مقاومة الحاج أحمد باي بقسنطينة ( 1830-1848)
1- مقاومة أحمد باي إثر احتلال الجزائر العاصمة :
كان الحاج أحمد باي من الأوائل الذين قاوموا الاستعمار الفرنسي ، باعتباره كان متواجدا بالجزائر العاصمة يوم نزول القوات الفرنسية بسيدي فرج ، حيث حضر مجلسا عسكريا قرب اسطاوالي شارك من خلاله في مناقشة طويلة بين أعضائه حول وسائل الدفاع ، غير أن رأي أحمد باي تعارض مع رأي قائد الجيش ابراهيم آغا ، الذي رفض الخطة الدفاعية الذكية التي اقترحها عليه .
شارك أحمد باي في المعارك الأولى في سيدي فرج و اسطاوالي ، و بعد سقوط العاصمة و وقوع الاحتلال انسحب من ساحة المعركة متجها الى عاصمة اقليم بايلكه ( قسنطينة) .
2- بداية مقاومة أحمد باي بشرق العاصمة :
بمجرد استقرار أحمد باي في مدينة قسنطينة اتخذ العديد من الاجراءات ليواجه بها الزحف الفرنسي الى اقليم الشرق نذكر منها :
• تخلصه من الجنود الإنكشاريين بعد الانقلاب الذي قاده هؤلاء ضده عندما كان في العاصمة .
• شرع في تكوين جيش عربي.
• عمل على تحصين عاصمته قسنطينة .
• قام ببناء ثكنات جديدة مستوعبا بها جنودا من الوطنيين الجزائريين .
3- مراحل مقاومته :
أ- المرحلة الأولى : 1830 -1837 : يمكن تلخيص أهم الأحداث المرتبطة بهذه المرحلة فيمايلي :
• محاولات أحمد باي العديدة لإقناع السلطان العثماني بالاعتراف به واليا على الجزائر ، و إمداده بمساعدات عسكرية يستعين بها على قتال الفرنسيين ، لكنه لم يحظ منه سوى بوعود و تشجيعات ، و ذلك خوفا من فرنسا التي لم يتردد سفيرها في اسطنبول في الاعلان أن بلاده ستعبر توجيه رتبة الباشا إلى باي قسنطينة بمثابة إعلان حرب عليها.
• حاولت فرنسا جاهدة أن تقضي على مقاومة الحاج أحمد باي ، فسعت إلى التفاوض معه عدة مرات ، لكنها كلها محاولات باءت بالفشل ، حيث كان أحمد باي يصر دائما على موقفه الرافض توقيع أي معاهدة استسلام مع العدو . و كانت أولى هذه المفاوضات مع الجينرال دي بورمون سنة 1830 ، تلتها المحاولة الفاشلة للجنرال كلوزال ، ثم محاولة الحاكم العام للجزائر " الدوق دي روفيقو " في 17 ديسمبر 1831 ، تلتها محاولة الجنرال " دامريمون "، كما حاول الماريشال فالي أن يتفاوض من جديد مع الباي أحمد .
• عرفت هذه الفترة غزو قسنطينة مرتين الأولى عام 1936 و انتصرت فيها قوات أحمد باي ، في حين كان الغزو الثاني لها عام 1837 و الذي انتهى بسقوط عاصمة بايلك الشرق .
• الغزو الفرنسي الأول لقسنطينة 1836 :
عندما تمكنت فرنسا من احتلال ميناء عنابة عام 1832 ، و يئست من ارغام أحمد باي على الاستسلام ، بدأت تهدده بالإطاحة به ، ثم قررت أن تستولي على عاصمته و تضع حدا لمقاومته . و من أجل ذلك جهزت حملة قوامها نحو 8700 رجل ، خرجت من عنابة يوم 8 نوفمبر 1836 بقيادة كلوزيل .
بلغت الحملة الفرنسية قسنطينة يوم 21 نوفمبر 1836 منهكة جراء الغارات التي استهدفتها على طول الطريق من قبل قوات أحمد باي التي كانت متربصة بالجيش الفرنسي خارج مدينة قسنطينة ، فضلا عن تهاطل الأمطار و الثلوج غير المعهودة في تلك الفترة من العام ، و التي عرقلت تقدمها .
