الحركة الوطنية خلال الحرب العالمية الثانية ( 1939-1945 )
خطة الدرس : 1- بيان فيفري 1943 ، 2- نشاطات فرحات عباس و تأسيس جبهة " أحباب البيان و الحرية " 3- نشاطات مصالي الحاج
1- بيان فيفري 1943 :
لقد حدد بيان الشعب الجزائري الأهداف الأساسية في خمسة نقاط :
1- إدانة الاستعمار و الغائه
2- تطبيق جميع البلدان الصغيرة و الكبيرة لحق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها .
3- تزويد الجزائر بدستور خاص بها يضمن :
• الحرية و المساواة المطلقة بين سائر سكانها دون أي تمييز عنصري أو ديني.
• إلغاء الملكية الاقطاعية و ذلك بواسطة إصلاح زراعي واسع و تمكين أغلبية الفلاحين المعدمين من حقهم في العيش الرغيد.
• الاعتراف باللغة العربية لغة رسمية على غرار اللغة الفرنسية.
• حرية الصحافة و حق إنشاء الجمعيات.
• مجانية التعليم و إجباريته لجميع الأطفال من الجنسين.
• حرية التدين بالنسبة إلى جميع السكان و تطبيق مبدأ فصل الدين عن الدولة فيما يخص جميع الأديان.
4- مساهمة جميع المسلمين الجزائريين مساهمة فورية و فاعلة في تسيير بلادهم. إن هذه الحكومة الجزائرية وحدها تستطيع تحقيق اشتراك الشعب الجزائري في الكفاح المشترك و ذلك في جو من الوحدة المطلقة.
5- إطلاق سراح جميع المحكوم عليهم و المعتقلين السياسيين على اختلاف أحزابهم .
2- نشاطات فرحات عباس و تأسيس جبهة " أحباب البيان و الحرية " :
منذ 1943 ظهر اتجاه راديكالي داخل التيار الادماجي ، و هو الاتجاه الذي وضع مطلب الاستقلال ضمن برنامجه السياسي ، و لكنه استقلال مقيد و مشروط بالتعاون مع فرنسا و التشارك معها ، و هو ما وصفه بعض المؤرخين ب" الاستقلال تحت الوصاية الفرنسية " و هو الاتجاه الذي تبناه فرحات عباس الذي واصل نضاله خلال الحرب العالمية الثانية الذي أخذ اتجاها جديدا أملته المتغيرات على الساحتين الوطنية و الدولية ، و قد توج تنسيقه مع حزب الشعب الجزائري و مع جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بإصدار بيان الشعب الجزائري في فيفري 1943 ، و الذي برز فيه تخلي فرحات عباس عن فكرة الإدماج .
و في شهر مارس من سنة 1944 أسس جبهة " أحباب البيان و الحرية " بمدينة سطيف ضمت أعضاء من النواب و النخبة و جمعية العلماء و حزب الشعب و الطلبة و الكشافة ، و خلال وقت قصير انضم عدد كبير من الأتباع إلى حزب الأصدقاء حتى بلغ عددهم خمسة مائة ألف شخص . فكان عبارة عن جبهة مكونة من متحالفين أكثر منه حزبا سياسيا متماسك الايديولوجية و العضوية .
و كان هدف الحزب المعلن الدفاع عن المطالب التي نص عليها بيان فيفري 1943 و نشر أفكار جديدة بين الناس ، و استنكار النظام الاستعماري في الجزائر . أما وسائله فكانت مساعدة ضحايا القوانين الاستثنائية و الاضطهاد .
و بالموازاة مع الاتصالات التي كانت جارية بين قادة الحزب لمحاولة تنسيق الجهود و تكوين جبهة متحدة ، انطلقت موجة من الدعايات و الاجتماعات و المناشير تستهدف إعداد الرأي العام و خلق جو من الحماس لمطالب الحزب و غيرها و لاسيما منذ سنة 1945 . و في ذات الشهر انعقد بالجزائر مؤتمر لحزب الأصدقاء أسفر عن المطالبة بإلغاء نظام البلديات المختلطة و الحكم العسكري في الجنوب ، جعل اللغة العربية لغة رسمية. و تلا ذلك اجتماع آخر لأصدقاء البيان في مارس 1945 طالب فيه الحاضرون بإطلاق سراح مصالي الحاج و صوتوا على لائحة في صالح برلمان و حكومة جزائرية .
2- نشاطات مصالي الحاج :
يمكن أن نلخص الأوضاع التي كان عليها حزب الشعب الجزائري في هذه الفترة في النقاط التالية :
1- كان الحزب ينشط في السرية نتيجة لحله بموجب قرار إداري صدر بتاريخ 26 جويلية 1939.
2- كان معظم قادته و في مقدمتهم مصالي الحاج محبوسين بمقتضى أحكام تتراوح ما بين 16 و 3 سنوات ، صدر معظمها يوم 28 مارس 1941 .
