دور الاعلام في المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي
خطة الدرس : 1- المشهد الاعلامي قبل الثورة التحريرية
2- الاستراتيجية الاعلامية لجبهة التحرير ،
3- الاعلام الفرنسي المضاد
1- المشهد الاعلامي قبل الثورة التحريرية : عندما اندلعت الثورة المسلحة في الفاتح نوفمبر 1954 م، كان الوضع الإعلامي في الجزائر تسوده سيطرة كاملة للصحافة الاستعمارية الفرنسية اليومية ، و كانت الصحافة الوطنية عبارة عن بعض الصحف الأسبوعية التابعة للأحزاب السياسية الموجودة آنذاك أو الجمعيات الدينية.
و في هذا الصدد نذكر :
- صحيفة "الجمهورية الجزائرية" : التي أنشأها فرحات عباس في مارس 1946 م ، و التي شرعت تبرز مطالب حزبه بجلاء و توضح التطور الذي طرأ على أفكاره السياسية .
- جريدة البصائر :تعتبر لسان حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و هي الصحيفة الرابعة بعد تعطيل كل من السنة ، الشريعة ، الصراط ، و ظهر أول عدد منها بتاريخ 27 ديسمبر 1935 ، و كانت تصدر بالجزائر العاصمة وتطبع باللغة العربية .توقفت جريدة البصائر عن الصدور في 25 أوت 1939 ، بأمر من إدارة الجمعية ، بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية ، و هذا حتى لا ترضخ لضغوطات الإدارة الفرنسية ، لمساندة دول الحلفاء فرنسا و بريطانيا ، ضد دول المحور ألمانيا و إيطاليا . ثم في عام 1947 أعيد اصدارها و قد حافظت الجريدة على موعد صدورها الأسبوعي ، كل يوم جمعة و على شكلها أيضا إلى غاية توقفها في 1956 .
- الجزائر الحرة: و هي صحيفة أصدرها حزب حركة انتصار الحريات الديمقراطية بدأت نصف شهرية ثم أصبحت أسبوعية و كانت تصدر باللغة الفرنسية و قد استمرت تصدر من أوت 1949 إلى نوفمبر 1954 ، و عندما حدث الانشقاق في الحركة في أوت 1954 أصبح للمصاليين صحيفتهم و هي الجزائر الحرة ، أما المركزيون فقد استأثروا بصحيفة الأمة الجزائرية .
- المنار: و هي صحيفة نصف شهرية كانت مستقلة في الظاهر و لكنها تابعة لحزب حركة انتصار الحريات الديمقراطية و قد استمرت تصدر من مارس 1951 إلى نوفمبر 1953 م، ثم استقلت عن الحزب وتوقفت.
- صحيفة ألجيري ريبيبليكان (Algérie Républicaine ) : كان يصدرها الحزب الشيوعي الجزائري و كانت في البداية صحيفة أسبوعية ، ثم أصبحت يومية و قد صادرتها سلطات الاحتلال سنة 1957 م ، بعد انضمام بعض أعضاء الحزب إلى الثورة .
- صحيفة اللجنة الثورية " الوطني " ( le patriote ) : اصدارها بمجرد الاعلان عن انشاء اللجنة الثورية للوحدة و العمل و ذلك لتوزع على كل مسؤولي الدعاية و الإعلام على مستوى قسمات الحزب ، و قد شارك في تحرير مواضيعها عدد من المناضلين القياديين من بينهم العربي بن مهيدي ، و مراد ديدوش ، و قد صدر منها ستة أعداد فقط آخرها كان الذي صدر في 5 جويلية 1954 .
2- الاستراتيجية الاعلامية لجبهة التحرير الوطني :
كانت الثورة في حاجة لإعلام ثوري تتمثل المهام الأساسية له فيما يلي :
1- يكون حلقة وصل بين الثورة و الشعب و يعلم المواطنين حقيقة ما يجري من صراع مسلح مع الاستعمار الفرنسي.
2- تعبئة الجماهير الشعبية لتلتف حول الثورة و تساندها ماديا و معنويا بغاية التحرر و الاستقلال .
3- تحصين المواطنين الجزائريين من الإعلام الفرنسي و حربه النفسية و الإيديولوجية.
4- نقل صورة الثورة إلى العالم الخارجي ، و الذي يمكن تقسيمه إلى جهتين: جبهة خارجية في فرنسا من أجل كسب الرأي العام الفرنسي و جبهة عالمية لكسب الرأي العام الدولي .
5- مواجهة إعلام العدو و الرد عليه و دحض دعاياته .
أ- المناشير كأول وسيلة اعلامية :
لم تكن لجبهة التحرير الوطني في بداية هجمات الفاتح من نوفمبر 1954 وسيلة اعلامية خاصة بها ، و عليه فقد بدأت نشاطها الإعلامي " بالمناشير " و ذلك من خلال توزيعها لمنشور ليلة أول نوفمبر يعلن اندلاع الكفاح ، علما أنه تم اصدار منشورين باللغة الفرنسية الأول من ورقة واحدة و هو عبارة عن منشور من جيش التحرير الوطني قصير و بسيط وزع بقوة على الجزائريين يدعوهم الى العمل المسلح ، و الثاني مكون من ورقتين ( صفحتين ) ، و كان عبارة عن نداء من جبهة التحرير الوطني مفصلا يوضح بصراحة حجر الأساس السياسي لهذه الجبهة ، و هو ذات المنشور الذي وزع إلى كل الصحف الفرنسية و أذيع بإذاعة " صوت العرب " بالقاهرة بصوت أحمد بن بلة .