ضربت القوات الفرنسية على قسنطينة حصار دام ثلاثة أيام ( 21-22-23 نوفمبر ) ، و في اليوم التالي رفع الغزاة حصارهم بعدما تكبدوا خسائر جسيمة و أوشكت ذخائرهم على النفاذ ، و انسحبوا الى عنابة منهزمين .
• الغزو الثاني لقسنطينة 1837 :
بعد إبرام الفرنسيين معاهدة التافنة مع الأمير عبد القادر ، تفرغوا مجددا لقتال أحمد باي ، فسيروا حملة كبيرة إلى قسنطينة بقيادة الحاكم العام " دامريمون " ضمت 20.400 رجل ، و مدفعية قوية بقيادة الجنرال فالي ( Valée ) ، و فرقة هندسة عالية التجهيز .
وصلت الحملة الفرنسية إلى قسنطينة يوم 5 أكتوبر 1837 و حاصرتها ، و أمطرت القوات أسوار المدينة بوابل لا يكاد ينقطع من القنابل ، مركزين على أجزاء من الأسوار الجنوبية الغربية . و من الثغرات التي أحدثتها الضربات في أسوار المدينة دخل الغزاة قسنطينة في 13 أكتوبر 1837 .
ب- المرحلة الثانية 1837-1848 : رغم ضياع عاصمة بايلك الشرق إلا أن الحاج أحمد باي أبى إلقاء السلاح و الاستسلام للعدو ، و من بين الأحداث التي ميزت هذه الفترة نذكر مايلي :
• تركزت جهود أحمد باي في هذه المرحلة على محاربة الفرنسيين و خصومه الجزائريين (فرحات بن سعيد الذي كان يحكم بسكرة ).
• ظل الحاج أحمد باي يقاوم باعتماده على حرب العصابات ، فكان يتنقل من قبيلة إلى أخرى ، و من الجبل إلى الصحراء ،في كل من بسكرة ، نواحي عين البيضاء ، النمامشة ، الأوراس و أولاد سلطان غربي باتنة الحضنة ... محاولا تعبئة القبائل لمواصلة الجهاد و مهاجما المراكز العسكرية الفرنسية إلى غاية صيف 1848.
• اصرار العدو على استسلام أحمد باي عن طريق التفاوض معه من جديد .
• انتهاء مقاومة الحاج أحمد باي للاحتلال الفرنسي سنة 1848 بعد أن دامت 18 سنة ، حيث حاصرته القوات الفرنسية المتخصصة في حرب الجبال بالتعاون مع عملائهم في معقله بجبل " أحمر خدو "(الأوراس ).
كان الحاج أحمد باي من الأوائل الذين قاوموا الاستعمار الفرنسي ، باعتباره كان متواجدا بالجزائر العاصمة يوم نزول القوات الفرنسية بسيدي فرج ، حيث حضر مجلسا عسكريا قرب اسطاوالي شارك من خلاله في مناقشة طويلة بين أعضائه حول وسائل الدفاع ، غير أن رأي أحمد باي تعارض مع رأي قائد الجيش ابراهيم آغا ، الذي رفض الخطة الدفاعية الذكية التي اقترحها عليه .
شارك أحمد باي في المعارك الأولى في سيدي فرج و اسطاوالي ، و بعد سقوط العاصمة و وقوع الاحتلال انسحب من ساحة المعركة متجها الى عاصمة اقليم بايلكه ( قسنطينة) .
2- بداية مقاومة أحمد باي بشرق العاصمة :
بمجرد استقرار أحمد باي في مدينة قسنطينة اتخذ العديد من الاجراءات ليواجه بها الزحف الفرنسي الى اقليم الشرق نذكر منها :
• تخلصه من الجنود الإنكشاريين بعد الانقلاب الذي قاده هؤلاء ضده عندما كان في العاصمة .
• شرع في تكوين جيش عربي.
• عمل على تحصين عاصمته قسنطينة .
