مقالة فلسفية البيولوجيا / استقصاء بالوضع
البيولوجيا / استقصاء بالوضع
أثبت صحة الأطروحة التالية
"يمكن إخضاع المادة الحية للمنهج التجريبي"
طرّح المشكلة مقدمة عرفت البشرية في العصر
الحديث نهضة علمية واسعة وذلك بفضل اعتماد العلوم على
المنهج التجريبي حيث يعتبر فرنسيس بيكون
أول من وضع أسس هذا المنهج وأقامه على المادة الجامدة وبفضله
حققت العلوم الفيزيائية تطورا كبيرا وهذا
التطور رغب علماء البيولوجيا في استعارة هذا المنهج من اجل تحقيق
نفس النتائج وتحقيّق التقدم في دراسة
المادة الحية؛ وعليه تعد البيولوجيا في مفهومها بأنها العلم الذي يهتم بدراسة
الظواهر الحية من إنسان وحيوان و نباكٌ؛وقد
شاعت فكرة لدى البغض مفادها أنه لا يمكن تطبيق المنهج
التجريبي على المادة الحية نظراً لوجود
مجموعة من العوائق بينما ترى أطروحة نقيضة لما هو شائع وهي
أنه يمكن اخضاع المادة الحية للمَنهج التجريبي
نظرا لقدرتنا على تجاوز العوائق؛ وهذه الأخيرة تبدو لنا
صحيحة فكيف يمكنني الدفاع عنها؟
محاولة حل المشكلة - العرض - عرض منطقخالاطروحة:
ترى:الاطروحة أنه يمكن تطبيق المنهج التجريبي
على الظواهر الحية بكل سهولة وبالتالي يمكن
تجاوز العاؤاءق التي تعترض العلماء في سبيل الاعتماد على
التجربة في دراسة الكائنات الحية. ويمثلها
كل من كلوؤّد برنارد وفرونسوا جاكوب و لويس باستور اذ يعود
الفضل في إدخال المنهج التجريبي في البيولوجيا
إلى العالم الفيزيولوجي كلود برنار متجاوزا بذلك العوائق
المنهجية التي صادفت المادة الحية في تطبيقها
للمنهج العلمي اذ يقول "الآبد لعلم البيولوجيا أن يأخذ من الفيزياء
والكيمياء المنهج التجريبي؛ لكن مع الاحتفاظ
بحوادثه الخاصة وقوانينة الخاصيّ»,وما يثبت ذلك نذكر ما يلي
هو ان المادة الحية تتكون من نفس عناصر
المادة الجامدة أي أنه من الناحية الكيمائية, المادة الحية تعتمد على
نفس العناصر التي تتكون منها المادة الجامدة؛
فالأكسجين يدخل في تركيب الجسم بنسبة.ٍ9670 والكربونإنسبة
6 والهيدروجين بنسبة 9610 وكذا الازوت والكالسيوم
والفسفور بنسب متفاوتة ومادام الأمر «كذلك فيمكن
تفسيرها بنفس القوانين التي نفسر بها المادة
الجامدة ودراستها بنفس الكيفية كذلك
الدفاع عن الاطروحة ويمكن الدفاع عن هذه
الاطروحة بحجج كثيرة نذكر منها فعلى مستوى الملاحظة فقد
صار من الممكن القيام بالملاحظة الدقيقة
على العضوية دون الحاجة إلى فصل الأعضاء بعضها عن بعض»
أي ملاحظتها وهي تقوم بوظيفتها؛ و ذلك بفضل
ابتكار وسائل الملاحظة كالمجهر الالكتروني والأشعة والمنظار
وذلك راجع الى التطور التكنولوجي كما أصبح
هناك إمكانية للقيام بعزل العضو أو فصله؛ ويمكن بقائه حيا
مدة من الزمن بعد وضعه في محاليل كيميائية خاصة. يقول فرونسوا جاكوب "على العالم الفيزيولوجي أن
يسعى بواسطة التحليل التجريبي الى تجزئة العضوية وعزل مكوناتها" ولعل التجارب التي قام بها العلماء في
مجال البيولوجيا لخير مثال على ذلك نذكر منها تجارب برنارد على الأرانب وباستور في دراسته لظاهرة
التعفن واكتشات عنصر 800 وتطور الجراحة وزراعة الأعضاء؛ وأيضا توفير الوسط الطبيعي في شروط
اطتطناعية والعكس أي إمكانية التجريب على الكائنات الحية في شروط مخبرية وذلك بالاستعانة بالمعطيات
التقنية الحديثة التي ساعدت على تطبيق المنهج التجريبي على علم الأحياء أهمها التقدم الهائل في الوسائل التقنية
التي منْ خلالها يمكن اجراء التجربة دون الحاق الأذى بالكائن الحي يقول برنارد "ان التجريب هو الوسيلة
التي نملكها لنطلعإعلى طبيقٌٍالأشبياء التي هي خارجة عنا" وكذلك تطبيق مبداً الحتمية أي أن نفس الأسباب
تؤدي الى نفس النتائج فالحتميةةموجودة أيضا في علم الأحياء وليست خاصة بالمادة الجامدة وحدها فقط بل هي
سارية المفعول حتى على الظواكر الحية وبالتالي يمكن الخروج بقوانين حتمية أكيدة مثال ذلك نذكر ما درسناه
في المناعة أن دخول كائن غريتبَة على الجسم يستدعي استجابة فورية من جهاز المناعة ومثال تجربة كلود