و كان الهدف من توزيع بيان أول نوفمبر هو تعبئة الجماهير الشعبية الجزائرية بغية جمع كل الطاقات الوطنية و الشرائح الاجتماعية و الأحزاب السياسية حول الثورة ، و بالتالي كسب هذه الجماهير الى صف الثوار ، و من ثم فقد كانت البداية بإطلاعهم على ما يجري في بلدهم .
ب- العمل الدعائي من خلال الاتصال الشخصي الشفوي :
بعد توزيع بيان أول نوفمبر على الجماهير الشعبية الجزائرية و الذي يعلن فيه ميلاد جبهة التحرير و اندلاع الثورة ، بدأ المناضلون عبر كامل التراب الوطني في انتهاج استراتيجية أخرى تهدف الى تعبئة الرأي العام الجزائري من خلال الاتصال الشخصي الشفوي بهم .
و من أجل تحقيق هذا الهدف تكونت أفواج تنتقل من مكان لآخر و تمر على القرى و المداشر ، و هنا بدأت عملية الاتصالات الأولى بسكان المناطق قصد شرح أهداف الكفاح المسلح و ضرورة الالتحاق بصفوف جيش التحرير الوطني ، و أيضا الحث على دعم الثوار و الوقوف معهم بتموينهم بالمواد الغذائية و الألبسة و الأدوية و الذخيرة ، و القضاء على الجواسيس و الخونة ، إضافة إلى جمع الأخبار .
ت- الرسائل :
لقد كانت الرسائل المكتوبة تسير جنبًا إلى جنب مع الرسائل الشفهية أو الإعلام الشفوي حيث كانت الجبهة توجه رسائل شخصية متعددة ، من بينها رسائل موجهة إلى :
- المتعاونون مع العدو: تحذرهم بواسطتها من خطورة ذلك على الشعب وعلى حياتهم معًا ، وأحيانا تطلعهم على الحكم الصادر ضدهم ، و وقت تنفيذه.
- المعمرون: تطالبهم فيها بالإعانات المالية و عدم التعرض لمناضلي الثورة ، و إذا لم يمتثلوا لتعليماتها فإنها ستعاملهم معاملة الخونة و ستنفذ فيهم الحكم الذي تصدره عليهم محاكم الثورة .
ث- اصدار النشريات :
عند انطلاق الثورة التحريرية لم يكن بمقدور جبهة التحرير الوطني أن تصدر جريدة خاصة بها ، نظرا لأن الصحافة المكتوبة تخضع لشروط أساسية كالمطبعة و الورق و شبكة التوزيع ، و مع ذلك فقد جابهت الثورة هذا المشكل بإعطاء الفرصة لمختلف الولايات كي تصدر صحفها و نشراتها و بذلك أصدرت :
- المنطقة الأولى : نشرة "الوطن".
- المنطقة الثانية: نشرة "الجبل".
- المنطقة الثالثة: نشرة "النهضة".
- المنطقة الرابعة: نشرة "حرب العصابات".
- المنطقة الخامسة: نشرة "صدى التيطري".
و قد كان لهذا النشريات أثرها البالغ في إذاعة الأنباء عن الثورة و المعارك و إعلام الجماهير عما تشهده الساحة الوطنية من مواجهات بين جيش التحرير الوطني و الجيش الاستعماري بواسطة المرشدين السياسيين. و كان لها الفضل في عرض آراء أفكار بعض الثوار في مجمل القضايا المحلية كما دعت المواطنين إلى الثورة بأسلوب تعبوي مشحون بالحماس و الآمال العريضة.
ج- اصدار الصحف :
ابتداء من عام 1955 قررت جبهة التحرير الوطني إصدار صحف ناطقة باسم الثورة ، فأصدرت إحداها في فرنسا و الثانية في تطوان بالمغرب و الثالثة بتونس ، و سميت هذه الصحف الثلاث باسم واحد هو "المقاومة الجزائرية" . وكانت تطبع باللغة العربية و الفرنسية ، ثم أصدرت صحيفة رابعة في مدينة الجزائر في جوان 1956 باللغة العربية و الفرنسية تحمل اسم "المجاهد" .
و في سنة 1957 قرر أعضاء قيادة الثورة من الجزائر توحيد الصحافة الثورية و إعطائها نفسًا قويًا ، فجمعت جهودها الصحفية داخل صحيفة واحدة و قررت وقف إصدار " المقاومة الجزائرية" بجميع طبعاتها و استئناف إصدار جريدة " المجاهد " في شكل صحيفة أسبوعية تتضمن مابين 8 و 16 صفحة ، صدرت السلسلة الأولى منها بتطوان و منذ شهر أكتوبر 1957 انتقل صدورها إلى تونس و استمر إلى غاية الاستقلال .
و قد تركزت المادة الإعلامية لجريدة المجاهد على أربعة محاور رئيسية و هي :
1- الدفاع و التعبير عن أفكار جبهة التحرير الوطني .
2- ابراز أصالة الشعب الجزائري .
3- العمل على تدويل القضية الجزائرية .
4- فضح أساليب و دعاية العدو أمام الرأي العام المحلي و العالمي .
كما أصدرت المنظمات الجماهيرية صحفها مثل " العامل الجزائري " للعمال ، و " الشباب الجزائري " للشبيبة ، و كذلك أصدرت وزارة الاعلام في الحكومة المؤتتة " النشرة السياسية " ، إضافة الى صحيفة " المجاهد " اللسان المركزي لجبهة التحرير الوطني .
