مفهوم الغير في الفلسفة
كانت فلسفة #فريدرك_هيغل سبباً من أسباب بزوغ مفهوم الغير في الفلسفة، والذي يُعتبر أحد المفاهيم الفلسفية الجديدة بعدما كان كل اهتمامه يتمحور حول الذات، وبما أنّ الذات قد تُنتج أفكاراً خاطئةً حول مواضيع خارجية نتيجةً لخداع الحواس، فإنّ هذا الأمر قد يدفع إلى الشك في الغير، مما يؤدي إلى إنتاج معرفة حول الغير، تتميز بالاختلاف، وبالتالي وجود تنوع في العلاقة التي تربطنا به. أمور تحدد مفهوم الغير في حياة الفرد يتم تحديد مفهوم الغير في حياة الفرد عن طريق طرح ثلاثة أسئلة، وهي:
#هـل هــو غيـر مـوجــود أم لا ؟
يكون وعي الذات بوجود الغير وجوداً بسيطاً بحد ذاته، حيث تنبثق ذات شخص أمام ذات أخرى، ويكون كل واحد بالنسبة للآخر عبارة عن موضوع، كل منهما متيقّن بوجود ذاته وليس متيقناً بوجود الآخر، لكن ما زال لم يقدّم أحدهم نفسه للاخر، وبذلك تتمثل عملية تقديم الذات لنفسها أمام الاخر في إظهار أنها ليست متمسكة بالحياة، وهي نفس العملية التي يقوم بها الآخر أي الأنا.
#هل معـرفـة الغيـر ممكنـة ، وإن كانت كـذلك فـكيف يمـكن أن نبـنيـها ؟
إنّ الغير ليس فرداً مشخصاً بعينه، بل هو بنية أو نظام لعلاقاتٍ وتفاعلاتٍ بين الذوات والأشخاص، يندرج هذا النظام في المجال الإدراكي والحسي، فمثلاً عند إدراك الأشياء المحيطة بالفرد، لا يتمّ إدراكها جميعها من جميع جهاتها وجوانبها، وهذا يفترض أن يكون هناك ثمة آخرون يدركون ما لا أدركه من حولي، وفي الوقت نفسه الذي لا أدركه كأنه ينعدم حين لا أدركه؛ وتعود إلى الوجود حين أدركه مجدداً، وإذا كان هذا مستحيلاً فانً الغير يشاركني في إدراك الأشياء واستكمال إدراكي لها.
#ما هـي طبيعـة العـلاقة التـي تربـط الـذات بـالغيـر ؟
تعتبر الصداقة مثلاً اتحاد شخصين يتبادلان نفس المشاعر من الحب والاحترام، وفي هذا المثال هو تحقيق الخير للصديقين اللذان جمعت بينهما صفات طيبة تتولد من مشاعر الحب والصداقة والانجذاب بينهما، في حين ينتج عن مشاعر الأحترام تباعد بينهما، فإذا نظرنا للصداقة من جانبها الأخلاقي فيتوجب على الصديق تنبيه صديقه لأخطائه التي يرتكبها؛ لأنّ الأول يقوم بهذا التنبيه لأجل خير الثاني، وهذا واجب بين الأصدقاء، بينما تشكل أخطاء الثاني اتجاه الصديق الأول خللاً في مبدأ الاحترام بينهما، فنقول أنّه لا يجب أن تتكون صداقة على منافع مباشرة ومتبادلة بل تكون على أساس أخلاقي وودي.
إنّ العلاقة مع الغير علاقة بصيغة الجمع، تتميز بالتعدد والتنوع؛ إذ تبدأ بالاحترام والحب والصداقة، بغض النظر عن القرابة أو الغرابة، وتنتهي مع علاقة الصراع والتنافس والعدائية
التعليقات على الموضوع