برنارد على الارانب التي استطاع من خلالها تطبيق الحتمية حيث قام بتجويعها وفرض عليها نمطا غذاءيا يشبه
آكلات اللحوم فلاحظ ان بولها قد تحول من حَيث راءحته وخصاءصه ولونه الى بول اكلات اللحوم فتوصل الى
قاعدة انه اذا غيرنا الأسباب تتغير النتاءج واذا خافظنا على الأشباب نحافظ على نفس النتاءج. لذلك يقول "ان
الحتمية مطلقة وكاملة فهي تنطبق على الاجسام إلحيةكِقثا تنطبق على الاجسام الجامدة"؛ وكذلك تجاوز عانق
البيوتيقا - وهذا العائق تم التخفيف منه من خلال تطور الفكر البشري الذي جعله يسمح بإجراء التجارب
والتشريح الى درجة أنه يوجد من يهب اعضاءه وجسمه تطوعا للذرايتة التجريبية بعد موته لمراكز البحث
العلمي وما تبعه من تجارب التعديل الجيني والاستنساخ والعمليات الجراخية وأيضا توجد ادلة وامثلة واقعية
تثبت قدرة العلماء على اجراء التجارب نذكر منها ما درسناه في مادة العلوم الطَبيعية تثبت انه يمكن تطبيق المنهج
التجريبي عليها مثل أن الوظائف التي تقوم بها المادة الحيّة عبارة عن وظائف فيزيائية مثل:ضتخ الدّم و.الضغط؛ والقطع
وغيرها من الأنشطة التي تشبه الأنشطة الفيزيائية وعليه يمكن تطبيق المنهج التجريبي عل ىكده الأنشطة؛ إطتافة إلى
النشاطات الكيميائية التي يقوم بها الكائن الحي مثل التحلل» لد ! إفراز المواد الكيميائية وهذه الأنشطة بق إخضاعها
للتجربة في الفيزياء فيمكن أن تعرف نفس المصير في البيولوجيا إضافة إلى النتائج العلمية التي حققتها البيولوجيا في
السنوات الأخيرة ... الخ
عرض خصوم الاطروحة يرى البعض خصوم الاطروحة انه لا يمكن تطبيق المنهج التجريبي على المادة الحية
ونجد منهم كوفييه ونافيل ولوكينت إذ تعترض ذلك جملة من الصعوبات والعوائق وهي كالتالي. المادة الحية
شديدة التعقيد نظرا للخصائص التي تميزها؛ فالكائنات الحية تتميز بالوحدة العضوية التي تعني أن الجزء تابع
للكل ولا يمكن أن يقوم بوظيفته إلا في إطار
هذا الكل وايضا عائق الملاحظة وهذا راجع لتشابك الأجزاء
العضوية الحية فيما بينها مما يمنع ملاحظتها
ملاحظة علمية فمن شروط الملاحظة العلمية الدقة والشمولية
ومتابعة الظاهرة في كل شروطها ومراحلها
وأيضا عائق العزل لأن عزل العضو قد يؤدي إلى موته؛ يقول
كوفييه. ”إن ييائر أجزاء الجسم الحي مرتبطة
فيما بينها فهي لا تتحرك إلا بمقدار ما تتحرك كلها معا والرغبة
ف فصل “”جزء منها معناه نقلها من نظام الأحياء
إلى نظام الأموات" وكذلك مشكلة الفرق بين الوسطين
الطبيعي والاصطناعي فالكائن الحي في المخبر
ليس كما هو في حالته الطبيعية؛ إذ أن تغير المحيط من وسط
طبيعي إلى شروط اصطناعية يشوه الكائن الحي
ويخلق له اضطرابا في العضوية ويفقده التوازن؛ تعذر تطبيق
مبدأ الحتمية لا)تكرار نسل -التجربة لا
يؤدي دائما إلى نفس النتيجة وأخيرا عائق البيوتيقا - أي إن التجريب
يؤثر على بنية الجهلا العضوتي؛ ويدمر
”أهم عنصر فيه وهو الحياة وهذا ما يتنافى مع أخلاقيات الممارسة
البيولوجية" البيوتيقا " لذا
يقول"لوكينت دولوي "لا يستطيع العالم الذي حلّل المادة الحية أن يركبها بجميع
عناصرها المشوشة التي قسمتهًاتقاقير الكيميا"
نقد الخصوم / لكن موقف الخصوم ضعيف ولا
يمكن الك به لأن هذه مجرد عوائق تاريخية لازمت البيولوجيا
عند بداياتها ومحاولتها الظهور كعلم بعد
انفصالها عن الفلسفة؛ كما أن هذه العوائق كانت نتيجة لعدم اكتمال
بعض العلوم الأخرى التي لها علاقة بالبيولوجيا
خاصة التقنيّة وعلم الكيمياء فسرعان ما تمّ تجاوزها.
الخاتمة نستنتج في الأخير من خلال هذا الاستقصاء
انه يمكن تطبيق المنهج التجريبي على المادة الحية مثلما
يمكن تطبيقه في المادة الجامدة وبالتالي
يمكن القول ان العلماء استطاعٌوا تجاوز العوائق التي اعترضتهم ومنه
فالأطروحة القائلة " "يمكن إخضاع
المادة الحية للمنهج التجريبي" هي أطروحة صحيحة وقابلة للدفاع عنها
وتبنيها
التعليقات على الموضوع