اقتصاديات الصحافة الالكترونية
هذا ملخص
أ- الصحف الإلكترونية الكاملة (on – line newspaper ) ، و هي صحف قائمة بذاتها و إن كانت تحمل اسم الصحيفة الورقية (الصحيفة الأم)
ب- النسخ الإلكترونية من الصحف الورقية: و هي مواقع الصحف الورقية النصيَّة على الشبكة ، والتي تقتصر خدماتها على تقديم كل أو بعض مضمون الصحيفة الورقية ، و خدمة تقديم الإعلانات لها ، و الربط بالمواقع الأخرى.
2- عوامل ظهورها :
• ظهور القارئ الرقمي.
• التخلص من التكاليف المالية الضخمة عند الرغبة في إصدار صحيفة ورقية بدءاً من الحصول على ترخيص مروراً بالإجراءات الرسمية و التنظيمية و نهاية بالتكاليف الباهضة لمراحل التصنيع ( الطباعة و التوزيع).
• الانخفاض المستمر في معدلات قراءة الصحف المطبوعة.
• زيادة تكلفة الانتاج بسبب غلاء مادة الورق و الطباعة و التوزيع .
• انخفاض عائدات الاعلان بعد تحول المعلنين إلى وسائل إعلان أخرى ( التلفزيون و الانترنت )
• الانتشار الأوسع للنسخة المطبوعة .
• تغطية نقص النسخ المطبوعة في بعض مناطق التوزيع في الداخل و الخارج .
• مواكبة تقنيات النشر الالكتروني .
• تحقيق عوائد مادية من الاعلانات الالكترونية.
3- الخصائص الاقتصادية لصحافة الالكترونية :
أ- الانتقال من اقتصاد صناعي الى اقتصاد شبكي
ب- مجانية : علما أن مجانية الصحافة الالكترونية مسألة ظاهرية في بعض الأحيان ، في حالة ما إذا كان لزاما علينا الاشتراك حتى نتمكن من الارتباط بشبكة الانترنت ، أو الاشتراك في بعض الصحف الالكترونية التي بدأت في فرض رسوم على موقعها الالكتروني لتصفح مقالتها كجريدتي ( نيويورك تايمز ) و ( التايمز الإنجليزية )
ت- قلة مصادر التمويل : بحيث لا تستفيد الجريدة الالكترونية بالقدر الكافي من مصادر التمويل التقليدية كالإشهار والاشتراكات و التوزيع ، و الطباعة التجارية ... ،حيث يعتبر الاشهار الالكتروني هو المصدر الشبه الوحيد للتمويل ، و لا تستفيد الصحف الالكترونية من الاعلان الالكتروني إلا إذا تمتعت بجمهور كبير من المتصفحين للموقع و نوعي ( الاشهار يعتبر الوسيط الأساسي و الأول لتمويل رقمنة المنتج الاعلامي و الموارد مربوطة بصفة مباشرة بمدى زيارة و نقرات الموقع).
ث- عامل التكلفة ، فالموقع الالكتروني يوفر على صاحب الجريدة جزءا كبيرا من تكاليف طبع و توزيع النسخة الورقية ، و يضمن له عدد أكبر من القراء ، إلى جانب ضآلة تكاليف التجهيز .
4- النماذج الاقتصادية المسيرة و الممولة للصحف الالكترونية :
يمكن أن نميز أربعة نماذج اقتصادية مسيرة و ممولة للصحف الإلكترونية على المستوى العالمي :
أ- نموذج التمويل المباشر و الكامل للصحيفة الالكترونية : في البداية كان الهدف من التمويل ليس البحث عن مردود مالي بقدر ما اعتبرته المؤسسات الاعلامية التي تصدر الصحف المطبوعة حتمية تكنولوجية يجب مواكبتها و واجهة تسويقية حديثة لهذه المؤسسات.
ب- نموذج الاعلان الالكتروني : يطبق هذا النموذج ابتداء من السنة الثانية منذ تأسيس الصحيفة الالكترونية بعد الاستثمار الأولي المعتمد على التمويل المباشر و بصفر مردودية ، و هو النموذج الذي بدأ تطبيقه في الصحافة الالكترونية العالمية ابتداء من سنة 2000 و سنة 2005 بالنسبة إلى الصحافة الالكترونية الجزائرية .
