مفهوم البيئة PDF
أدى الاستخدام المكثف لمصطلح "البيئة" على كافة المستويات، و في كل مجاالت المعرفة إلى اكتسابه
لمفاهيم متعددة بتعدد العلوم الانسانية، و مختلفة باختالف مضامينها و غاياتها، كما ساهم من ناحية
أخرى في جعل مفهوم البيئة من أكثر المفاهيم العلمية تعقيدا و أقلها فهما لتداخله مع كافة العلوم الانسانية، االمر الذي نتج عنه بروز البيئة الاجتماعية، و البيئة الجغرافية، و البيئة الاقتصادية ، و البيئة
التسويقية، و البيئة الحضارية، و البيئة الثقافية، و البيئة النفسية.
أوال_التعريف اللغوي للبيئة: يرجع االصل اللغوي لكلمة "البيئة " في اللغة العربية إلى الجذر " بوأ" و الذي أخذ منه الفعل الماضي : "بوأ" أي حل و نزل و أقام ، و االسم عن هذا الفعل هو البيئة، و قد ورد في لسان العرب : باء الشيئ يبوء بوءا و تبوءا فيقال بوأ الرمح نحوه أي سدده من ناحيته و قابله به.1
من خلال ما سبق ذكره، يتضح أن البيئة هي: النزول و الحلول من المكان ، و يمكن أن تطلق مجازا على المكان الذي يتخذه الانسان مستقرا لنزله و حلوله أي على كل من : المنزل ، الموطن ، المكان ، أي يرجع إليه فيتخذ فيه منزله و عيشه، أي ذلك الجزء من المجتمع المدني الذي يجد فيه الكائن الحي مكانا مالئما للعيش و الاقامة .
ثانيا_ـالمفهوم الاصطلاحي للبيئة: تباين الباحثون في وضع مفهوم متفق عليه لمصطلح " البيئة"، فكل باحث ينظر إليه من زاوية تخصصه، العتبارات توعز الى االهتمام العلمي المتعدد و المتباين للبيئة و الذي ينظر إليها من زاويتين: الاولى يعنى بها العلماء المتخصصون في شؤو ن البيئة، و الثانية: هي الزاوية القانونية المتمثلة في تحديد مفهومها القانوني.
1_المفهوم العلمي للبيئة: لم يتردد العلماء في إفراد علم مستقل للبيئة ينصرف إلى دراسة النباتات و الحيوانات و الناس فيما بينهم من جانب، و ما يحيط بهذه الكائنات من جانب آخر، و يسمى هذا العلم ب "علم البيئة"، و يعرف بأنه :" العلم الذي يبحث في عالقة العوامل الحية – من حيوانات و نباتات و كائنات دقيقة- مع بعضها البعض و مع العوامل غير الحية المحيطة بها."
و مصطلح علم البيئة " ECOLOGY "مشتق من المصطلح اليوناني " OKAS " بمعنى بيت أو منزل، و " LOGOS "بمعنى علم، أي أن علم البيئة هو العلم الذي يهتم بالكائن الحي في منزله والمقصود بالبيت هنا البيئة2. و يعتبر عالم البيولوجيا الالماني أرنست هيجل HEACKEL أول من استخدم مصطلح " ecology " للدلالة على علم الايكولوجي الذي يعتبر فرعا من فروع علم البيئة.3
و استخدم العلماء المسلمين كلمة" البيئة " إستخداما إصطلاحيا منذ القرن الثالث هجري، و يعتبر ابن عبد ربه صاحب العقد الفريد أول من استخدم مصطلح البيئة في كتابه" الجمانة " للتدليل على الوسط الطبيعي، الجغرافي و المكاني و الاحيائي الذي يعيش فيه الكائن الحي عموما بما في ذلك الانسان، وللاشارة أيضا إلى المناخ الاجتماعي و السياسي و الاخالقي و الفكري المحيط بالانسان.3
و في علم الطبيعة تعني ذلك الفرع من علم الحياة " البيولوجي" الذي يختص بدراسة العالقة بين الكائنات الحية من جانب، و العالقة بينها و بين الوسط البيئي الذي تعيش فيه من جانب آخر.4
أما تعريف البيئة في علم الاحياء فقد تجاذبه مفهومين متكاملين، يعنى الاول بالبيئة الحيوية، و التي يمكن تعريفها على النحو الاتي:" هي كل ما يختص لا بحياة الانسان نفسه من تكاثر و وراثة فحسب، بل تشمل أيضا عالقة الانسان بالمخلوقات الحية، الحيوانية و النباتية التي تعيش معه في صعيد واحد".
