذي يصف فيه الشاعر البطولات والأمجاد والأبطال، وكذلك الشعر المسرحي الذي يتمثل في رواية مسرحية يعبر بها من يتحاورا عن أغراض معينة كمسرحية مجنون ليلى المشهورة، وأخيرًا الشعر التعليمي الذي يوجه فيه الشاعر الأخلاق ويبث الحكم والمواعظ.
النثر:
وهو بخلاف الشعر الذي يكون على هيئة أبيات منسابة منظمة، إذ يكون النثر قولًا فيه تناسق وتناغم، كالخطب والأمثال والرسائل والمقالات، وكذلك ينضم لهذه المجموعة النقد الأدبي، والقصص المسرحية والتاريخ الخاص بالأدب، ومن النثر ما هو قديم كفنون الخطابة، ومنه ما هو حديث كالقصص المسرحية.
الأدب الموضوعي:
وهو ما يكتب عن الأدب من تحليل ووصف ونقد، فالمقال الذي نحن بصدده هو من ضمن الأدب الموضوعي.
دراسة الأدب العربي
من المعروف أن دارسة الآداب تهدف لرفع مكانة دراسيها، فهذه الدراسة تتميز بشموليتها في صياغة شخصية الإنسان وتهذيبه، وتغذي العقول بشتى أنواع الفنون والعلوم، فمن خلال دراسة الأدب يُكوّن الدراس النظرة المتعمقة للنفس والحياة، وذلك لأن هذا النوع من الدراسات يحتم عليه القراءة المستمرة والغوص في الأدب سواء كان قديمًا أم حديثُا، وفي الجامعات اليوم تركز البرامج المعدة لدراسة الأدب على التاريخ الأدبي للعرب من عصر الجاهلية مرورًا بعصر الإسلام وانتهاءً بالعصر الحديث، بالإضافة للتركيز على علم النحو الذي يهتم بدراسة أصول قواعد اللغة العربية من أقسام الكلام والإعراب، وأخيرًا لا بد من دراسة القرآن الكريم وما فيه من إعجاز لغوي وبلاغة وجمال لغوي.
يُتاح لطالب دراسة الأدب مستقبلًا الاستمرار والغوص في هذا النوع من الدارسة فيصبح متمكنًا لغويًا، ويمتلك المهارة الكتابية لكثرة القراءة في الأدب وما يدور في فلكه، سواء عمل بعد التخرج معلمًا أو كاتبًا صحفيًا أو غير ذلك.
التعليقات على الموضوع