ت- النموذج المختلط : الذي يجمع بين سوقين أي سوق بأرضية مزدوجة ( سوق المعلنين و سوق المتصفحين ) ، و هو أقرب نموذج اقتصادي للصحافة المكتوبة ،يرتكز هذا النموذج على تمويل الصحيفة الالكترونية بمزج موارد الاشهار الالكتروني و الاشتراك. ( مثل جريدة نيويورك تايمز )
ث- النموذج الاقتصادي الذي يقوم على الاعتماد على مداخيل الاشتراك فقط : دون اللجوء إلى الاعلان الالكتروني أو لأي شكل آخر من أشكال تمويل الصحف الالكترونية ، و الهدف من هذا النموذج منح الموقع الاستقلالية من أي مؤثر مالي خارجي يمكن أن يؤثر على السياسة التحريرية للموقع و مصداقيته.
هذا النموذج صعب تطبيقه في تحقيق توازن مالي و استقرار لكن نجح مع بعض الصحف الالكترونية العالمية مثل : الصحيفة الفرنسية ( ( Media part www.mediapart.fr التي تأسست في 2008 ، و قد بلغ عدد مشتركيها 75 ألف كشترك حتى جويلية 2013 ، أما قيمة الاشتراك فهي 1 اورو لاشتراك لمدة 15 يوم ، 9 اورو للاشتراك الشهري و 90 اورو للاشتراك السنوي.
5- تأثير الصحافة الإلكترونية على اقتصاديات الصحافة المكتوبة :
يرى بعض الباحثون أن انتشار الصحافة الإلكترونية سيحدث انقلابا في التوازنات الاقتصادية التي بنت عليها الصحافة المكتوبة ، و يكمن تأثير الصحافة الإلكترونية على اقتصاديات الصحافة المكتوبة في المظاهر التالية :
أ- تراجع نسبة المقروئية للصحف المكتوبة : بلغ عدد قراء الصحف الورقية في العالم في 2010 نحو 1.7 مليار شخص ، و لكن في مقابل أحصى الموقع الاكتروني العالمي لاحصائيات الانترنت أكثر من 3 مليار من البشر (3,366,261,156 ) يستخدمون الانترنت و صحافتها الالكترونية ، و ذلك بتاريخ 30 نوفمبر 2015 . و من ثم أصبحت الصحف الإلكترونية بديلا لكثير من القراء عن الصحف الورقية .
ب- تراجع في المبيعات : كان للصحافة الالكترونية على أثر على اقتصاديات الصحافة المكتوبة و ذلك على حجم التوزيع ( تراجع توزيع الصحف المكتوبة ) ، باعتبار أن نسبة المقروئية انخفضت على حساب الصحافة الالكترونية.
ت- تراجع المداخيل الاشهارية من الصحافة المكتوبة على حساب مداخيل الاعلان الإكتروني :تمثل المداخيل الاشهارية في الصحافة المكتوبة مصدر تمويلها الأول ، غير أن تطور مداخيلها الاشهارية بدأت في التراجع بمقدار 4% في النصف الأول لعام 2012 ، نظرا لانخفاض مقروئيتها و كذلك حجم توزيعها ، و بالتالي اتجاه المعلن الى الوسيلة الاعلامية التي تسمح له بتسويق منتجاته إلى جمهور عريض ، أصبح يتمثل في الملايين من المتصفحين لمختلف مواقع الصحف الالكترونية .
فمثلا ارتفعت الايرادات الاعلانية للنسخة الالكترونية لصحيفة نيويورك تايمز في الربع الاول من 2014 ، حيث حققت 158,7 مليون دولار أي بزيادة نسبتها 3,4 %.مقارنة بالعام السابق .لترتفع مرة أخرى خلال الربع الأخير من نفس العام ( 2014 ) بنسبة 19% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق. في حين تستمر خسارة النسخة الورقية للجريدة ، حيث تراجعت حصيلة الإعلانات في الإصدار المطبوع بنسبة 6.6% مما أدى إلى تراجع أرباحها الإجمالية.
