كتاب ضباط وطلاب في المجتمع المصري ( 1946 -1952 ).
كتاب مهم: ضباط وطلاب في المجتمع المصري ( 1946 -1952 ).
المؤلف: د. أشرف صالح محمد سيد.
الناشر: ألفا للوثائق، الجزائر.
تاريخ النشر: 16/05/2022.
عدد الصفحات: 304 صفحة.
---------------------------------------------
نبذة عن الكتاب:
قليلة هي الأيام التي تترك بصمة وعلامة بارزة في حياة الشعوب ولا تمر دون أن يتذكرها الناس ويستشعروا منها العزة والامتنان للأجيال التي صنعت الأمجاد فيها، ولعل أهمها يوم الطالب العالمي الذي اُختير له الحادي والعشرون من فبراير من كل عام تخليدًا لذكرى نضال الطلاب وشهدائهم.
يعود ذلك اليوم إلى ذكرى الأحداث التي مرت بها مصر سنة 1946، حيث كانت هناك مظاهرات واحتجاجات طلابية عارمة ضد الاحتلال البريطاني للمطالبة بإلغاء معاهدة (1936) واتفاقيتي (1899) الخاصتين بالسودان وضرورة جلاء القوات البريطانية فورًا عن البلاد. فمنذ مطلع القرن العشرين ونضالات طلاب مصر مستمرة، فالحركة الطلابية المصرية ساهمت بشكل فعال في دعم قضايا التحرر الوطنية والدفاع عن مصر، منذ بداية ثورة (1919) إلى مظاهرات (1935) وانتفاضة الطلبة (1946) ومرورًا بتصدرها لمعارضة السلطة في مظاهرات (1968) و(1972) وانتفاضة يناير (1977).
الحق أن الحركة الطلابية في التاريخ المصري الحديث بمثابة الروح التي تسري في جسد الأمة، تنبض بنبضها وتنتزع راية القيادة في وجه كل ظالم مر على هذه البلاد بداية من الاحتلال الأجنبي إلى الحكام المستبدين. الحركة الطلابية هي الوحيدة التي استطاعت على مر التاريخ أن توجد معادلتها الخاصة من النضال الوطني بعيدًا عن خلافات حزبية ومصالح سياسية كثيرًا ما يقع فيها الجميع، فمبادئ الحراك الطلابي تتلخص في مواجهة الظلم أيًا كان فاعله ومهما كانت العواقب بدون حسابات معقدة تمرس عليها الساسة.
وفي هذا السياق يتناول القسم الأول من الكتاب دور الطلاب في الحياة السياسية المصرية سنة 1946، من الأهمية بمكان لتوضيح مدى تدارك الطلاب في هذه الفترة للأحداث السياسية وأنه بالفعل قد كان في هذا الوقت نمو ثقافي وسياسي من جانب الطلاب والذي وصل بهم الى حد اتصالهم بفئات الشعب الأخرى من عمال ومثقفين لكي يقفوا يدًا واحدة للمطالبة بهدفهم الواحد وهو “الجلاء ووحدة وادي النيل”.
ترجع أهمية الطلاب ودورهم في الحركة الوطنية إلى أنهم يعبرون عن كل شرائح المجتمع، فهم قطاع طولي بامتداد كل الطبقات والقوى الاجتماعية. وهذا الإصدار عبارة عن دراسة تاريخية مفصلة لانتفاضة (1946) في مراحلها المختلفة بدايةً من الإعداد لها ومرورًا بأحداث كوبري عباس الشهيرة، وحتى تشكيل اللجنة الوطنية للطلبة والعمال ودورها الذي انتهى بقرار حكومة إسماعيل صدقي باعتقال العناصر الوطنية فيما عُرف وقتها بقضية الشيوعية الكبرى، فضلاً عن تقييم شامل للانتفاضة في أبعادها المختلفة. وتظهر أهمية الدراسة في أنها تعبر عن ملامح أساسية لدور الطلاب في الواقع السياسي المصري، مصداقًا لقول المؤرخ الأمريكي والتر لاكير (Walter Laqueur): “لم يلعب الطلاب دورًا في الحركة الوطنية مثل الدور الذي لعبه الطلاب في مصر”.
التعليقات على الموضوع