و في هذا الصدد نذكر :
- صحيفة "الجمهورية الجزائرية" : التي أنشأها فرحات عباس في مارس 1946 م ، و التي شرعت تبرز مطالب حزبه بجلاء و توضح التطور الذي طرأ على أفكاره السياسية .
- جريدة البصائر :تعتبر لسان حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و هي الصحيفة الرابعة بعد تعطيل كل من السنة ، الشريعة ، الصراط ، و ظهر أول عدد منها بتاريخ 27 ديسمبر 1935 ، و كانت تصدر بالجزائر العاصمة وتطبع باللغة العربية .توقفت جريدة البصائر عن الصدور في 25 أوت 1939 ، بأمر من إدارة الجمعية ، بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية ، و هذا حتى لا ترضخ لضغوطات الإدارة الفرنسية ، لمساندة دول الحلفاء فرنسا و بريطانيا ، ضد دول المحور ألمانيا و إيطاليا . ثم في عام 1947 أعيد اصدارها و قد حافظت الجريدة على موعد صدورها الأسبوعي ، كل يوم جمعة و على شكلها أيضا إلى غاية توقفها في 1956 .
- الجزائر الحرة: و هي صحيفة أصدرها حزب حركة انتصار الحريات الديمقراطية بدأت نصف شهرية ثم أصبحت أسبوعية و كانت تصدر باللغة الفرنسية و قد استمرت تصدر من أوت 1949 إلى نوفمبر 1954 ، و عندما حدث الانشقاق في الحركة في أوت 1954 أصبح للمصاليين صحيفتهم و هي الجزائر الحرة ، أما المركزيون فقد استأثروا بصحيفة الأمة الجزائرية .
- المنار: و هي صحيفة نصف شهرية كانت مستقلة في الظاهر و لكنها تابعة لحزب حركة انتصار الحريات الديمقراطية و قد استمرت تصدر من مارس 1951 إلى نوفمبر 1953 م، ثم استقلت عن الحزب وتوقفت.
- صحيفة ألجيري ريبيبليكان (Algérie Républicaine ) : كان يصدرها الحزب الشيوعي الجزائري و كانت في البداية صحيفة أسبوعية ، ثم أصبحت يومية و قد صادرتها سلطات الاحتلال سنة 1957 م ، بعد انضمام بعض أعضاء الحزب إلى الثورة .
- صحيفة اللجنة الثورية " الوطني " ( le patriote ) : اصدارها بمجرد الاعلان عن انشاء اللجنة الثورية للوحدة و العمل و ذلك لتوزع على كل مسؤولي الدعاية و الإعلام على مستوى قسمات الحزب ، و قد شارك في تحرير مواضيعها عدد من المناضلين القياديين من بينهم العربي بن مهيدي ، و مراد ديدوش ، و قد صدر منها ستة أعداد فقط آخرها كان الذي صدر في 5 جويلية 1954 .
2- الاستراتيجية الاعلامية لجبهة التحرير الوطني :
كانت الثورة في حاجة لإعلام ثوري تتمثل المهام الأساسية له فيما يلي :
1- يكون حلقة وصل بين الثورة و الشعب و يعلم المواطنين حقيقة ما يجري من صراع مسلح مع الاستعمار الفرنسي.
2- تعبئة الجماهير الشعبية لتلتف حول الثورة و تساندها ماديا و معنويا بغاية التحرر و الاستقلال .
3- تحصين المواطنين الجزائريين من الإعلام الفرنسي و حربه النفسية و الإيديولوجية.
4- نقل صورة الثورة إلى العالم الخارجي ، و الذي يمكن تقسيمه إلى جهتين: جبهة خارجية في فرنسا من أجل كسب الرأي العام الفرنسي و جبهة عالمية لكسب الرأي العام الدولي .
5- مواجهة إعلام العدو و الرد عليه و دحض دعاياته .
أ- المناشير كأول وسيلة اعلامية :
لم تكن لجبهة التحرير الوطني في بداية هجمات الفاتح من نوفمبر 1954 وسيلة اعلامية خاصة بها ، و عليه فقد بدأت نشاطها الإعلامي " بالمناشير " و ذلك من خلال توزيعها لمنشور ليلة أول نوفمبر يعلن اندلاع الكفاح ، علما أنه تم اصدار منشورين باللغة الفرنسية الأول من ورقة واحدة و هو عبارة عن منشور من جيش التحرير الوطني قصير و بسيط وزع بقوة على الجزائريين يدعوهم الى العمل المسلح ، و الثاني مكون من ورقتين ( صفحتين ) ، و كان عبارة عن نداء من جبهة التحرير الوطني مفصلا يوضح بصراحة حجر الأساس السياسي لهذه الجبهة ، و هو ذات المنشور الذي وزع إلى كل الصحف الفرنسية و أذيع بإذاعة " صوت العرب " بالقاهرة بصوت أحمد بن بلة .
و كان الهدف من توزيع بيان أول نوفمبر هو تعبئة الجماهير الشعبية الجزائرية بغية جمع كل الطاقات الوطنية و الشرائح الاجتماعية و الأحزاب السياسية حول الثورة ، و بالتالي كسب هذه الجماهير الى صف الثوار ، و من ثم فقد كانت البداية بإطلاعهم على ما يجري في بلدهم .
ب- العمل الدعائي من خلال الاتصال الشخصي الشفوي :
بعد توزيع بيان أول نوفمبر على الجماهير الشعبية الجزائرية و الذي يعلن فيه ميلاد جبهة التحرير و اندلاع الثورة ، بدأ المناضلون عبر كامل التراب الوطني في انتهاج استراتيجية أخرى تهدف الى تعبئة الرأي العام الجزائري من خلال الاتصال الشخصي الشفوي بهم .