ث- اختفاء عدد من الصحف المطبوعة و تحولها الى رقمية : نذكر منها :
جريدة الواشنطن بوست ، صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" (The Christian Science Monitor ) الامريكية الشهيرة التي تصدر منذ مائة عام ( 1908) التي أعلنت عن إيقاف نسختها الورقية نهائيًّا ابتداء من مطلع عام 2009 ، صحيفة France soir التي توقفت عن الصدور كنسخة ورقية منذ أن تأسست في 1944 و أصبحت الكترونية في ديسمبر 2011 ، جريدة Metronews الفرنسية المجانية التابعة لمجموعة TF1 التي توقفت عن الصدور في شهر جويلية 2015 ، و اكتفائها بنسختها الالكترونية عبر موقعها على الانترنت و تطبيقاتها على الهواتف الذكية ....
ج- تسريح العاملين بالصحف الورقية : و بالمقابل اضطرت بقية الصحف التي تعاني اقتصادياتها من ذات المشاكل كانخفاض ارقام التوزيع و تراجع الدخل إلى اتخاذ اجراءات تقشفية شديدة كتقليص أرقام توزيعها و إلغاء آلاف الوظائف وتسريح عدد كبير من العاملين فيها ، و من بين هذه الصجف نجد : صحيفة «نيويورك تايمز» التي أعلنت في أكتوبر من عام 2014 عن تسريح حوالي 100 موظف في غرفة الأخبار ، و صحيفة "لوس انجلوس تايمز" التي اضطرت هي الأخرى في 2008 إلى الاستغناء عن 75 من طاقمها التحريري ...
يمكن أن نميز أربعة نماذج اقتصادية مسيرة و ممولة للصحف الإلكترونية على المستوى العالمي :
أ- نموذج التمويل المباشر و الكامل للصحيفة الالكترونية : في البداية كان الهدف من التمويل ليس البحث عن مردود مالي بقدر ما اعتبرته المؤسسات الاعلامية التي تصدر الصحف المطبوعة حتمية تكنولوجية يجب مواكبتها و واجهة تسويقية حديثة لهذه المؤسسات.
ب- نموذج الاعلان الالكتروني : يطبق هذا النموذج ابتداء من السنة الثانية منذ تأسيس الصحيفة الالكترونية بعد الاستثمار الأولي المعتمد على التمويل المباشر و بصفر مردودية ، و هو النموذج الذي بدأ تطبيقه في الصحافة الالكترونية العالمية ابتداء من سنة 2000 و سنة 2005 بالنسبة إلى الصحافة الالكترونية الجزائرية .
ت- النموذج المختلط : الذي يجمع بين سوقين أي سوق بأرضية مزدوجة ( سوق المعلنين و سوق المتصفحين ) ، و هو أقرب نموذج اقتصادي للصحافة المكتوبة ،يرتكز هذا النموذج على تمويل الصحيفة الالكترونية بمزج موارد الاشهار الالكتروني و الاشتراك. ( مثل جريدة نيويورك تايمز )
ث- النموذج الاقتصادي الذي يقوم على الاعتماد على مداخيل الاشتراك فقط : دون اللجوء إلى الاعلان الالكتروني أو لأي شكل آخر من أشكال تمويل الصحف الالكترونية ، و الهدف من هذا النموذج منح الموقع الاستقلالية من أي مؤثر مالي خارجي يمكن أن يؤثر على السياسة التحريرية للموقع و مصداقيته.
هذا النموذج صعب تطبيقه في تحقيق توازن مالي و استقرار لكن نجح مع بعض الصحف الالكترونية العالمية مثل : الصحيفة الفرنسية ( ( Media part www.mediapart.fr التي تأسست في 2008 ، و قد بلغ عدد مشتركيها 75 ألف كشترك حتى جويلية 2013 ، أما قيمة الاشتراك فهي 1 اورو لاشتراك لمدة 15 يوم ، 9 اورو للاشتراك الشهري و 90 اورو للاشتراك السنوي.