و أما ثانيهما فهي البيئة الطبيعية و الفيزيقية المشتملة على موارد المياه و الفضالت و التخلص منها، و الحشرات و تربة الارض، و المساكن و الجو و نقاوته أو تلوثه، و الطقس و غير ذلك من الخصائص الطبيعية للوسط.5
و أما البيئة في علم الجيولوجيا فتعرف بأنها:" كل الظروف الفيزيقية و الكيميائية و البيولوجية و كذلك القوى و المؤ ثرات الارضية التي تؤدي إلى ترسيب صخر ما في إقليم جغرافي معين".
من خلال ما سبق يتضح أن الاتجاه العلمي في تحديد مفهوم البيئة قد أخذ بعين الاعتبار جميع الكائنات الحية و الاجزاء غير الحية من العالم 6، و هو بهذا إستند على فكرة مؤداها الاخذ بعين الاعتبار الظروف و العوامل الطبيعية و الفيزيائية و الحيوية التي تسود المحيط،أو الوسط ، و تجعله صالحا لحياة الكائنات الحية أيا كانت سواء إنسان أو حيوان أو نبات .7
و مصطلح "البيئة" من المصطلحات التي لها صلة بجميع فروع المعرفة، ميزته الاساسية التدخل النسبي في مختلف العلوم، إذ اليقتصر إستعماله على علم أو مجال محدد بذاته، و هو ما جعل تحديد المفهوم القانوني للبيئة غاية في الصعوبة، و الذي سنحاول الكشف عنه من خلال التطرق للتعريف القانوني للبيئة و ما قد يعترضه من إشكالات يمكن أن تحول دون التوصل إلى تحديد معالمه بصفة مستقلة.
أوال_التعريف اللغوي للبيئة: يرجع االصل اللغوي لكلمة "البيئة " في اللغة العربية إلى الجذر " بوأ" و الذي أخذ منه الفعل الماضي : "بوأ" أي حل و نزل و أقام ، و االسم عن هذا الفعل هو البيئة، و قد ورد في لسان العرب : باء الشيئ يبوء بوءا و تبوءا فيقال بوأ الرمح نحوه أي سدده من ناحيته و قابله به.1
من خلال ما سبق ذكره، يتضح أن البيئة هي: النزول و الحلول من المكان ، و يمكن أن تطلق مجازا على المكان الذي يتخذه الانسان مستقرا لنزله و حلوله أي على كل من : المنزل ، الموطن ، المكان ، أي يرجع إليه فيتخذ فيه منزله و عيشه، أي ذلك الجزء من المجتمع المدني الذي يجد فيه الكائن الحي مكانا مالئما للعيش و الاقامة .
ثانيا_ـالمفهوم الاصطلاحي للبيئة: تباين الباحثون في وضع مفهوم متفق عليه لمصطلح " البيئة"، فكل باحث ينظر إليه من زاوية تخصصه، العتبارات توعز الى االهتمام العلمي المتعدد و المتباين للبيئة و الذي ينظر إليها من زاويتين: الاولى يعنى بها العلماء المتخصصون في شؤو ن البيئة، و الثانية: هي الزاوية القانونية المتمثلة في تحديد مفهومها القانوني.
1_المفهوم العلمي للبيئة: لم يتردد العلماء في إفراد علم مستقل للبيئة ينصرف إلى دراسة النباتات و الحيوانات و الناس فيما بينهم من جانب، و ما يحيط بهذه الكائنات من جانب آخر، و يسمى هذا العلم ب "علم البيئة"، و يعرف بأنه :" العلم الذي يبحث في عالقة العوامل الحية – من حيوانات و نباتات و كائنات دقيقة- مع بعضها البعض و مع العوامل غير الحية المحيطة بها."
