تعليم الفلسفة للأطفال
عمر بوساحة
المجتمعات التي لا تخصص لمادة الفلسفة سوى بعض الدروس في حصص تعد على أصابع اليد في كل مسيرة الانسان التعليمية لا يمكنها الكلام عن تعليم عصري متوازن. تكوين المواطن اليوم يحتاج إلى المعرفة المتكاملة التي تساعده على التأقلم بفعالية مع نفسه، مع محيطه ومع الجماعة التي يعيش. فعالية تتيح له التعرف وتصحيح تصوراته عن الحياة باستمرار وتمنحه الثقة في نفسه بأنه قادر على المعرفة وقادر على تغيير في حدود الامكان الانساني ما يحيط به من ظروف تمنعه من تحقيق ذلك. والفلسفة كما يؤكد ذلك جل علماء البيداغوجيا هي إحدى هاته المعارف التي تساعدنا في الحصول على هذا التكوين إن لم تكن أهمها جميعا، بالنظر لما تملكه من مناهج نقدية تفتح أعيننا نحن البشر على سلبيات الثقافة التي هي وسيلتنا في الحصول على حياة تليق بكرامة الانسان.
هناك اجحاف كبير وظلم تعليمي يخص المكانة المخصصة لتدريس مادة الفلسفة في منظومتنا التعليمية. فالتلميذ يتعرف على جميع المواد الدراسية تقريبا منذ بداية تعليمه، وتبقى الفلسفة كمادة تعليمية مجهولة بالنسبة إليه إلى حدود مرحلة الباكالوريا وذلك باعتماد حجج لم يعد يقبلها العقل التربوي المعاصر. فحجة صعوبة استيعاب موضوعات الفلسفة مثلا حجة واهية أبطلتها التجارب التربوية لكل المجتمعات المعاصرة، إننا نستغرب كيف يفهم التلميذ دروس الرياضيات مثلا التي هي موغلة في التجريد ويصعب عليه فهم موضوعات الفلسفة التي لها في الغالب علاقة بالواقع والثقافة وحياة المجتمعات. ثمَ إننا نستطيع كما في جميع المواد التعليمية التدرج في تقديم اشكالاتها، فسبب النفور بحسبب الكثير من الدراسات لدى الكثير من التلاميذ يعود إلى أنهم لم يتدرجوا في التعرف على موضوعاتها، فيصابون حين تقدم لهم لأول مرة وبشكل مفاجئ بارتباك شديد يمنعهم من التعرف السلس على مقاصدها، خاصة إذا أضفنا الى كل هذا أنها اجتماعيا محاطة بكثير من المغالطات والأكاذيب من طرف العامة والغوغاء. نعتقد أننا لو أعدنا النظر في مكانتها في مناهج التعليم وأدرجناها في السنوات الأخيرة من التكوين المتوسط على أقل تقدير سيفضح مثل هذه الأكاذيب ويصحح مثل هذه الأغاليط.
سينتهي الوضع التعليمي للفلسفة الحالي إن استمر لبعض السنوات الى القضاء حتما على هذه المادة في الجزائر. فوضعها في الثانويات يتدهور سنة بعد أخرى، وتكاد أقسام الفلسفة في الجامعات تخلو من الذين ينتسبون إليها بسبب انحصار التوظيف سنويا في قلة من المتخرجين. فلا نحن نجحنا في تعليمها بما توفر، ولا نحن فكرنا بشكل جاد في إعادة النظر في مكانتها وقيمتها الحقيقية في التعليم، ووضع منظومة تعليمية تكون الفلسفة مادة أساسية فيها تساعد مدارسنا على تخريج مواطنا عصريا متكامل التكوين وفاعلا اجتماعيا.
هناك اجحاف كبير وظلم تعليمي يخص المكانة المخصصة لتدريس مادة الفلسفة في منظومتنا التعليمية. فالتلميذ يتعرف على جميع المواد الدراسية تقريبا منذ بداية تعليمه، وتبقى الفلسفة كمادة تعليمية مجهولة بالنسبة إليه إلى حدود مرحلة الباكالوريا وذلك باعتماد حجج لم يعد يقبلها العقل التربوي المعاصر. فحجة صعوبة استيعاب موضوعات الفلسفة مثلا حجة واهية أبطلتها التجارب التربوية لكل المجتمعات المعاصرة، إننا نستغرب كيف يفهم التلميذ دروس الرياضيات مثلا التي هي موغلة في التجريد ويصعب عليه فهم موضوعات الفلسفة التي لها في الغالب علاقة بالواقع والثقافة وحياة المجتمعات. ثمَ إننا نستطيع كما في جميع المواد التعليمية التدرج في تقديم اشكالاتها، فسبب النفور بحسبب الكثير من الدراسات لدى الكثير من التلاميذ يعود إلى أنهم لم يتدرجوا في التعرف على موضوعاتها، فيصابون حين تقدم لهم لأول مرة وبشكل مفاجئ بارتباك شديد يمنعهم من التعرف السلس على مقاصدها، خاصة إذا أضفنا الى كل هذا أنها اجتماعيا محاطة بكثير من المغالطات والأكاذيب من طرف العامة والغوغاء. نعتقد أننا لو أعدنا النظر في مكانتها في مناهج التعليم وأدرجناها في السنوات الأخيرة من التكوين المتوسط على أقل تقدير سيفضح مثل هذه الأكاذيب ويصحح مثل هذه الأغاليط.
سينتهي الوضع التعليمي للفلسفة الحالي إن استمر لبعض السنوات الى القضاء حتما على هذه المادة في الجزائر. فوضعها في الثانويات يتدهور سنة بعد أخرى، وتكاد أقسام الفلسفة في الجامعات تخلو من الذين ينتسبون إليها بسبب انحصار التوظيف سنويا في قلة من المتخرجين. فلا نحن نجحنا في تعليمها بما توفر، ولا نحن فكرنا بشكل جاد في إعادة النظر في مكانتها وقيمتها الحقيقية في التعليم، ووضع منظومة تعليمية تكون الفلسفة مادة أساسية فيها تساعد مدارسنا على تخريج مواطنا عصريا متكامل التكوين وفاعلا اجتماعيا.
وسنبقى إذا نحن لم نستدرك الأمر، ننسب الى مدارسنا كل العيوب والمشاكل التي نشارك جميعا في صناعتها.
التعليقات على الموضوع