5- تأثير الصحافة الإلكترونية على اقتصاديات الصحافة المكتوبة :
يرى بعض الباحثون أن انتشار الصحافة الإلكترونية سيحدث انقلابا في التوازنات الاقتصادية التي بنت عليها الصحافة المكتوبة ، و يكمن تأثير الصحافة الإلكترونية على اقتصاديات الصحافة المكتوبة في المظاهر التالية :
أ- تراجع نسبة المقروئية للصحف المكتوبة : بلغ عدد قراء الصحف الورقية في العالم في 2010 نحو 1.7 مليار شخص ، و لكن في مقابل أحصى الموقع الاكتروني العالمي لاحصائيات الانترنت أكثر من 3 مليار من البشر (3,366,261,156 ) يستخدمون الانترنت و صحافتها الالكترونية ، و ذلك بتاريخ 30 نوفمبر 2015 . و من ثم أصبحت الصحف الإلكترونية بديلا لكثير من القراء عن الصحف الورقية .
ب- تراجع في المبيعات : كان للصحافة الالكترونية على أثر على اقتصاديات الصحافة المكتوبة و ذلك على حجم التوزيع ( تراجع توزيع الصحف المكتوبة ) ، باعتبار أن نسبة المقروئية انخفضت على حساب الصحافة الالكترونية.
ت- تراجع المداخيل الاشهارية من الصحافة المكتوبة على حساب مداخيل الاعلان الإكتروني :تمثل المداخيل الاشهارية في الصحافة المكتوبة مصدر تمويلها الأول ، غير أن تطور مداخيلها الاشهارية بدأت في التراجع بمقدار 4% في النصف الأول لعام 2012 ، نظرا لانخفاض مقروئيتها و كذلك حجم توزيعها ، و بالتالي اتجاه المعلن الى الوسيلة الاعلامية التي تسمح له بتسويق منتجاته إلى جمهور عريض ، أصبح يتمثل في الملايين من المتصفحين لمختلف مواقع الصحف الالكترونية .
فمثلا ارتفعت الايرادات الاعلانية للنسخة الالكترونية لصحيفة نيويورك تايمز في الربع الاول من 2014 ، حيث حققت 158,7 مليون دولار أي بزيادة نسبتها 3,4 %.مقارنة بالعام السابق .لترتفع مرة أخرى خلال الربع الأخير من نفس العام ( 2014 ) بنسبة 19% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق. في حين تستمر خسارة النسخة الورقية للجريدة ، حيث تراجعت حصيلة الإعلانات في الإصدار المطبوع بنسبة 6.6% مما أدى إلى تراجع أرباحها الإجمالية.
ث- اختفاء عدد من الصحف المطبوعة و تحولها الى رقمية : نذكر منها :
جريدة الواشنطن بوست ، صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" (The Christian Science Monitor ) الامريكية الشهيرة التي تصدر منذ مائة عام ( 1908) التي أعلنت عن إيقاف نسختها الورقية نهائيًّا ابتداء من مطلع عام 2009 ، صحيفة France soir التي توقفت عن الصدور كنسخة ورقية منذ أن تأسست في 1944 و أصبحت الكترونية في ديسمبر 2011 ، جريدة Metronews الفرنسية المجانية التابعة لمجموعة TF1 التي توقفت عن الصدور في شهر جويلية 2015 ، و اكتفائها بنسختها الالكترونية عبر موقعها على الانترنت و تطبيقاتها على الهواتف الذكية ....
ج- تسريح العاملين بالصحف الورقية : و بالمقابل اضطرت بقية الصحف التي تعاني اقتصادياتها من ذات المشاكل كانخفاض ارقام التوزيع و تراجع الدخل إلى اتخاذ اجراءات تقشفية شديدة كتقليص أرقام توزيعها و إلغاء آلاف الوظائف وتسريح عدد كبير من العاملين فيها ، و من بين هذه الصجف نجد : صحيفة «نيويورك تايمز» التي أعلنت في أكتوبر من عام 2014 عن تسريح حوالي 100 موظف في غرفة الأخبار ، و صحيفة "لوس انجلوس تايمز" التي اضطرت هي الأخرى في 2008 إلى الاستغناء عن 75 من طاقمها التحريري ...
التعليقات على الموضوع