و من أجل تحقيق هذا الهدف تكونت أفواج تنتقل من مكان لآخر و تمر على القرى و المداشر ، و هنا بدأت عملية الاتصالات الأولى بسكان المناطق قصد شرح أهداف الكفاح المسلح و ضرورة الالتحاق بصفوف جيش التحرير الوطني ، و أيضا الحث على دعم الثوار و الوقوف معهم بتموينهم بالمواد الغذائية و الألبسة و الأدوية و الذخيرة ، و القضاء على الجواسيس و الخونة ، إضافة إلى جمع الأخبار .
ت- الرسائل :
لقد كانت الرسائل المكتوبة تسير جنبًا إلى جنب مع الرسائل الشفهية أو الإعلام الشفوي حيث كانت الجبهة توجه رسائل شخصية متعددة ، من بينها رسائل موجهة إلى :
- المتعاونون مع العدو: تحذرهم بواسطتها من خطورة ذلك على الشعب وعلى حياتهم معًا ، وأحيانا تطلعهم على الحكم الصادر ضدهم ، و وقت تنفيذه.
- المعمرون: تطالبهم فيها بالإعانات المالية و عدم التعرض لمناضلي الثورة ، و إذا لم يمتثلوا لتعليماتها فإنها ستعاملهم معاملة الخونة و ستنفذ فيهم الحكم الذي تصدره عليهم محاكم الثورة .
ث- اصدار النشريات :
عند انطلاق الثورة التحريرية لم يكن بمقدور جبهة التحرير الوطني أن تصدر جريدة خاصة بها ، نظرا لأن الصحافة المكتوبة تخضع لشروط أساسية كالمطبعة و الورق و شبكة التوزيع ، و مع ذلك فقد جابهت الثورة هذا المشكل بإعطاء الفرصة لمختلف الولايات كي تصدر صحفها و نشراتها و بذلك أصدرت :
- المنطقة الأولى : نشرة "الوطن".
- المنطقة الثانية: نشرة "الجبل".
- المنطقة الثالثة: نشرة "النهضة".
- المنطقة الرابعة: نشرة "حرب العصابات".
- المنطقة الخامسة: نشرة "صدى التيطري".
و قد كان لهذا النشريات أثرها البالغ في إذاعة الأنباء عن الثورة و المعارك و إعلام الجماهير عما تشهده الساحة الوطنية من مواجهات بين جيش التحرير الوطني و الجيش الاستعماري بواسطة المرشدين السياسيين. و كان لها الفضل في عرض آراء أفكار بعض الثوار في مجمل القضايا المحلية كما دعت المواطنين إلى الثورة بأسلوب تعبوي مشحون بالحماس و الآمال العريضة.
ج- اصدار الصحف :
ابتداء من عام 1955 قررت جبهة التحرير الوطني إصدار صحف ناطقة باسم الثورة ، فأصدرت إحداها في فرنسا و الثانية في تطوان بالمغرب و الثالثة بتونس ، و سميت هذه الصحف الثلاث باسم واحد هو "المقاومة الجزائرية" . وكانت تطبع باللغة العربية و الفرنسية ، ثم أصدرت صحيفة رابعة في مدينة الجزائر في جوان 1956 باللغة العربية و الفرنسية تحمل اسم "المجاهد" .
و في سنة 1957 قرر أعضاء قيادة الثورة من الجزائر توحيد الصحافة الثورية و إعطائها نفسًا قويًا ، فجمعت جهودها الصحفية داخل صحيفة واحدة و قررت وقف إصدار " المقاومة الجزائرية" بجميع طبعاتها و استئناف إصدار جريدة " المجاهد " في شكل صحيفة أسبوعية تتضمن مابين 8 و 16 صفحة ، صدرت السلسلة الأولى منها بتطوان و منذ شهر أكتوبر 1957 انتقل صدورها إلى تونس و استمر إلى غاية الاستقلال .
و قد تركزت المادة الإعلامية لجريدة المجاهد على أربعة محاور رئيسية و هي :
1- الدفاع و التعبير عن أفكار جبهة التحرير الوطني .
2- ابراز أصالة الشعب الجزائري .
3- العمل على تدويل القضية الجزائرية .
4- فضح أساليب و دعاية العدو أمام الرأي العام المحلي و العالمي .
كما أصدرت المنظمات الجماهيرية صحفها مثل " العامل الجزائري " للعمال ، و " الشباب الجزائري " للشبيبة ، و كذلك أصدرت وزارة الاعلام في الحكومة المؤتتة " النشرة السياسية " ، إضافة الى صحيفة " المجاهد " اللسان المركزي لجبهة التحرير الوطني .
ح- الاعلام السمعي :
لقد لعبت الاذاعة دورا بارزا في تحريك المشاعر و التعبئة الجماهيرية عبر " اذاعة الجزائر الحرة المكافحة " ابتداء من سنة 1956 ، في حين كان " صوت الجزائر " ينطلق من اذاعات تونس و المغرب و القاهرة و دمشق منذ منتصف سنة 1955 و تقريبا من كل البلدان العربية .
أ- إذاعة صوت العرب بالقاهرة :
لقد كانت إذاعة صوت العرب أول محطة أعلنت عن ميلاد جبهة التحرير الوطني ، و بشرت بالنصر المبين ، و دعت إلى اللحاق بركب المقاتلين ، منددة بالقاعدين و المترددين .
