مقالة جدلية هل قواعد المنطق الصوري تعصم الذهن من الوقوع في الأخطاء والمغالطات؟
المشكلة الأولى: انطباق الفكر مع نفسه
المقالة الأولى: الجدل حول قواعد المنطق الصوري بين الوقوع في الأخطاء من صحتها
1- طرح المشكلة:يقول "أرسطو" :"الإنسان كائن عاقل"، وهذا معناه أنه يستخدم عقله لممارسة فن التفكير الصحيح القائم على مبادئ صادقة صدقا صوريا (عقليا)، لذلك فإن اتفاق الفكر مع نفسه هو مجال فكري يهتم به المنطق الصوري الذي يٌعرف بأنه :"علم دراسة قوانين الفكر الضرورية، والقواعد التي يجب عليه الإلتزام بها حتى لا يتناقض الفكر في أحكامه واستدلالاته، ولكي يفرق بين الصدق والكذب"، ولقد أثارت مشكلة "قيمة وأهمية المنطق الصوري" جدلا بين الفلاسفة والمفكرين، فهناك من يرى أن مبادئ المنطق الأرسطي كافية لعدم وقوع العقل في التناقضات (قيمته ايجابية)، ونقيضا لذلك هناك من يؤكد أن قواعد المنطق الصوري لا تعصم الذهن من الوقوع في المغالطات (قيمته سلبية)، ومنه نطرح المشكلة ونقول:
إلى أي مدى يمكن القول أن مبادئ وقواعد المنطق الصوري تعصم العقل من الوقوع في المغالطات؟ وبصيغة أخرى: هل اتفاق الفكر مع نفسه شرط كاف لعدم وقوع العقل في الأخطاء والتناقضات؟
2- محاولة حل المشكلة: يؤكد أنصار الموقف الأول وهم مناصري المنطق الصوري أمثال (أرسطو – أبو حامد الغزالي – ليبنتز - كانط) أن مبادئ وقواعد المنطق الصوري تعصم الذهن من الوقوع في الأخطاء والتناقضات، بمعنى أن المنطق الأرسطي له قيمة ايجابية، فمن خلاله يمكن التمييز بين الصواب والخطأ، وتجنب المغالطات، ومن هنا أعتٌبر المنطق عند "أرسطو" :"مقدمة للعلوم تساعد على التفكير السليم".
كما أن مبادئ العقل هدفها تنظيم تفكير العقل الإنساني لإبعاده عن التناقض والأخطاء والعشوائية، لهذا يقول "ليبنتز" :"إنها ضرورية [أي مبادئ الفكر] للتفكير كضرورة العضلات والأوتار العصبية للمشي".
فالمنطق يمتاز بدقة عقلية، وتنظيم محكم في بناء الاستدلال، خاصة الأشكال القياسية، وفحص المقدمات، والابتعاد عن الميول والأهواء التي تشوش أحكام العقل، ويقول في هذا السياق "أبو حامد الغزالي" :"من لا يعرف المنطق لا يوثق في علمه"، مما يعني أن المنطق شرط كاف لعدم الوقوع في الأخطاء، وضمان العصمة من الخطأ في التفكير، وصحة البراهين دائما، وهذا ما جعل الفيلسوف الألماني "كانط" يقول :"إن المنطق ولد تاما مع أرسطو".
إذن، فانطباق الفكر مع نفسه شرط كاف لضمان اتفاق العقول من جهة، وعدم وقوع الذهن في الأخطاء والتناقضات من جهة أخرى.
صحيح نسبيا ما أكده أنصار الموقف الأول، لكن يبقى المنطق الصوري اجتهاد بشري يعتريه النقص، ولا يرقى إلى الكمال والانتهاء مهما كان فيه من إبداع أرسطي، وإذا كان المنطق الأرسطي "تاما وكاملا" كما اعتقد "كانط"، لماذا ظهر المنطق الرمزي، والمنطق المتعدد القيم، والمنطق الجدلي...الخ؟ وهذا يعني أن منطق "أرسطو" يحتوي على عيوب ونقائص وسلبيات ومؤاخذات، كما أن المنطق الصوري لا يٌساير واقع الأحداث المتغير، بل إنه بعيد عن الواقع المادي – الطبيعي خاصة – ، فمثلا القضية التالية :"من جدّ وجد ومن زرع حصد" صحيحة وصادقة في الفكر، لكنها قد لا تتحقق على أرض الواقع، وهذا ما أكده "ابن خلدون" بقوله :"تطابق الفكر مع نفسه قد يؤدي إلى نتائج تتنافى [أي تتناقض] مع الواقع".