3- فرضت طبيعة النضال السري و مقتضيات تلك المرحلة الصعبة ظهور قيادة جديدة من الشباب معظمهم من المثقفين ، في مقدمتهم الدكتور محمد الأمين دباغين.
4- تبلور النشاط السري خاصة في مجالين : التنظيمي حيث أعيدت هيكلة الحزب بكيفية تتلاءم مع الأوضاع الجديدة ، و الإعلامي الذي تميز بالكتابات الحائطية و حملات التوعية و التربية الدينية .
5- اطلاق سراح مصالي الحاج يوم 24 أفريل 1943 ووضعه في الاقامة الجبرية بالشلالة ، و من هناك صار يوجه نشاط الحزب المحظور رسميا ، كما قرر مصالي الحاج السماح لأعضاء لجنة شمال افريقيا للعمل الثوري المفصولين بالعودة إلى صفوف الحزب ، كما أنه قرر عدم إبقاء أي تنظيم خارج الإطار النظامي.
6- إن الحزب نتيجة كل هذه العوامل قد أصبح تنظيما سياسيا أكثر قدرة على تعبئة الجماهير و توعيتها ، و أكثر دقة في العمليات التي يقوم بها من أجل تجسيد إيديولوجيته على أرض الواقع.
7- استطاع الحزب بفضل مساعي تنظيماته المختلفة أن يجمع كمية معتبرة من الأسلحة و الذخيرة اشترى بعضها من جيوش الحلفاء ووصله بعضها الآخر عن طريق مناضليه و محبيه العاملين في صفوف الجيش الفرنسي.
8- استطاع الحزب بفضل تجربة مناضليه الواسعة ، أن يسيطر بكيفية شبه كلية على حركة أحباب البيان و الحرية ، و تمكن في ظرف قصير جدا من إدخال تغييرات جذرية على برنامجها السياسي.
9- إن فكرة الكفاح المسلح قد نضجت بما فيه الكفاية ، و وجد داخل الحزب تيار قوي من المناضلين الشباب الذين التحق معظمهم بالصفوف فقط في الفترة ما بين 1939-1944 ، لكنهم يرفضون تكتيك القيادة التي كان مصالي الحاج قد لجأ لمحاولة التقرب من باقي أطراف التيار الوطني ، و الذي جعل الحزب يتنازل عن هدف الانفصال عن فرنسا و يعوضه بالشعار " لا اندماج ، و لا انفصال ، و لكن ترشيد و تحرر "
1- بيان فيفري 1943 :
لقد حدد بيان الشعب الجزائري الأهداف الأساسية في خمسة نقاط :
1- إدانة الاستعمار و الغائه
2- تطبيق جميع البلدان الصغيرة و الكبيرة لحق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها .
3- تزويد الجزائر بدستور خاص بها يضمن :
• الحرية و المساواة المطلقة بين سائر سكانها دون أي تمييز عنصري أو ديني.
• إلغاء الملكية الاقطاعية و ذلك بواسطة إصلاح زراعي واسع و تمكين أغلبية الفلاحين المعدمين من حقهم في العيش الرغيد.
• الاعتراف باللغة العربية لغة رسمية على غرار اللغة الفرنسية.
• حرية الصحافة و حق إنشاء الجمعيات.
• مجانية التعليم و إجباريته لجميع الأطفال من الجنسين.
• حرية التدين بالنسبة إلى جميع السكان و تطبيق مبدأ فصل الدين عن الدولة فيما يخص جميع الأديان.
4- مساهمة جميع المسلمين الجزائريين مساهمة فورية و فاعلة في تسيير بلادهم. إن هذه الحكومة الجزائرية وحدها تستطيع تحقيق اشتراك الشعب الجزائري في الكفاح المشترك و ذلك في جو من الوحدة المطلقة.
5- إطلاق سراح جميع المحكوم عليهم و المعتقلين السياسيين على اختلاف أحزابهم .
2- نشاطات فرحات عباس و تأسيس جبهة " أحباب البيان و الحرية " :
منذ 1943 ظهر اتجاه راديكالي داخل التيار الادماجي ، و هو الاتجاه الذي وضع مطلب الاستقلال ضمن برنامجه السياسي ، و لكنه استقلال مقيد و مشروط بالتعاون مع فرنسا و التشارك معها ، و هو ما وصفه بعض المؤرخين ب" الاستقلال تحت الوصاية الفرنسية " و هو الاتجاه الذي تبناه فرحات عباس الذي واصل نضاله خلال الحرب العالمية الثانية الذي أخذ اتجاها جديدا أملته المتغيرات على الساحتين الوطنية و الدولية ، و قد توج تنسيقه مع حزب الشعب الجزائري و مع جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بإصدار بيان الشعب الجزائري في فيفري 1943 ، و الذي برز فيه تخلي فرحات عباس عن فكرة الإدماج .
