أعلام البنيوية
محاضرات على الخط
مقياس : مقاربات نقدية/ السداسي الرابع/ دراسات لغوية
عنوان المحاضرة :أعلام المدرسة البنيوية
لم تتبلور مفاهيم البنيوية مرة واحدة، بل ساهم عديد من الباحثين و الدراسيين في تشكيل الاتجاه البنيوي على مراحل متتابعة، ومن أبرز الأعلام الذين تركوا بصماتهم في مختلف الأبحاث ذات الإتجاه البنيوي، نسجل على سبيل الذكر لا الحصر ما يلي:
ولد في جنيف (سويسرا) درس بجامعتها تخصص فيزياء إلى جانب اهتمامه
بدراسة القواعد النحوية للغة الإغريقية وكذا اللاتينية، ليلتحق بجامعة (ليبزغ)
ليتخصص في دراسة اللغات الهندوأوروبية.
قدم سلسلة من المحاضرات لطلبة الجامعات في سويسرا و ألمانيا و النمسا
وفرنسا حول "النظم الصوتية في اللغة".
عين عضوا في الجمعية الألسنية الفرنسية وعند عودته إلى جنيف شغل كرسي أستاذ الدراسات اللغوية لسنوات طويلة.
نشر تلامذته مجموع محاضراته في اللسانيات التي طبعت في كتاب سنة 1916 ترجم
إلى العربية بعنوان "محاضرات في اللسانيات العامة".
يعد دي سوسير أشهر علماء الدراسات اللغوية في العصر الحديث،
ويعتبره بعض الدارسيين مؤسس المدرسة البنيوية في اللسانيات، حيث اتجه تفكيره نحو
دراسة اللغات بوصفها ظاهرة اجتماعية، مبتعدا عن الدراسات التاريخية التي سادت فترة
ما قبله.
كما اعتبر اللسانيات فرع من علم أشمل يدرس الإشارات الصوتية، فذهب إلى
اقتراح تسميته سيميوتيك أو علم الإشارات.
أشار دي سوسير في محاضراته إلى أربع نقاط ارتكزت عليها الدراسات
البنيوية لاحقا:
1.مبدأ
ثنائية العلاقات اللفظية أي التفريق بين الدال و المدلول.
2.أولوية النسق (النظام) على العناصر، ضرورة تحليل اللغة كنظام مكون من
(الرموز-الصور-الموسيقى)مع ضرورة معرفة ملابساتها البنيوية من الداخل و الخارج.
2.التفريق بين اللغة والكلام: اللغة عنده مجموع قواعد ووسائل أما
الكلام فهو تجسيد لتلك القواعد والوسائل في موقف معين.
وقد نصب اهتمام دي سوسير في معالجته لمكونات العملية الإبداعية
الكلامية باللغة دون اكلام الذي لا يمثل سوى بداية اللسان أو الجزء الفيزيائي وهو
خارج الواقعية الاجتماعية.
4.مبدأ التزامن و التعاقب: يوضع هذا المبدأ بقوله: "يمكن أن
نصف كل شيء يرتبط بالجانب السكوني لعملنا بأنه تزامني، في حين يمكن أن نصف كل شيء
له علاقة بالتطور بأنه تعاقبي"
* لم
ينكر دي سوسير الدراسة التاريخية للظواهر اللغوية لكنه وفي المبادئ التي حددها،
يجب أن تتبع الدراسة التاريخية، الدراسة اللغوية كنظام مستقل،لذلك جاءت دعوة دي
سوسير إلى استقلالية الأدب بموضوعه و منهجه.
رومان جاكبسون:(1896-1982)
عالم و ناقد لغوي روسي، أحد أبرز أعضاء مدرسة الشكلانيين الروس، لما
بذله من جهد في ترسيخ فكرة جدوى المناهج اللغوية البنيوية في دراسة الأدب.
وتنطلق مقولاته من أن الأدب في المقام الأول "نسيج لغوي" وأن
النقد البنيوي يتخذ من علم اللغة أساسا له.
لذلك عمل على تطوير ثنائية (التأليف و الاختيار) مرتكزا على تحقيق الوظيفة
الشعرية في اللغة داخل الأدب.
يقول"تهتم الشعرية بقضايا البنية اللسانية،وبما أن اللسانيات هي علم
شامل البنيات اللسانية، يمكن اعتبار الشعرية جزء لا يتجزأ من اللسانيات.
تعتبر كثير من الدراسات النقدية أن رومان جاكبسون، قد بلور بأفكاره
حول البنيوية اللغوية نظرية نقدية أطلق عليها اسم نظرية " التواصل" التي
أقامها على ستة عناصر أساسية:
الرسالة- المرسل- المرسل إليه- قناة الإتصال- الشفرة- السياق
وقد ذهب الباحثون عند تركيزهم في هذه العناصر الأساسية لنظرية التواصل إلى استخلاص الوظائف التي تنتجها هذه العناصر وهي كالآتي:
*الوظيفية
التعبيرية
*الوظيفية الشعرية
*الوظيفية الإنتباهية
*الوظيفية المرجعية
*الوظيفية ما وراء اللغة
*الوظيفية الإفهامية
وكان جاكبسون قد ربط بين العناصر الستة و ما ينتج عنها من وظائف
تتحقق كلها في ما ينتجه النسيج اللغوي.
من مؤلفاته:
*الشعر الروسي الحديث (1921)
*حول الشعر التشيكي (1923)
*أبحاث في اللسانيات العامة (1963)
*ثمانية أسئلة حول الشعرية (1977)
*ركز فيها جاكبسون على إظهار أن الأدب يتكون من مواد دلالية وتراكيب نحوية أي الجمع بين الدلالة و النحو، وقد تبنى في دراسته المنهج العلمي الوصفي، حيث تعامل بوصفه مادة وبناء وشكل وقيمة (المقاربة الشكلانية- التفكيك ثم التركيب).
وهو أوّل من أشار إلى الوظيفة الشعرية( poetic)
على أسس بنيوية ولسانية وشكلانية.
ويمكن أن نذكر من بين رواد البنيوية الذين تركوا بصماتهم
في مختلف الدراسات التي قاموا بها اعتمدا على المنهج البنيوي:
*كلود ليفي ستروس: البنيوية الأنتروبولوجية، له كتاب: الأبنية الأولية للقرابة.
*فلاديمير بروب: مهدّ للحركة البنيوية في النقد، له كتاب : مورفولوجيا الكتابة الخرافية.
*ميشال فوكو: البنيوية الثقافية، له كتاب: تاريخ الجنون في العصر الكلاسيكي.
*رولان بارت: البنيوية الأدبية، له كتاب : قراءة جديدة للبلاغة القديمة.
*تزيفتان تودوروف: البنيوية الأدبية، له كتاب : الشعرية.
*جورج لوكاش: البنيوية التوليدية، له كتاب: الحداثة و ما بعد الحداثة.
*لوسيان غولدمان: البنيوية التكوينية، له كتاب : نظرية الرواية.
*جيرار جينيت: النقد البنيوي،له كتاب : نظرية السرد.
التعليقات على الموضوع