وعلى النقيض يؤكد أنصار الموقف الثاني وهم معارضي المنطق الأرسطي أمثال (فرنسيس بيكون – ديكارت – غوبلو – جون ستيوارت مل) أن قواعد المنطق الصوري لا تعصم الذهن من الوقوع في الأخطاء والتناقضات، أي أن منطق "أرسطو" له قيمة سلبية، فالمنطق الأرسطي يٌعدّ منطقا شكليا (صوريا) يدرس التفكير فقط، لأنه مرتبط أكثر بالميتافيزيقا، لذلك لم يهتم بمادة الفكر، والمتمثلة في الواقع وما يحتويه من ظواهر طبيعية، كما أن قواعده فكرية ثابتة عرقلت تطور البحث العلمي لمدة عشرين قرنا (4 ق م – 16 م)، بل إنه منطق ثنائي قائم على قيمتي الصدق والكذب فقط، أي أن قضاياه إما صادقة أو كاذبة، أضف إلى ذلك أنه منطق اعتمد على لغة الألفاظ والكلمات (اللغة الطبيعية) التي لها عدة معاني، وهذا ما يؤدي إلى الخطأ في النتائج أحيانا، أي أنه لم يعتمد على اللغة الرمزية الرياضية، وهذا ما أكده "ديكارت" بقوله :"القياس الصوري عقيم وغير منتج لأنه لا يستخدم الرموز الرياضية".
على هذا الأساس يمكن القول أن المنطق الأرسطي عقيم، ولا يصل بالفكر إلى نتائج جديدة خاصة في نظرية القياس، أي أنه يعتبر مصادرة على المطلوب، ويقول في هذا الشأن "غوبلو" :"المنطق الصوري تحصيل حاصل، أي عقيم وغير منتج".
إذن، فالمنطق الصوري لا يضمن إطلاقا إتفاق العقول.
رغم الانتقادات الموجهة لمنطق "أرسطو" وما كشفته من عيوب ونقائص، إلا أنه لا يمكن للعقول البشرية أن تنكر ما للمنطق الصوري من أهمية وقيمة ايجابية، فهو يلعب دورا مهما في تدريب وتنمية الفكر، لأنه يهدف إلى وضع مختلف القواعد التي يستند إليها العقل في بناء تصوراته وأحكامه وبراهينه، بل إننا نفكر بمبادئ وقواعد المنطق الصوري من استدلالات وأشكال قياسية...الخ، وليس لنا منطق فكري آخر نفكر به، ومتى كان للمنطق الأرسطي قيمة سلبية، وهو يعد القاعدة الرئيسية لأنواع المنطق الأخرى التي ظهرت بعده؟، هذه الأخيرة لم تعرف التأسيس إلا بعد كشفها لعيوب المنطق الصوري.
وتركيبا لهذا الجدل الفلسفي بين الموقفين، فإن المنطق الصوري له قيمتين، الأولى ايجابية ما دام يعصم الذهن من الوقوع في الأخطاء والمغالطات، ويؤدي إلى التفكير الصحيح والسليم، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، له قيمة سلبية لأننا حتى وإن طبقنا قواعد المنطق الأرسطي سنقع في الأخطاء، فالإلمام بآليات وقواعد المنطق لا يمنع الفكر من الوقوع في المغالطات والتناقضات.
ومن وجهة نظري الشخصية، فإن المنطق الصوري بقواعده ومبادئه يعصم العقل من الوقوع في المغالطات والتناقضات، ويضمن اتفاق جميع العقول، ودليلي على ذلك أن عملية الاستدلال والبرهنة تمثل انتقال الفكر من العام إلى الخاص (من الكل إلى الجزء)، وهذا هو المنهج الاستنتاجي، فمثلا القياس التالي يٌبيّن صحة البرهنة:
كل الألمان أذكياء.
ماكس بلانك ألماني.