• قام ببناء ثكنات جديدة مستوعبا بها جنودا من الوطنيين الجزائريين .
3- مراحل مقاومته :
أ- المرحلة الأولى : 1830 -1837 : يمكن تلخيص أهم الأحداث المرتبطة بهذه المرحلة فيمايلي :
• محاولات أحمد باي العديدة لإقناع السلطان العثماني بالاعتراف به واليا على الجزائر ، و إمداده بمساعدات عسكرية يستعين بها على قتال الفرنسيين ، لكنه لم يحظ منه سوى بوعود و تشجيعات ، و ذلك خوفا من فرنسا التي لم يتردد سفيرها في اسطنبول في الاعلان أن بلاده ستعبر توجيه رتبة الباشا إلى باي قسنطينة بمثابة إعلان حرب عليها.
• حاولت فرنسا جاهدة أن تقضي على مقاومة الحاج أحمد باي ، فسعت إلى التفاوض معه عدة مرات ، لكنها كلها محاولات باءت بالفشل ، حيث كان أحمد باي يصر دائما على موقفه الرافض توقيع أي معاهدة استسلام مع العدو . و كانت أولى هذه المفاوضات مع الجينرال دي بورمون سنة 1830 ، تلتها المحاولة الفاشلة للجنرال كلوزال ، ثم محاولة الحاكم العام للجزائر " الدوق دي روفيقو " في 17 ديسمبر 1831 ، تلتها محاولة الجنرال " دامريمون "، كما حاول الماريشال فالي أن يتفاوض من جديد مع الباي أحمد .
• عرفت هذه الفترة غزو قسنطينة مرتين الأولى عام 1936 و انتصرت فيها قوات أحمد باي ، في حين كان الغزو الثاني لها عام 1837 و الذي انتهى بسقوط عاصمة بايلك الشرق .
• الغزو الفرنسي الأول لقسنطينة 1836 :
عندما تمكنت فرنسا من احتلال ميناء عنابة عام 1832 ، و يئست من ارغام أحمد باي على الاستسلام ، بدأت تهدده بالإطاحة به ، ثم قررت أن تستولي على عاصمته و تضع حدا لمقاومته . و من أجل ذلك جهزت حملة قوامها نحو 8700 رجل ، خرجت من عنابة يوم 8 نوفمبر 1836 بقيادة كلوزيل .
بلغت الحملة الفرنسية قسنطينة يوم 21 نوفمبر 1836 منهكة جراء الغارات التي استهدفتها على طول الطريق من قبل قوات أحمد باي التي كانت متربصة بالجيش الفرنسي خارج مدينة قسنطينة ، فضلا عن تهاطل الأمطار و الثلوج غير المعهودة في تلك الفترة من العام ، و التي عرقلت تقدمها .
ضربت القوات الفرنسية على قسنطينة حصار دام ثلاثة أيام ( 21-22-23 نوفمبر ) ، و في اليوم التالي رفع الغزاة حصارهم بعدما تكبدوا خسائر جسيمة و أوشكت ذخائرهم على النفاذ ، و انسحبوا الى عنابة منهزمين .
• الغزو الثاني لقسنطينة 1837 :
بعد إبرام الفرنسيين معاهدة التافنة مع الأمير عبد القادر ، تفرغوا مجددا لقتال أحمد باي ، فسيروا حملة كبيرة إلى قسنطينة بقيادة الحاكم العام " دامريمون " ضمت 20.400 رجل ، و مدفعية قوية بقيادة الجنرال فالي ( Valée ) ، و فرقة هندسة عالية التجهيز .
وصلت الحملة الفرنسية إلى قسنطينة يوم 5 أكتوبر 1837 و حاصرتها ، و أمطرت القوات أسوار المدينة بوابل لا يكاد ينقطع من القنابل ، مركزين على أجزاء من الأسوار الجنوبية الغربية . و من الثغرات التي أحدثتها الضربات في أسوار المدينة دخل الغزاة قسنطينة في 13 أكتوبر 1837 .