و مصطلح علم البيئة " ECOLOGY "مشتق من المصطلح اليوناني " OKAS " بمعنى بيت أو منزل، و " LOGOS "بمعنى علم، أي أن علم البيئة هو العلم الذي يهتم بالكائن الحي في منزله والمقصود بالبيت هنا البيئة2. و يعتبر عالم البيولوجيا الالماني أرنست هيجل HEACKEL أول من استخدم مصطلح " ecology " للدلالة على علم الايكولوجي الذي يعتبر فرعا من فروع علم البيئة.3
و استخدم العلماء المسلمين كلمة" البيئة " إستخداما إصطلاحيا منذ القرن الثالث هجري، و يعتبر ابن عبد ربه صاحب العقد الفريد أول من استخدم مصطلح البيئة في كتابه" الجمانة " للتدليل على الوسط الطبيعي، الجغرافي و المكاني و الاحيائي الذي يعيش فيه الكائن الحي عموما بما في ذلك الانسان، وللاشارة أيضا إلى المناخ الاجتماعي و السياسي و الاخالقي و الفكري المحيط بالانسان.3
و في علم الطبيعة تعني ذلك الفرع من علم الحياة " البيولوجي" الذي يختص بدراسة العالقة بين الكائنات الحية من جانب، و العالقة بينها و بين الوسط البيئي الذي تعيش فيه من جانب آخر.4
أما تعريف البيئة في علم الاحياء فقد تجاذبه مفهومين متكاملين، يعنى الاول بالبيئة الحيوية، و التي يمكن تعريفها على النحو الاتي:" هي كل ما يختص لا بحياة الانسان نفسه من تكاثر و وراثة فحسب، بل تشمل أيضا عالقة الانسان بالمخلوقات الحية، الحيوانية و النباتية التي تعيش معه في صعيد واحد".
و أما ثانيهما فهي البيئة الطبيعية و الفيزيقية المشتملة على موارد المياه و الفضالت و التخلص منها، و الحشرات و تربة الارض، و المساكن و الجو و نقاوته أو تلوثه، و الطقس و غير ذلك من الخصائص الطبيعية للوسط.5
و أما البيئة في علم الجيولوجيا فتعرف بأنها:" كل الظروف الفيزيقية و الكيميائية و البيولوجية و كذلك القوى و المؤ ثرات الارضية التي تؤدي إلى ترسيب صخر ما في إقليم جغرافي معين".
من خلال ما سبق يتضح أن الاتجاه العلمي في تحديد مفهوم البيئة قد أخذ بعين الاعتبار جميع الكائنات الحية و الاجزاء غير الحية من العالم 6، و هو بهذا إستند على فكرة مؤداها الاخذ بعين الاعتبار الظروف و العوامل الطبيعية و الفيزيائية و الحيوية التي تسود المحيط،أو الوسط ، و تجعله صالحا لحياة الكائنات الحية أيا كانت سواء إنسان أو حيوان أو نبات .7
و مصطلح "البيئة" من المصطلحات التي لها صلة بجميع فروع المعرفة، ميزته الاساسية التدخل النسبي في مختلف العلوم، إذ اليقتصر إستعماله على علم أو مجال محدد بذاته، و هو ما جعل تحديد المفهوم القانوني للبيئة غاية في الصعوبة، و الذي سنحاول الكشف عنه من خلال التطرق للتعريف القانوني للبيئة و ما قد يعترضه من إشكالات يمكن أن تحول دون التوصل إلى تحديد معالمه بصفة مستقلة.
اقرا أيضا: المفهوم القانوني للبيئة PDF
تهميش
- جمال الدين ابن منظور ، لسان العرب ، ج 1 ،ط3 ،دار المعارف ، القاهرة ، مصر، دون سنة نشر، ص.328.
- أيمن سليمان مزاهرة و علي فاتح الشوابكة، البييئة و المجتمع، ، ط 1 ، دار الشروق، عمان ، الاردن، 2003 ،ص.17.
- علم الايكولوجيا يبحث في عالقة الكائنات الحية مع بعضها البعض و مع المحيط أو الوسط الذي تعيش فيه، أما علم البيئة فيبحث في المحيط الذي تعيش فيه هذه الكائنات .
- محمد عبد القادر الفقي، البيئة مشاكلها و حمايتها من التلوث، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، مصر، 1999 ،ـص 9.
- ابراهيم سليمان عيسى، تلوث البيئة أهم قضايا العصر، المشكلة و الحل ، ط 2 ،دار الكتاب الحديث، القاهرة، مصر، 2000 ،ص.17 .
- أحمد عبد الكريم سالمة ، قانون حماية البيئة (دراسة تأصيلية في الانظمة الوطنية و الاتفاقية) ، ط1 ،النشر العلمي و المطابع، جامعة الملك سعود، السعودية، ، 1997 ،ص. 50.
- خالد خليل الطاهر، قانون حماية البيئة في األردن، دراسة مقارنة، ط 1 ، ،بدون ناشر، 1999 ، ص.9
التعليقات على الموضوع