إذن، ماكس بلانك ذكي.
على هذا الأساس يٌعدّ المنطق الأرسطي علما عقليا لأنه حدد للفكر مجموعة من المبادئ والقواعد التي يجب عليه الالتزام بها أثناء التفكير، وخاصة مبدأ عدم التناقض، بحيث لا يمكن للعقل أن يثبت وينفي في نفس الوقت، أي لا يمكن القول أن القضية "المجتمعات تقدمت لأنها تٌقدّس العمل" صادقة وكاذبة معا، فهذا تناقض لا يقبله العقل.
3 - حل المشكلة: مما سبق تحليله نستنتج أن انطباق الفكر مع نفسه (المنطق الصوري) القائم على قواعد فكرية صارمة يمنع العقل من الوقوع في التناقضات شريطة أن يتم توظيفها في عملية التفكير، كما أنه من الممكن الوقوع في الأخطاء نظرا للحتميات المختلفة التي تؤثر على تفكير الفرد، ومع ذلك فقد حاول التأسيس لنظرية معرفية تعبّر عن كيفية توجيه العقل نحو الصواب أثناء التفكير المنطقي بحيث لا يتناقض مع نفسه أثناء بناء تصوراته وأحكامه واستدلالته، ويقول في هذا السياق عالم الرياضيات الفرنسي "هنري بوانكاري" :"إننا...نبرهن بالمنطق".
ورغم الانتقادات التي تعرّض لها منطق "أرسطو" إلا أنه يبقى ذو قيمة ايجابية، لأنه وضع للعقل "مخطط للتفكير"، وما وقوع الذهن في الأخطاء والمغالطات إلا وسببه توظيف قواعد المنطق وآلياته بطريقة خاطئة، وليس سببه قواعد المنطق في حد ذاتها، ومن يعتقد أنه يفكر بخلاف القواعد المنطقية، فتفكيره خاطئ وسلبي، بل إنه لا يعرف ما التفكير؟ وما هو فن التفكير؟
تحميل مقالة برابط مباشر :
المقالة الأولى: الجدل حول قواعد المنطق الصوري بين الوقوع في الأخطاء من صحتها
طريقة معالجة السؤال: جدلية
1- طرح المشكلة:يقول "أرسطو" :"الإنسان كائن عاقل"، وهذا معناه أنه يستخدم عقله لممارسة فن التفكير الصحيح القائم على مبادئ صادقة صدقا صوريا (عقليا)، لذلك فإن اتفاق الفكر مع نفسه هو مجال فكري يهتم به المنطق الصوري الذي يٌعرف بأنه :"علم دراسة قوانين الفكر الضرورية، والقواعد التي يجب عليه الإلتزام بها حتى لا يتناقض الفكر في أحكامه واستدلالاته، ولكي يفرق بين الصدق والكذب"، ولقد أثارت مشكلة "قيمة وأهمية المنطق الصوري" جدلا بين الفلاسفة والمفكرين، فهناك من يرى أن مبادئ المنطق الأرسطي كافية لعدم وقوع العقل في التناقضات (قيمته ايجابية)، ونقيضا لذلك هناك من يؤكد أن قواعد المنطق الصوري لا تعصم الذهن من الوقوع في المغالطات (قيمته سلبية)، ومنه نطرح المشكلة ونقول:
إلى أي مدى يمكن القول أن مبادئ وقواعد المنطق الصوري تعصم العقل من الوقوع في المغالطات؟ وبصيغة أخرى: هل اتفاق الفكر مع نفسه شرط كاف لعدم وقوع العقل في الأخطاء والتناقضات؟
2- محاولة حل المشكلة: يؤكد أنصار الموقف الأول وهم مناصري المنطق الصوري أمثال (أرسطو – أبو حامد الغزالي – ليبنتز - كانط) أن مبادئ وقواعد المنطق الصوري تعصم الذهن من الوقوع في الأخطاء والتناقضات، بمعنى أن المنطق الأرسطي له قيمة ايجابية، فمن خلاله يمكن التمييز بين الصواب والخطأ، وتجنب المغالطات، ومن هنا أعتٌبر المنطق عند "أرسطو" :"مقدمة للعلوم تساعد على التفكير السليم".