و قد جاء فيها على الساعة السادسة مساء من يوم 1 نوفمبر 1954 " بدأ في الجزائر اليوم الكفاح العظيم من أجل الحرية ، العربية و الاسلام ، اليوم الخامس من شهر ربيع الأول 1374 الموافق ل 01 نوفمبر 1954 على الساعة الواحدة صباحا ، بدأت الجزائر في عيش عيشة كريمة . اليوم أعلنت نخبة قوية من أطفال أحرار من الجزائر العصيان من أجل الحرية الجزائرية ضد الإمبريالية الفرنسية الجائرة في افريقيا الشمالية ." و قد أعطيت بعدها نظرة عامة حول الأحداث وفق ما كان يمدها به بوضياف .
ب- إذاعة الجزائر الحرة المكافحة : تأسست في 16 ديسمبر 1956 ، و بهذه المناسبة وزعت مناشير تعلم المواطنين بإنشاء إذاعة وطنية جزائرية في قلب الجزائر ، حددت فيها ساعات الاستماع و طول موجات البث و عبر صوتها غير المحدد المكان جغرافيا .
كانت هذه الاذاعة الثورية سرية متنقلة عبر الحدود المغربية حتى لا تكشفها وسائل المراقبة الفرنسية ، و هي عبارة عن شاحنة بها جهاز ارسال المخصص أساسا لحاجيات عسكرية ، بالإضافة إلى ميكروفون و مسجل و جهاز لقراءة الاسطوانات ، و مولد كهربائي . توقفت في سبتمبر 1957 ، ثم أعيد بعثها من جديد في 12 جويلية 1959 .
كانت إذاعة الجزائر الحرة المكافحة تعمل باستمرار من خلال برامجها التي تبدأها بالعبارة التالية " إذاعة الجزائر الحرة المكافحة صوت جبهة التحرير الوطني و جيش التحرير يخاطبكم من قلب الجزائر ." على تحقيق الأهداف التالية :
• رفع معنويات جنود جيش التحرير الوطني و تحفزهم على مواجهة العدو بقوة .
• استطاعت شمل الجزائريين و تلاحمهم و تقوية إيمانهم بالنصر .
• لعبت دورا رئيسيا في تجنيد أعداد كبيرة من الشعب الجزائري للوقوف الى جانب ثورته و مؤازرتها ماديا و بشريا للقضاء على الاستعمار.
• نقل بلاغات الثورة و مختلف أنحاء الجزائر كلها و التعريف بانتصارات قوات جيش التحرير الوطني و الترويج لها لدى الرأي العام الوطني و الدولي .
• إسماع صوت الشعب الجزائري إلى الرأي العام الدولي بصفة عامة و العربي بصفة خاصة و تحريك مشاعره و اقناعه بعدالة القضية الجزائرية ، و ارتفع نتيجة لذلك أصدقاء الثورة .
• التنديد بالعمليات الاجرامية اللاإنسانية التي كان يمارسها الاستعمار الفرنسي ضد شعب أعزل .
خ- الاتصال الديبلوماسي :
لعبت الدبلوماسية الجزائرية دورا هاما في تدويل القضية الجزائرية في المحافل الدولية ، و ذلك منذ الوهلة الأولى من اندلاع ثورة نوفمبر ، ففي البداية تكفلت بهذه المهمة البعثة الخارجية لجبهة التحرير التي كانت متواجدة بالقاهرة ، و لما تأسست الحكومة المؤقتة في عام 1958 أسندت المهمة الدبلوماسية إلى كل من وزارة الخارجية و وزارة الاعلام ، و لعب رجالها دورا كبيرا على المستوى الجهوي و الدولي بشرح قضية الجزائر و فضح سياسة فرنسا الاستعمارية و تحسيس الرأي العام العالمي حولها . و قد استعانت الدبلوماسية الجزائرية في تحقيق أهدافها بعدة وسائل نذكر :
• إلقاء المحاضرات
• إقامة معارض
• إرسال البعثات الرياضية و الفنية بجولات عبر العالم للتعريف بالقضية الجزائرية .
• مشاركة الجزائر في المؤتمرات الدولية مثل مؤتمر باندونغ عام 1955 للدول الأفرو آسيوية ، حيث أبدى المؤتمرون تدعيمهم المطلق للثورة الجزائرية و مؤتمر الصداقة بين شعوب افريقيا و أسيا ، و مؤتمر الشعوب الافريقية و هيئة الأمم المتحدة التي اتخذت منها منبرا لسياستها الخارجية .
نتائج الاتصال الدبلوماسي أثناء الثورة التحريرية :
• كسب العديد من الدول الصديقة في افريقيا و آسيا و أوروبا الشرقية إلى جانبها.
• عزل فرنسا عن الساحة الدولية .
• لقيت تضامنا كبيرا من قبل الدول العربية و الشعوب المناهضة للامبريالية مثل الصين و يوغوسلافيا .
• دعم الصين يوغوسلافيا الجزائر عسكريا و سياسيا و سمحت لها بفتح مكاتب في عواصمها .
• احتضان العاصمة التونسية في 1957 مقر الحكومة الجزائرية المؤقتة بعد استشهاد أبرز أعضائها .
• انعقاد مؤتمر طنجة في شهر أفريل 1958 الذي وضع قواعد الوحدة المغاربية .
• قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها العاشرة و لأول مرة تسجيل القضية الجزائرية في جدول أعمالها و ذلك يوم 30 سبتمبر 1956 نتيجة حصولها على 23 صوتا ضد 27 ، و في الدورة الثالثة عشر التي انعقدت في 9 ديسمبر 1958 قدمت دول الأفرو – آسيوية توصية تنص على الاعتراف بحق الشعب الجزائري في تقرير مصيره و بأغلبية الأصوات صادقت الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر ديسمبر 1961 على لائحة تطلب من خلالها الحكومة الفرنسية و الجزائرية استئناف المفاوضات لغرض تقرير مصير الشعب الجزائري .
د- مكاتب الإعلام الخارجي :
لقد لعبت مكاتب الإعلام الخارجي لجبهة التحرير الوطني دورا فاعلا في إيصال صوت الثورة ، كما هو شأن مكتب القاهرة ، الذي يُعد أول المكاتب الإعلامية التي بادرت الجبهة بفتحه عام 1955، ليليه فتح مكاتب أخرى للإعلام في باقي الدول العربية مثل : دمشق، بيروت و عمان. أما تونس والمغرب فقد تم افتتاح مكاتب بهما مباشرة بعد استقلالهما عام 1956 .
و في مارس 1956 افتتحت الجبهة مكتبها الإعلامي بنيويورك ، مما ساهم في إعطاء دفع للثورة التحريرية ، و كان ذا أهمية ، نظرا لقربه من مقر الأمم المتحدة. و في أفريل و ماي من سنة 1956 افتتحت مكاتب إعلامية جديدة في كل من جاكرتا ، نيودلهي و كراتشي. و في غضون عام 1957، فتحت الجبهة مكاتب إعلام جديدة في عواصم الدول الاشتراكية مثل براغ ، موسكو ، بكين و بلغراد ، و حتى في أمريكا اللاتينية مثل البرازيل و الأرجنتين ، في حين لم تبدأ جبهة التحرير الوطني نشاطها الإعلامي في أوروبا إلا في أوائل عام 1958، بفتح مكاتب إعلامية في كل من لندن، استكهولم ، روما، بون وجنيف. أما في إفريقيا فقد بدأت الجبهة نشاطها الدعائي فيها عام 1958 ، بفتح مكاتب بأكرا و كوناكري و باماكو ، في الوقت الذي اكتفت بإرسال بعثات دعائية إلى كينيا و أوغندا.
الاعلام المضاد :
شنت الادارة الاستعمارية حملة اعلامية شرسة على الثورة الجزائرية و دعاية مغرضة لصحفها و إذاعتها تجسدت أهم مظاهرها في النقاط التالية :
1- ظهرت الصحافة الفرنسية في الجزائر بعد تفجيرات ليلة أول نوفمبر 1954 بعناوين ترمي إلى هدفين :
• الدعوة إلى التزام الهدوء و منح الثقة للسلطات المختصة التي تملك من الوسائل ما سيمكنها في ظرف قصير جدا من القضاء على الأعمال الاجرامية .
• ارهاب و توعد موجهين لمنفذي الهجمات بقوة فرنسا و عظمتها و قدرتها على رد الفعل و على استعمال العنف و القمع من أجل التوصل إلى استتباب الأمن و إرجاع الحياة إلى مجاريها .
2- إبهام الرأي العام العالمي بأن ما يجري في الجزائر مجرد تمرد .
3- ركزت السلطات الفرنسية على جانبين رئيسين من جوانب الاعلام و التوجيه :
• فمن ناحية سلطت الأضواء على حياة بعض الثوار ممن لهم " ماض إجرامي " أو " علاقات مشبوهة مع القضاء " و ذلك للتقليل من قيمة جبهة التحرير الوطني .
• و من ناحية ثانية ركزت وسائل الاعلام و بالتحديد جريدة صدى الجزائر في عددها الصادر بتاريخ 8 نوفمبر 1954 بأمر من المسؤولين طبعا على التدخل الأجنبي و الامدادات الخارجية ، التي بدونها لا يمكن للجزائريين أن يقفوا في وجه قوات الأمن الفرنسية .
4- اعتمدت الادارة الاستعمارية في حربها الاعلامية كذلك على المناشير في عملية اتصالها مع الشعب الجزائري ، فبتاريخ 20 نوفمبر 1954 قام الطيران الفرنسي برمي الآلاف من المناشير من الجو على منطقة الأوراس تدعو فيها السكان إلى التزام الهدوء و التخلي عن العصاة و إلى الهجرة إلى قرى آمنة و بالاتصال بالجيوش الفرنسية و السلطات الادارية المتواجدة بمنطقتهم لتوجيههم إلى تلك المناطق و ذلك قبل الساعة السادسة من يوم 21 نوفمبر ، لكن السكان رفضوا فمددت لأجل عشرة أيام أخرى لغاية 26 نوفمبر 1954 .
5- انشاء إذاعة مضادة تسمى " راديو الجزائر " تابعة للإذاعة الفرنسية لبث أخبار كاذبة مموهة باسم " اذاعة الجزائر الحرة المكافحة " باستعمال عملاء لتنشيط هذه الحصص ، و وصل بها الحد الى استعمال مذيع يقلد صوت " عيسى مسعودي " أحد المذيعين البارزين في تلك الفترة .
6- القيام بعمليات التشويش و البث المزيف .
7- شن حربا مستمرة ضد بيع أجهزة الراديو و إخلاء السوق من البطاريات .
لقد لعبت الاذاعة دورا بارزا في تحريك المشاعر و التعبئة الجماهيرية عبر " اذاعة الجزائر الحرة المكافحة " ابتداء من سنة 1956 ، في حين كان " صوت الجزائر " ينطلق من اذاعات تونس و المغرب و القاهرة و دمشق منذ منتصف سنة 1955 و تقريبا من كل البلدان العربية .