و في شهر مارس من سنة 1944 أسس جبهة " أحباب البيان و الحرية " بمدينة سطيف ضمت أعضاء من النواب و النخبة و جمعية العلماء و حزب الشعب و الطلبة و الكشافة ، و خلال وقت قصير انضم عدد كبير من الأتباع إلى حزب الأصدقاء حتى بلغ عددهم خمسة مائة ألف شخص . فكان عبارة عن جبهة مكونة من متحالفين أكثر منه حزبا سياسيا متماسك الايديولوجية و العضوية .
و كان هدف الحزب المعلن الدفاع عن المطالب التي نص عليها بيان فيفري 1943 و نشر أفكار جديدة بين الناس ، و استنكار النظام الاستعماري في الجزائر . أما وسائله فكانت مساعدة ضحايا القوانين الاستثنائية و الاضطهاد .
و بالموازاة مع الاتصالات التي كانت جارية بين قادة الحزب لمحاولة تنسيق الجهود و تكوين جبهة متحدة ، انطلقت موجة من الدعايات و الاجتماعات و المناشير تستهدف إعداد الرأي العام و خلق جو من الحماس لمطالب الحزب و غيرها و لاسيما منذ سنة 1945 . و في ذات الشهر انعقد بالجزائر مؤتمر لحزب الأصدقاء أسفر عن المطالبة بإلغاء نظام البلديات المختلطة و الحكم العسكري في الجنوب ، جعل اللغة العربية لغة رسمية. و تلا ذلك اجتماع آخر لأصدقاء البيان في مارس 1945 طالب فيه الحاضرون بإطلاق سراح مصالي الحاج و صوتوا على لائحة في صالح برلمان و حكومة جزائرية .
2- نشاطات مصالي الحاج :
يمكن أن نلخص الأوضاع التي كان عليها حزب الشعب الجزائري في هذه الفترة في النقاط التالية :
1- كان الحزب ينشط في السرية نتيجة لحله بموجب قرار إداري صدر بتاريخ 26 جويلية 1939.
2- كان معظم قادته و في مقدمتهم مصالي الحاج محبوسين بمقتضى أحكام تتراوح ما بين 16 و 3 سنوات ، صدر معظمها يوم 28 مارس 1941 .
3- فرضت طبيعة النضال السري و مقتضيات تلك المرحلة الصعبة ظهور قيادة جديدة من الشباب معظمهم من المثقفين ، في مقدمتهم الدكتور محمد الأمين دباغين.
4- تبلور النشاط السري خاصة في مجالين : التنظيمي حيث أعيدت هيكلة الحزب بكيفية تتلاءم مع الأوضاع الجديدة ، و الإعلامي الذي تميز بالكتابات الحائطية و حملات التوعية و التربية الدينية .
5- اطلاق سراح مصالي الحاج يوم 24 أفريل 1943 ووضعه في الاقامة الجبرية بالشلالة ، و من هناك صار يوجه نشاط الحزب المحظور رسميا ، كما قرر مصالي الحاج السماح لأعضاء لجنة شمال افريقيا للعمل الثوري المفصولين بالعودة إلى صفوف الحزب ، كما أنه قرر عدم إبقاء أي تنظيم خارج الإطار النظامي.
6- إن الحزب نتيجة كل هذه العوامل قد أصبح تنظيما سياسيا أكثر قدرة على تعبئة الجماهير و توعيتها ، و أكثر دقة في العمليات التي يقوم بها من أجل تجسيد إيديولوجيته على أرض الواقع.
7- استطاع الحزب بفضل مساعي تنظيماته المختلفة أن يجمع كمية معتبرة من الأسلحة و الذخيرة اشترى بعضها من جيوش الحلفاء ووصله بعضها الآخر عن طريق مناضليه و محبيه العاملين في صفوف الجيش الفرنسي.
8- استطاع الحزب بفضل تجربة مناضليه الواسعة ، أن يسيطر بكيفية شبه كلية على حركة أحباب البيان و الحرية ، و تمكن في ظرف قصير جدا من إدخال تغييرات جذرية على برنامجها السياسي.
9- إن فكرة الكفاح المسلح قد نضجت بما فيه الكفاية ، و وجد داخل الحزب تيار قوي من المناضلين الشباب الذين التحق معظمهم بالصفوف فقط في الفترة ما بين 1939-1944 ، لكنهم يرفضون تكتيك القيادة التي كان مصالي الحاج قد لجأ لمحاولة التقرب من باقي أطراف التيار الوطني ، و الذي جعل الحزب يتنازل عن هدف الانفصال عن فرنسا و يعوضه بالشعار " لا اندماج ، و لا انفصال ، و لكن ترشيد و تحرر "
التعليقات على الموضوع