محاضرة كتابة التاريخ والعلوم المساعدة
محاضرة كتابة التاريخ
والعلوم المساعدة
يقوم
علم التاريخ على وصف وتسجيل وتحليل وتأصيل الأحداث والوقائع الهامة التي مرت عبر حقب
تاريخية زمانيا ومكانيا. وعليه فإنّ علم التاريخ هو دروس ماضية تُفيدنا في فهم الحاضر،
ومن ثم التخطيط والاستشراف للمستقبل، والوقوف على الظواهر التاريخية ومحاولة معرفة
ودراسة ظروفها وتفسيرها، وقد وصفه بعضهم قائلا:" وقد انتقل التاريخ من فرع ثانوي
من فروع المعرفة الإنسانية إلى أحد أعمدتها الأساسية كعلم له مباحثه ومناهجه ومدارسه
الخاصة، لدرجة استوعب معها جميع العلوم الأخرى التي انتصبت كعلوم مساعدة للتاريخ"،
من هنا فإنّ العلاقة بين التاريخ والعلوم الأخرى المساعدة علاقة تكاملية.
أما
عن إشكالية هذه الدراسة، فهي تحاول أن تلقي الضوء على أهمية دراسة علم التاريخ وأهم
العلوم المساعدة لدراسته. باعتباره أحد روافد العلوم الإنسانية؛ متعدد الأغراض والمناهج.
فماهي هذه العلوم المساعدة التي أن يكون ملما بها أو ببعضها؟. ولماذا لابد أن يكون
ملما بها؟ وما الفائدة المتوخاة منها؟ وما علاقتها بعلم التاريخ؟.
من
هنا كان على دارس التاريخ الالمام بكافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية
والثقافية والفكرية والقانونية والعسكرية التي ترتبط بالإنسان. إلى جانب إلمامه بكثير
من العلوم والمعارف المتعلقة بموضوع بحثه فضلا عن الأدوات و المهارات الأساسية التي
تؤهله للعمل في موضوع بحثه. وأحيانا يطلق على هذه العلوم اسم العلوم المساعدة او العلوم
الموصلة أو الخادمة للباحث في التاريخ.
ويمكن تقسيم العلوم المساعدة للبحث فى التاريخ
إلى قسمين :-
القسم الأول :- يتعلق بالعلوم الاجتماعية والإنسانية التي تدرس نشاط الإنسان
وهذه العلوم لها علاقة وثيقة بدراسة التاريخ
حسب موضوع البحث وتخصص الباحث.
القسم الثاني :- يتعلق بالمهارات والأدوات الأساسية اللازمة للباحث حسب الموضوع
محل الدراسة وبعضها ليس علوما بالمعنى الاصطلاحي. وفى كل الأحوال فالباحث يجب أن يميز
بين علوم ينبغي له أن يتعلمها و علوم ينبغي أن تكون ملكة راسخة فيه وعلوم تبقى على
هيئة معلومات يمكن أن يتزود بها كلما أراد.
أولا العلوم الاجتماعية
والإنسانية :-
-1 علم الإنسان (الأنثروبولوجي):
يعد
هذا العلم من أكثر العلوم الاجتماعية ملائمة للمؤرخين ذلك ان علماء الإنسان والمؤرخين
يواجهون مشكلات متشابهة في الرأي عند بحثها غير ان علماء الإنسان يدرسون ثقافة الإنسان
البدائي بشكل عام على حين يدرس المؤرخون الإنسان المتحضر .
-2 علم الآثار:
يسعى
لاكتشاف طبيعة وثقافة إنسان ما قبل التاريخ من خلال الاستكشافات والتنقيبات الأثرية والحفرية.
3- علم الجغرافيا:
الجغرافيا
من العلوم المرتبطة بالتاريخ فالارتباط وثيق بينهما، بمعنى آخر بين الزمان والمكان.
فدراسة الظروف والظواهر الجغرافية تفسير حركة التاريخ عن طريقها .حيث لا يمكن للباحث في التاريخ ان يستغنى عن الدراسات الجغرافية
بفروعها مثل (الجغرافيا الاقتصادية والسياسية والبشرية والإنتاج). فالباحث في التاريخ
الاقتصادي مثلا عليه أن يعرف مناطق الإنتاج ونوع التربة وأنواع الغلات وظروف نموها
وموسمها لأنّ الباحث في مجال اختصاصه ونطاق بحثه .
-4
علم الاجتماع:
يعتبر
هذا العلم من العلوم الوثيقة الصلة بعلم التاريخ والتي يحتاج المؤرخ إلى الوقوف عليها
لتساعده في فهم بعض الأحداث التاريخية، وعلم الاجتماع كعلوم الإنسان يقوم بدراسة شاملة
للأفعال والعلاقات الإنسانية ومن المعروف كذلك أن التاريخ يهتم بدراسة التغير الاجتماعي
مثلما يهتم بدراسة التغير السياسي والديني والحربي أي انه يهتم بدراسة المجتمع داخل
الزمان ودراسة "الطبقة الاجتماعية " ومكانها في المجتمع.
5- علم النفس:
ويعتبر علم بفروعه المختلفة من العلوم اللازمة
لدراسة التاريخ؛ إذ أن العوامل النفسية تدخل في تفسير بعض الظواهر الإنسانية، لذلك
يجب على المؤرخ التزود بالأسلوب العلمي الذى يقدمه له علم النفس حتى تكون تفسيراته
أقرب الى الحقيقة إذا ما أخذ بهذا المفهوم في التفسير .
6 -علم
السياسة:
هو من العلوم المساعدة لعلم التاريخ، فمناهجه
تساعد على فهم الكثير من الأمور الضرورية التي يحتاج إليها المؤرخ. فه علم يبحث في
العوامل التي ترسم علاقة القوى الاجتماعية بعضها ببعض وعلاقاتها بجهاز الحكم. ثم
علاقة الظاهرة السياسية بالبناء الطبقي والمعتقدات الدينية والسياسية والثقافية، كما
يتناول دراسة الجماعات الضاغطة وذات نفوذ
في المجتمع المراد دراسته.
هذا
لا يعني وجود علوم أخرى مساعدة ثانوية مثل: علم فقه اللغة، وعلم المسكوكات، علم
الخطوط، علم الأختام، وغيرها من العلوم الأخرى...الخ.
التعليقات على الموضوع