العلاقات الجزائرية العثمانية من خلال الوثائق الأرشيفية المحفوظة بالمديرية العامة للمحفوظات بإسطنبول
العلاقات الجزائرية
العثمانية من خلال الوثائق الأرشيفية المحفوظة بالمديرية العامة للمحفوظات
بإسطنبول
مقدمة:
إنّ
الدارس اليوم للتاريخ المشترك بين الجزائر والدولة العثمانية؛ يلحظ أنه كانت في ما
مضى علاقات سياسية واقتصادية واجتماعية وإدارية، كانت تربط البلدين ببعضهما البعض
هذا من جهة.
ولعلّ الدارس
نفسه اليوم يلحظ من جهة أخرى أنّ هناك حلقة مفقودة ضمن مجال دراسته وأبحاثه؛
لاسيما إذا ما تعلق الأمر بالوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، رغم
وجود بعض الدراسات الأكاديمية الحثيثة الجادة، التي تنم بحيوية الموضوع والعمق
بالبحث ومعالجة كافة جوانبه.
يعد موضوع
العلاقات الجزائرية العثمانية موضوع في غاية الأهمية يستوجب علينا نحن الباحثين أن
ندرك عمق هذه العلاقات التي تبدأ تقريبا من عام 1516 وتنتهي عام 1830، حيث مرت
الجزائر خلالها بأربعة أدوار مختلفة من الناحية الادارية.
- مرحلة البيلربايات: (1518- 1587)
- مرحلة البشاوات:(1587-1658)
- مرحلة الآغاوات: (1659-1671)
- مرحلة الدايات: (1671-1830)
حيث أصبحت
الجزائر مرتبطة من الناحية الادارية بمركز الدولة بشكل مباشر، ومع احتلال الجزائر
عام 1830 ظلت الجزائر مرتبطة بالدولة العثمانية.
ولعلّ سلسلة
المراسلات الموجودة بالمديرية العامة لدور المحفوظات بإسطنبول تكشف لنا طبيعة تلك
العلاقات السالفة الذكر. ثمّ إن الكتاب الذي بين أيدينا يعتبر إضافة علمية ووثيقة
مهمة في تاريخ العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين البلدين. وهو ما
جعلنا نركز اهتمامنا على تلك الرسائل والمراسلات نظرا لقيمتها العلمية والتاريخية،
من خلال التعريف بهذا الكتاب.
محتوى الكتاب:
يشتمل
الكتاب على أربعة محاور: عنوان المحور الأول: الجزائر تحت الادارة
العثمانية، وتناول علاقة الجزائر بالدولة العثمانية خلال الحقبة الممتدة بين
1560-1827.
المحور الثاني تحت عنوان: الاحتلال الفرنسي والعلاقات السياسية مع الجزائر بعد الاحتلال، ويضم وثائق
تتعلق باحتلال فرنسا للجزائر.
المحور الثالث: تحت عنوان: هجرة الجزائريين إبّان الاحتلال الفرنسي ووضعها القانوني، ويتناول الوثائق
المدرجة فيها: إسكان المهاجرين من الجزائر بعد الاحتلال الفرنسي في أراضي الدولة
العثمانية(اسطنبول، أدنة، عكا، بيروت وعجلون، تقديم المعاونات المادية، إعفاء
المهاجرين من الخدمة العسكرية، منح الجنسية العثمانية للطالبين منهم،...
المحور الرابع: والأخير يحمل
عنوان: البطل القومي للجزائر: الأمير عبد القادر، ويتناول الوثائق التي لها علاقة
بالأمير عبد القادر.
كما
اختير للكتاب حوالي 96 وثيقة عثمانية من وثائق مركز الأرشيف العثماني بإسطنبول،
وضمن الكتاب ثلاث خرائط، إلى جانب 41 صورة فوتوغرافية تتعلق بالجزائر، وقد أخذت
هذه الصور من الأرشيف الوطني الجزائري.
قيمة المراسلات:
إنّ قيمة هذه
المراسلات لا تعود إلى موضوعها بقدر ما تعود قيمتها إلى العصر الذي وجدت فيه. فهي
تعكس ثقافة ذلك العصر، ومن هنا نلمح عدة قيم تتجلى في هذه المراسلات:
- قيمة علمية: فهي تحمل اشارات ودلالات إيحائية تعكس سعة اطلاع أصحابها(من
السلطة أو الأفراد).
- قيمة اجتماعية: كونها رسائل من المجتمع وإليه، فهي تعكس الواقع الاجتماعي
الذي كانت تعيشه الولايات العثمانية التابعة لإسطنبول.
- قيمة تربوية: وتتجسد اساسا في تلك الأساليب الإقناعية التربوية من خلال اعتمادها
لعبارات وألفاظ مستوحاة من الواقع المعاش.
نقد الكتاب:
إنّ
تنوع مادة هذا الكشاف تعكس طبيعة العلاقات بين الجزائر والدولة العثمانية، إلى
جانب وجود مراسلات في غاية الأهمية، من شأنها أن تكون موضوع بحث أكاديمي، أو مادة
علمية يستعين بها الباحثون في أبحاثهم العلمية.
غير أننا نسجل
بعض المآخذ على هذا الكشاف، والتي لا تنقص من قيمته العلمية من بينها:
1.
أن مادة الكتاب
مكتوبة باللغة التركية، وجميع الوثائق مكتوبة باللغة العصمانلية، وهو ما يعيق
صيرورة البحث في هذه الوثائق.
2.
عدم ترجمة هذه
الوثائق إلى اللغة العربية حتى يتسنى لدى الباحثين التعامل المباشر مع هذه
المراسلات(الوثائق).
3.
عدم وجود ملخص
توضيحي وشامل لهذه الوثائق.
4.
في كثير من
الأحيان أنّ العناوين الموجودة في الفهرس غير مطابقة لما هو في المتن.
نماذج من الوثائق العثمانية المحفوظة بالمديرية العامة للمحفوظات باسطنبول
التعليقات على الموضوع