كما أن مبادئ العقل هدفها تنظيم تفكير العقل الإنساني لإبعاده عن التناقض والأخطاء والعشوائية، لهذا يقول "ليبنتز" :"إنها ضرورية [أي مبادئ الفكر] للتفكير كضرورة العضلات والأوتار العصبية للمشي".
فالمنطق يمتاز بدقة عقلية، وتنظيم محكم في بناء الاستدلال، خاصة الأشكال القياسية، وفحص المقدمات، والابتعاد عن الميول والأهواء التي تشوش أحكام العقل، ويقول في هذا السياق "أبو حامد الغزالي" :"من لا يعرف المنطق لا يوثق في علمه"، مما يعني أن المنطق شرط كاف لعدم الوقوع في الأخطاء، وضمان العصمة من الخطأ في التفكير، وصحة البراهين دائما، وهذا ما جعل الفيلسوف الألماني "كانط" يقول :"إن المنطق ولد تاما مع أرسطو".
إذن، فانطباق الفكر مع نفسه شرط كاف لضمان اتفاق العقول من جهة، وعدم وقوع الذهن في الأخطاء والتناقضات من جهة أخرى.
صحيح نسبيا ما أكده أنصار الموقف الأول، لكن يبقى المنطق الصوري اجتهاد بشري يعتريه النقص، ولا يرقى إلى الكمال والانتهاء مهما كان فيه من إبداع أرسطي، وإذا كان المنطق الأرسطي "تاما وكاملا" كما اعتقد "كانط"، لماذا ظهر المنطق الرمزي، والمنطق المتعدد القيم، والمنطق الجدلي...الخ؟ وهذا يعني أن منطق "أرسطو" يحتوي على عيوب ونقائص وسلبيات ومؤاخذات، كما أن المنطق الصوري لا يٌساير واقع الأحداث المتغير، بل إنه بعيد عن الواقع المادي – الطبيعي خاصة – ، فمثلا القضية التالية :"من جدّ وجد ومن زرع حصد" صحيحة وصادقة في الفكر، لكنها قد لا تتحقق على أرض الواقع، وهذا ما أكده "ابن خلدون" بقوله :"تطابق الفكر مع نفسه قد يؤدي إلى نتائج تتنافى [أي تتناقض] مع الواقع".
وعلى النقيض يؤكد أنصار الموقف الثاني وهم معارضي المنطق الأرسطي أمثال (فرنسيس بيكون – ديكارت – غوبلو – جون ستيوارت مل) أن قواعد المنطق الصوري لا تعصم الذهن من الوقوع في الأخطاء والتناقضات، أي أن منطق "أرسطو" له قيمة سلبية، فالمنطق الأرسطي يٌعدّ منطقا شكليا (صوريا) يدرس التفكير فقط، لأنه مرتبط أكثر بالميتافيزيقا، لذلك لم يهتم بمادة الفكر، والمتمثلة في الواقع وما يحتويه من ظواهر طبيعية، كما أن قواعده فكرية ثابتة عرقلت تطور البحث العلمي لمدة عشرين قرنا (4 ق م – 16 م)، بل إنه منطق ثنائي قائم على قيمتي الصدق والكذب فقط، أي أن قضاياه إما صادقة أو كاذبة، أضف إلى ذلك أنه منطق اعتمد على لغة الألفاظ والكلمات (اللغة الطبيعية) التي لها عدة معاني، وهذا ما يؤدي إلى الخطأ في النتائج أحيانا، أي أنه لم يعتمد على اللغة الرمزية الرياضية، وهذا ما أكده "ديكارت" بقوله :"القياس الصوري عقيم وغير منتج لأنه لا يستخدم الرموز الرياضية".
على هذا الأساس يمكن القول أن المنطق الأرسطي عقيم، ولا يصل بالفكر إلى نتائج جديدة خاصة في نظرية القياس، أي أنه يعتبر مصادرة على المطلوب، ويقول في هذا الشأن "غوبلو" :"المنطق الصوري تحصيل حاصل، أي عقيم وغير منتج".
إذن، فالمنطق الصوري لا يضمن إطلاقا إتفاق العقول.
