مملكة أودغست الإسلامية
"1"
مملكة أودغست الإسلامية
------------------------------------
لقد كتب الكثير عن هذه المدينة"أودغست" التي تعد أول حاضرة عرفت ببلادنا واشتهرت في التاريخ على أنها من أمهات الأمصار تذكر مع بغداد ودمشق والقيروان وقرطبة وكان وطننا "موريتانيا"يحمل اسم هذه المدينة الضاربة في أعماق التاريخ ،وسأقدم في هذا المقال خلاصة دراسة بعنوان "مملكة أودغست الإسلامية دراسة في أحوالها العامة من 62-
446 للهجرة 682-1054م / أ.د. عباس إبراهيم حمادي
م.م عبد الحسن كاظم عناد ،نشرت هذه الدراسة في مجلة العلوم الإنسانية المجلد 23 العدد الأول آذار 2016 ،المديرية العامة للتربية -بابل-الجمهورية العراقية.
قدمت الدراسة جميع الجوانب المتعلقة بالتعريف بحضارة مملكة أودغست حدودها الطبيعية وسكانها وإسهاماتها الاقتصادية لكونها مركزا تجاريا هاما يربط بين الجنوب والشمال في القارة الإفريقية ،ووجهت أسئلة هي كالتالي:
هل مملكة أودغست عربية أم سودانية؟
هل سكانها من القبائل العربية أم من القبائل السودانية؟
هل العوامل الاقتصادية هي التي خلقت من أودغست مملكة؟
لما ذا كانت أودغست مدينة الصراعات السياسية بين الغانيين من جهة والمرابطين من جهة أخرى؟
هل الدين الإسلامي دخل مبكرا إلى مدينة أودغست متزامنا مع الحملات العسكرية للفتح العربي الإسلامي للمغرب العربي،
أم جاء نشر الإسلام على أيدي المرابطين بقيادة عبد الله بن ياسين؟،وأجابت الدراسة باستفاضة عن هذه الأسئلة المهمة ،وتضمنت أيضا العديد من الفقرات منها الموقع وحدود المملكة والبلدان المجاورة لها واستطاعت إعطاء تاريخ لتأسيس ومؤسس المملكة وعرفت سكانها بأنهم شعب عربي كان له نصيب الأكثرية بين أقلية من الزنوج وتناولت كيفية دخول الدين الإسلامي إلى هذه المملكة حيث كان متزامنا مع حملات عقبة بن نافع وموسى بن نصير وتحدثت الدراسة عن دور المملكة في نشر الإسلام وجهود ملوكها في الجهاد،
ثم تعرضت للحياة الاجتماعية والاقتصادية لكون أودغست من الممالك الغنية بالذهب الخالص واعتبارها مركزا تجاريا مهما ما جعل بعض الممالك المجاورة مثل غانة تسيطر عليها.
وتوصف هذه المدينة من خلال كتب الجغرافيا والتاريخ والرحلات باسم مملكة أودغست الإسلامية ويحدها من الشرق بلاد السودان "مالي"ومن الغرب البحر المحيط "المحيط الأطلسي"ومن الشمال منفصلا إلى الغرب بلاد سجلماسة،"المغرب"ومن الجنوب بلاد السودان "مالي"
وتقع مدينة أودغست منحرفة محاذاة عن السوس الأقصى
كأنها مع سجلماسة مثلث طويل الساقين أقصر أضلاعه من السوس إلى أودغست ،وهي حاضرة ومملكة أودغست في الصحراء التي تعرف بصحراء صنهاجة وموقعها مشابه لموقع مكة حيث تقع بين جبلين في بلاد لمتونة بينهم وبين السودان نشأت فيها علاقات تجارية وثقافية وسياسية بينها وبين المدن والممالك المجاورة ،وتقع مدينة أودغست بين خطي عرض 18و19 درجة شمال خط الاستواء ،وتعتبر بهذا الموقع إحدى أهم المدن التي تتكون منها البلاد "الجمهورية الإسلامية الموريتانية"في تاريخنا القديم،حيث تقع شرق ولاية تكانت بالتحديد في الحوض الغربي شمال مقاطعة تامشكط وهي من المواقع الأثرية المهمة بالبلاد .
تأسيس مدينة أودغست:
ترجع الدراسة تأسيس مدينة أودغست إلى العهد الإسلامي ما بين سنة 62-63 للهجرة بناء على بعض الاعتبارات منها:
أن أحد ملوكها من لمتونة تيولوتان بن تلاكاكين "تجاكاكين"الصنهاجي توفي سنة 222 للهجرة 836م
وقد حكم ما يقارب 65 عاما اعتماد على رواية المؤرخ الثقة علي بن أبي زرع الفاسي صاحب كتاب "الأنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار المغرب ومدينة فاس"تكون المدينة أصبحت مدينة تجارية مهمة وحاضرة لقبائل صنهاجة الصحراء في حدود 157 للهجرة 773م.
إن قيام مملكة أودغست كان سابقا لهذا التاريخ لكونها عاصرت عصر الولاة في بلاد المغرب الذي يمتد ما بين عامي 95-184للهجرة 800م،وعاصرت الدولة الإدريسية الذي يمتد حكمها بين عامي 172-375للهجرة،وكذلك قيام الدولة الفاطمية بين عامي 296-362 للهجرة...
وكذلك عاصرت الخلافة الأموية في الأندلس من عام
138-316 للهجرة .
-----------------------
أحمد الصديق
التعليقات على الموضوع