أ- إذاعة صوت العرب بالقاهرة :
لقد كانت إذاعة صوت العرب أول محطة أعلنت عن ميلاد جبهة التحرير الوطني ، و بشرت بالنصر المبين ، و دعت إلى اللحاق بركب المقاتلين ، منددة بالقاعدين و المترددين .
و قد جاء فيها على الساعة السادسة مساء من يوم 1 نوفمبر 1954 " بدأ في الجزائر اليوم الكفاح العظيم من أجل الحرية ، العربية و الاسلام ، اليوم الخامس من شهر ربيع الأول 1374 الموافق ل 01 نوفمبر 1954 على الساعة الواحدة صباحا ، بدأت الجزائر في عيش عيشة كريمة . اليوم أعلنت نخبة قوية من أطفال أحرار من الجزائر العصيان من أجل الحرية الجزائرية ضد الإمبريالية الفرنسية الجائرة في افريقيا الشمالية ." و قد أعطيت بعدها نظرة عامة حول الأحداث وفق ما كان يمدها به بوضياف .
ب- إذاعة الجزائر الحرة المكافحة : تأسست في 16 ديسمبر 1956 ، و بهذه المناسبة وزعت مناشير تعلم المواطنين بإنشاء إذاعة وطنية جزائرية في قلب الجزائر ، حددت فيها ساعات الاستماع و طول موجات البث و عبر صوتها غير المحدد المكان جغرافيا .
كانت هذه الاذاعة الثورية سرية متنقلة عبر الحدود المغربية حتى لا تكشفها وسائل المراقبة الفرنسية ، و هي عبارة عن شاحنة بها جهاز ارسال المخصص أساسا لحاجيات عسكرية ، بالإضافة إلى ميكروفون و مسجل و جهاز لقراءة الاسطوانات ، و مولد كهربائي . توقفت في سبتمبر 1957 ، ثم أعيد بعثها من جديد في 12 جويلية 1959 .
كانت إذاعة الجزائر الحرة المكافحة تعمل باستمرار من خلال برامجها التي تبدأها بالعبارة التالية " إذاعة الجزائر الحرة المكافحة صوت جبهة التحرير الوطني و جيش التحرير يخاطبكم من قلب الجزائر ." على تحقيق الأهداف التالية :
• رفع معنويات جنود جيش التحرير الوطني و تحفزهم على مواجهة العدو بقوة .
• استطاعت شمل الجزائريين و تلاحمهم و تقوية إيمانهم بالنصر .
• لعبت دورا رئيسيا في تجنيد أعداد كبيرة من الشعب الجزائري للوقوف الى جانب ثورته و مؤازرتها ماديا و بشريا للقضاء على الاستعمار.
• نقل بلاغات الثورة و مختلف أنحاء الجزائر كلها و التعريف بانتصارات قوات جيش التحرير الوطني و الترويج لها لدى الرأي العام الوطني و الدولي .
• إسماع صوت الشعب الجزائري إلى الرأي العام الدولي بصفة عامة و العربي بصفة خاصة و تحريك مشاعره و اقناعه بعدالة القضية الجزائرية ، و ارتفع نتيجة لذلك أصدقاء الثورة .
• التنديد بالعمليات الاجرامية اللاإنسانية التي كان يمارسها الاستعمار الفرنسي ضد شعب أعزل .
خ- الاتصال الديبلوماسي :
لعبت الدبلوماسية الجزائرية دورا هاما في تدويل القضية الجزائرية في المحافل الدولية ، و ذلك منذ الوهلة الأولى من اندلاع ثورة نوفمبر ، ففي البداية تكفلت بهذه المهمة البعثة الخارجية لجبهة التحرير التي كانت متواجدة بالقاهرة ، و لما تأسست الحكومة المؤقتة في عام 1958 أسندت المهمة الدبلوماسية إلى كل من وزارة الخارجية و وزارة الاعلام ، و لعب رجالها دورا كبيرا على المستوى الجهوي و الدولي بشرح قضية الجزائر و فضح سياسة فرنسا الاستعمارية و تحسيس الرأي العام العالمي حولها . و قد استعانت الدبلوماسية الجزائرية في تحقيق أهدافها بعدة وسائل نذكر :
• إلقاء المحاضرات
• إقامة معارض
• إرسال البعثات الرياضية و الفنية بجولات عبر العالم للتعريف بالقضية الجزائرية .
• مشاركة الجزائر في المؤتمرات الدولية مثل مؤتمر باندونغ عام 1955 للدول الأفرو آسيوية ، حيث أبدى المؤتمرون تدعيمهم المطلق للثورة الجزائرية و مؤتمر الصداقة بين شعوب افريقيا و أسيا ، و مؤتمر الشعوب الافريقية و هيئة الأمم المتحدة التي اتخذت منها منبرا لسياستها الخارجية .
نتائج الاتصال الدبلوماسي أثناء الثورة التحريرية :
• كسب العديد من الدول الصديقة في افريقيا و آسيا و أوروبا الشرقية إلى جانبها.
• عزل فرنسا عن الساحة الدولية .
• لقيت تضامنا كبيرا من قبل الدول العربية و الشعوب المناهضة للامبريالية مثل الصين و يوغوسلافيا .
• دعم الصين يوغوسلافيا الجزائر عسكريا و سياسيا و سمحت لها بفتح مكاتب في عواصمها .
• احتضان العاصمة التونسية في 1957 مقر الحكومة الجزائرية المؤقتة بعد استشهاد أبرز أعضائها .
• انعقاد مؤتمر طنجة في شهر أفريل 1958 الذي وضع قواعد الوحدة المغاربية .
• قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها العاشرة و لأول مرة تسجيل القضية الجزائرية في جدول أعمالها و ذلك يوم 30 سبتمبر 1956 نتيجة حصولها على 23 صوتا ضد 27 ، و في الدورة الثالثة عشر التي انعقدت في 9 ديسمبر 1958 قدمت دول الأفرو – آسيوية توصية تنص على الاعتراف بحق الشعب الجزائري في تقرير مصيره و بأغلبية الأصوات صادقت الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر ديسمبر 1961 على لائحة تطلب من خلالها الحكومة الفرنسية و الجزائرية استئناف المفاوضات لغرض تقرير مصير الشعب الجزائري .
د- مكاتب الإعلام الخارجي :
لقد لعبت مكاتب الإعلام الخارجي لجبهة التحرير الوطني دورا فاعلا في إيصال صوت الثورة ، كما هو شأن مكتب القاهرة ، الذي يُعد أول المكاتب الإعلامية التي بادرت الجبهة بفتحه عام 1955، ليليه فتح مكاتب أخرى للإعلام في باقي الدول العربية مثل : دمشق، بيروت و عمان. أما تونس والمغرب فقد تم افتتاح مكاتب بهما مباشرة بعد استقلالهما عام 1956 .
و في مارس 1956 افتتحت الجبهة مكتبها الإعلامي بنيويورك ، مما ساهم في إعطاء دفع للثورة التحريرية ، و كان ذا أهمية ، نظرا لقربه من مقر الأمم المتحدة. و في أفريل و ماي من سنة 1956 افتتحت مكاتب إعلامية جديدة في كل من جاكرتا ، نيودلهي و كراتشي. و في غضون عام 1957، فتحت الجبهة مكاتب إعلام جديدة في عواصم الدول الاشتراكية مثل براغ ، موسكو ، بكين و بلغراد ، و حتى في أمريكا اللاتينية مثل البرازيل و الأرجنتين ، في حين لم تبدأ جبهة التحرير الوطني نشاطها الإعلامي في أوروبا إلا في أوائل عام 1958، بفتح مكاتب إعلامية في كل من لندن، استكهولم ، روما، بون وجنيف. أما في إفريقيا فقد بدأت الجبهة نشاطها الدعائي فيها عام 1958 ، بفتح مكاتب بأكرا و كوناكري و باماكو ، في الوقت الذي اكتفت بإرسال بعثات دعائية إلى كينيا و أوغندا.
الاعلام المضاد :
شنت الادارة الاستعمارية حملة اعلامية شرسة على الثورة الجزائرية و دعاية مغرضة لصحفها و إذاعتها تجسدت أهم مظاهرها في النقاط التالية :
1- ظهرت الصحافة الفرنسية في الجزائر بعد تفجيرات ليلة أول نوفمبر 1954 بعناوين ترمي إلى هدفين :
• الدعوة إلى التزام الهدوء و منح الثقة للسلطات المختصة التي تملك من الوسائل ما سيمكنها في ظرف قصير جدا من القضاء على الأعمال الاجرامية .
• ارهاب و توعد موجهين لمنفذي الهجمات بقوة فرنسا و عظمتها و قدرتها على رد الفعل و على استعمال العنف و القمع من أجل التوصل إلى استتباب الأمن و إرجاع الحياة إلى مجاريها .
2- إبهام الرأي العام العالمي بأن ما يجري في الجزائر مجرد تمرد .
3- ركزت السلطات الفرنسية على جانبين رئيسين من جوانب الاعلام و التوجيه :
• فمن ناحية سلطت الأضواء على حياة بعض الثوار ممن لهم " ماض إجرامي " أو " علاقات مشبوهة مع القضاء " و ذلك للتقليل من قيمة جبهة التحرير الوطني .
• و من ناحية ثانية ركزت وسائل الاعلام و بالتحديد جريدة صدى الجزائر في عددها الصادر بتاريخ 8 نوفمبر 1954 بأمر من المسؤولين طبعا على التدخل الأجنبي و الامدادات الخارجية ، التي بدونها لا يمكن للجزائريين أن يقفوا في وجه قوات الأمن الفرنسية .
4- اعتمدت الادارة الاستعمارية في حربها الاعلامية كذلك على المناشير في عملية اتصالها مع الشعب الجزائري ، فبتاريخ 20 نوفمبر 1954 قام الطيران الفرنسي برمي الآلاف من المناشير من الجو على منطقة الأوراس تدعو فيها السكان إلى التزام الهدوء و التخلي عن العصاة و إلى الهجرة إلى قرى آمنة و بالاتصال بالجيوش الفرنسية و السلطات الادارية المتواجدة بمنطقتهم لتوجيههم إلى تلك المناطق و ذلك قبل الساعة السادسة من يوم 21 نوفمبر ، لكن السكان رفضوا فمددت لأجل عشرة أيام أخرى لغاية 26 نوفمبر 1954 .
5- انشاء إذاعة مضادة تسمى " راديو الجزائر " تابعة للإذاعة الفرنسية لبث أخبار كاذبة مموهة باسم " اذاعة الجزائر الحرة المكافحة " باستعمال عملاء لتنشيط هذه الحصص ، و وصل بها الحد الى استعمال مذيع يقلد صوت " عيسى مسعودي " أحد المذيعين البارزين في تلك الفترة .
6- القيام بعمليات التشويش و البث المزيف .
7- شن حربا مستمرة ضد بيع أجهزة الراديو و إخلاء السوق من البطاريات .
التعليقات على الموضوع