رغم الانتقادات الموجهة لمنطق "أرسطو" وما كشفته من عيوب ونقائص، إلا أنه لا يمكن للعقول البشرية أن تنكر ما للمنطق الصوري من أهمية وقيمة ايجابية، فهو يلعب دورا مهما في تدريب وتنمية الفكر، لأنه يهدف إلى وضع مختلف القواعد التي يستند إليها العقل في بناء تصوراته وأحكامه وبراهينه، بل إننا نفكر بمبادئ وقواعد المنطق الصوري من استدلالات وأشكال قياسية...الخ، وليس لنا منطق فكري آخر نفكر به، ومتى كان للمنطق الأرسطي قيمة سلبية، وهو يعد القاعدة الرئيسية لأنواع المنطق الأخرى التي ظهرت بعده؟، هذه الأخيرة لم تعرف التأسيس إلا بعد كشفها لعيوب المنطق الصوري.
وتركيبا لهذا الجدل الفلسفي بين الموقفين، فإن المنطق الصوري له قيمتين، الأولى ايجابية ما دام يعصم الذهن من الوقوع في الأخطاء والمغالطات، ويؤدي إلى التفكير الصحيح والسليم، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، له قيمة سلبية لأننا حتى وإن طبقنا قواعد المنطق الأرسطي سنقع في الأخطاء، فالإلمام بآليات وقواعد المنطق لا يمنع الفكر من الوقوع في المغالطات والتناقضات.
ومن وجهة نظري الشخصية، فإن المنطق الصوري بقواعده ومبادئه يعصم العقل من الوقوع في المغالطات والتناقضات، ويضمن اتفاق جميع العقول، ودليلي على ذلك أن عملية الاستدلال والبرهنة تمثل انتقال الفكر من العام إلى الخاص (من الكل إلى الجزء)، وهذا هو المنهج الاستنتاجي، فمثلا القياس التالي يٌبيّن صحة البرهنة:
كل الألمان أذكياء.
ماكس بلانك ألماني.
إذن، ماكس بلانك ذكي.
على هذا الأساس يٌعدّ المنطق الأرسطي علما عقليا لأنه حدد للفكر مجموعة من المبادئ والقواعد التي يجب عليه الالتزام بها أثناء التفكير، وخاصة مبدأ عدم التناقض، بحيث لا يمكن للعقل أن يثبت وينفي في نفس الوقت، أي لا يمكن القول أن القضية "المجتمعات تقدمت لأنها تٌقدّس العمل" صادقة وكاذبة معا، فهذا تناقض لا يقبله العقل.
3 - حل المشكلة: مما سبق تحليله نستنتج أن انطباق الفكر مع نفسه (المنطق الصوري) القائم على قواعد فكرية صارمة يمنع العقل من الوقوع في التناقضات شريطة أن يتم توظيفها في عملية التفكير، كما أنه من الممكن الوقوع في الأخطاء نظرا للحتميات المختلفة التي تؤثر على تفكير الفرد، ومع ذلك فقد حاول التأسيس لنظرية معرفية تعبّر عن كيفية توجيه العقل نحو الصواب أثناء التفكير المنطقي بحيث لا يتناقض مع نفسه أثناء بناء تصوراته وأحكامه واستدلالته، ويقول في هذا السياق عالم الرياضيات الفرنسي "هنري بوانكاري" :"إننا...نبرهن بالمنطق".
ورغم الانتقادات التي تعرّض لها منطق "أرسطو" إلا أنه يبقى ذو قيمة ايجابية، لأنه وضع للعقل "مخطط للتفكير"، وما وقوع الذهن في الأخطاء والمغالطات إلا وسببه توظيف قواعد المنطق وآلياته بطريقة خاطئة، وليس سببه قواعد المنطق في حد ذاتها، ومن يعتقد أنه يفكر بخلاف القواعد المنطقية، فتفكيره خاطئ وسلبي، بل إنه لا يعرف ما التفكير؟ وما هو فن التفكير؟
شكرا لكم و جزاكم الله خيراً
ردحذفشكرا
ردحذفجكرا جزيلا.. وجزاكم آلله ❣️
ردحذفشكرا الله يجازيكم خيرا
ردحذفشكرا والله يجازيكم خيرا 😊😊
ردحذفشكرا جزيلا على المقالات
ردحذف