ب- المرحلة الثانية 1837-1848 : رغم ضياع عاصمة بايلك الشرق إلا أن الحاج أحمد باي أبى إلقاء السلاح و الاستسلام للعدو ، و من بين الأحداث التي ميزت هذه الفترة نذكر مايلي :
• تركزت جهود أحمد باي في هذه المرحلة على محاربة الفرنسيين و خصومه الجزائريين (فرحات بن سعيد الذي كان يحكم بسكرة ).
• ظل الحاج أحمد باي يقاوم باعتماده على حرب العصابات ، فكان يتنقل من قبيلة إلى أخرى ، و من الجبل إلى الصحراء ،في كل من بسكرة ، نواحي عين البيضاء ، النمامشة ، الأوراس و أولاد سلطان غربي باتنة الحضنة ... محاولا تعبئة القبائل لمواصلة الجهاد و مهاجما المراكز العسكرية الفرنسية إلى غاية صيف 1848.
• اصرار العدو على استسلام أحمد باي عن طريق التفاوض معه من جديد .
• انتهاء مقاومة الحاج أحمد باي للاحتلال الفرنسي سنة 1848 بعد أن دامت 18 سنة ، حيث حاصرته القوات الفرنسية المتخصصة في حرب الجبال بالتعاون مع عملائهم في معقله بجبل " أحمر خدو "(الأوراس ).
• استسلام أحمد باي يوم 5 جوان 1848 بعد أن تقدم في السن ، و قل أنصاره و فقد موارده المالية ، و تكاثر المتآمرون عليه من الجزائريين وتم ترحيله الى العاصمة أين فرضت عليه الاقامة الجبرية الى أن توفي عام 1850 .
4- أسباب فشل مقاومة أحمد باي :
اجتمعت عدة عوامل ساهمت في إضعاف مقاومة أحمد باي ، نوجزها في النقاط التالية :
1- موت أو تخلي أحد قواده عنه و خلافه مع خاله بوعزيز الذي أصبح عميلا لفرنسا بعدما عينته في منصب شيخ العرب .
2- محاولة الامير عبد القادر مد نفوذه الى اقليم قسنطينة بتوجيه نداء إلى أعيانه و تعيين خلفاء له فيه.
3- غيرة باي تونس منه الذي كان يكيد له لدى القبائل المجاورة و لدى السلطان العثماني.
4- تحريض فرنسا عليه القبائل و خلق له الصعوبات أينما حل ، لأنها كانت ترى في وجوده بين العرب علامة خطر .
5- سلبية السلطان الذي كان الحاج أحمد يعتمد عليه حتى بعد سقوطه.
6- ارتكابه عدة أخطاء أهمها :محاباته لقرابته و أوليائه على حساب الصالح العام ، فمثلا انتزع مشيخة عرب الزيبان من فرحات بن سعيد ، و إسنادها إلى خاله بوعزيز بن قانة .
4- أسباب فشل مقاومة أحمد باي :
اجتمعت عدة عوامل ساهمت في إضعاف مقاومة أحمد باي ، نوجزها في النقاط التالية :
1- موت أو تخلي أحد قواده عنه و خلافه مع خاله بوعزيز الذي أصبح عميلا لفرنسا بعدما عينته في منصب شيخ العرب .
2- محاولة الامير عبد القادر مد نفوذه الى اقليم قسنطينة بتوجيه نداء إلى أعيانه و تعيين خلفاء له فيه.
3- غيرة باي تونس منه الذي كان يكيد له لدى القبائل المجاورة و لدى السلطان العثماني.
4- تحريض فرنسا عليه القبائل و خلق له الصعوبات أينما حل ، لأنها كانت ترى في وجوده بين العرب علامة خطر .
5- سلبية السلطان الذي كان الحاج أحمد يعتمد عليه حتى بعد سقوطه.
6- ارتكابه عدة أخطاء أهمها :محاباته لقرابته و أوليائه على حساب الصالح العام ، فمثلا انتزع مشيخة عرب الزيبان من فرحات بن سعيد ، و إسنادها إلى خاله بوعزيز بن قانة .
التعليقات على الموضوع