مقالة المقارنة ما الذي يميز الرياضيات عن العلوم التجريبية؟ هل الاختلاف بين الرياضيات والعلوم التجريبية ينفي وجود علاقة بينهما؟
ما الذي يميز الرياضيات عن العلوم التجريبية؟ هل الاختلاف بين الرياضيات والعلوم التجريبية ينفي وجود علاقة بينهما؟
ما الذي يميز الاستدلال الرياضي عن الاستدلال التجريبي؟
المقارنة بين الرياضيات و العلوم التجريبية
ما الذي يميز الحقيقة الرياضية عن الحقيقة التجريبية ؟
قارن بين المعرفة الرياضية والمعرفة التجريبية
I - المقدمــة (طرح المشكلة) الرياضيات هي ذلك العلم الذي يهتم بدراسة المقادير القابلة للقياس، والمقدار يسمى كما. والكم نجد منه المتصل، ومجاله الهندسة كما نجد منه المنفصل ومجاله الحساب. لكن المشكل ليس مرتبطا بالمفهوم، إنما في علاقتها بالعلوم التجريبية، انطلاقا من أنه قد شاع الزعم بالتباين التام بينهما، إلا أن الواقع يقدم تفسيرا مغايرا. لذا فما نقاط الاختلاف المسجلة بين الحدين؟ ما هي نقاط التشابه والتداخل القائمة بينهما؟ بل ما طبيعة العلاقة القائمة بين الرياضيات والعلوم التجريبية؟.
II - التوسيـع ( محاولة حل المشكلة)
- أوجـه الاختلاف:إن الدراسة النقدية لكل من الحدين تقودنا إلى تسجيل نقاط اختلاف جوهرية، كون الرياضيات هي العلم العقلي المجرد، الذي يهتم بدراسة الكم. بينما العلوم فهي تلك المعرفة المحققة بالتجريب. موضوع الرياضيات هو المقادير القابلة للقياس "الأشكال الهندسية والأرقام"، بينما تدرس العلوم الطبيعية الظواهر الطبيعية المحسوسة، فالفيزياء مثلا تدرس التغيرات التي تطرأ على الأجسام الطبيعية، كالحرارة والكهرباء، والضوء، والمغناطيس، بينما تدرس البيولوجيا المواد الحية وظواهرها الفيزيولوجية الحيوية. منهج الرياضيات برهاني عقلي استنتاجي، بينما منهج علوم المادة فهو يعتمد على الملاحظة والتجربة، نظرا للطبيعة الحسية التي تميز الظواهر المادية. ويهدف إلى بلوغ القانون العلمي، الذي يعبر عن الحادثة المدروسة وفق النسق الاستقرائي. الرياضيات تمتاز بالدقة إذ يقول بليز باسكال: "إن الهندسة هي العلم الوحيد من العلوم الإنسانية التي تنتج نتائج معصومة عن الخطأ". كما يقول كلود برنارد: "إن مبدأ العالم الرياضي مبدأ مطلق لأنه لا ينطبق على العالم الموضوعـي". أما العلوم الطبيعية فإنها لا تنشد إلا الاحتمال المرجح كما قال كلود برنارد مرة ثانية: "إن الاستدلال التجريبي يبقى من طبيعته دائما ارتيابيا".
2– أوجــه الاتفـاق: لكن وجود اختلاف بين الحدين، لا يمنع من تسجيل تشابه بينهما، لأن الرياضيات والعلوم الطبيعية كلاهما يعتمد على المبادئ العقلية السابقة عن التجربـة، فالفكر الرياضي والتجريبي ينطلقان من منطلقات هي عند الرياضي بديهيات ومصادرات، وعند المجرب افتراضات. يقول برنارد: "لا توجد بالنسبة للفكر إلا كيفية واحدة للاستدلال، كما أنه لا توجد للجسم سوى كيفية واحدة في المشي". كما أن اليقين الرياضي يتجه إلى النسبية، إذا ارتبط بعالم الحس الذي انطلق منه أنصار النسق الأكسيومي، والواقع هو موضوع الدراسات العلمية.كلاهما إبداع إنساني وظفهما من أجل فهم الوجود، وتعزيز تصديه لتحدي الطبيعة التي لم تقدم له شيئا جاهزا.
3– نقاط التداخـل:إن العلاقة الموجودة بين الرياضيات والعلوم الطبيعية هي نفسها العلاقة الموجودة بين الاستقراء والاستنتاج. فعلوم المادة تعتمد الاستقراء، وهو الانتقال من الجزء إلى الكل، والجزء هو نتيجة للاستنتاج الذي تم اعتماده في الرياضيات. كما أن البرهان الرياضي يعتمد على الاستقراء، لأنه أداة بناء المسلمات في الرياضيات المعاصرة. الرياضيات هي العلم الأول الذي استقل عن الفلسفة، وهي بذلك تعد منطلقا للعلوم. إذ يقول غاليلي: "إن الطبيعة مكتوبة بحروف لن يفهمها إلا من كان رياضيا". كما أن العلوم التجريبية حاولت إنزال الرياضيات من عالمها المجرد إلى الواقع، وهو ما تجسد في النسق الأكسيومي.
III - خاتمة (حل المشكلة ) ختام القول يمكن التأكيد أن الدراسة الأولية لكل من الحدين، تمنحنا اعتقادا بوجود اختلاف بينهما، خاصة وأن التباين من حيث المفهوم يفرض ذلك. أما الدراسة التأملية للعلاقة بينهما من الناحية العملية، فتمنحنا اقتناعا بوجود تشابه بينهما، لأن كلاهما يعد علما، واقتناعا أيضا بالتكامل الوظيفي، لأن الرياضيات تعد لغة لكل العلوم. كما أن الرياضيات المعاصرة حاولت اعتماد المنطلقات الافتراضية، ونتائج العلم من أجل أن تكون أقرب إلى الواقع والعلم الحقيقي.
اسؤلة مشابهة يمكن ايجادها في بعض مواضيع :
ما الفرق بين العلوم الرياضية والعلوم التجريبية؟ما الذي يميز الاستدلال الرياضي عن الاستدلال التجريبي؟
المقارنة بين الرياضيات و العلوم التجريبية
ما الذي يميز الحقيقة الرياضية عن الحقيقة التجريبية ؟
قارن بين المعرفة الرياضية والمعرفة التجريبية
II - التوسيـع ( محاولة حل المشكلة)
- أوجـه الاختلاف:إن الدراسة النقدية لكل من الحدين تقودنا إلى تسجيل نقاط اختلاف جوهرية، كون الرياضيات هي العلم العقلي المجرد، الذي يهتم بدراسة الكم. بينما العلوم فهي تلك المعرفة المحققة بالتجريب. موضوع الرياضيات هو المقادير القابلة للقياس "الأشكال الهندسية والأرقام"، بينما تدرس العلوم الطبيعية الظواهر الطبيعية المحسوسة، فالفيزياء مثلا تدرس التغيرات التي تطرأ على الأجسام الطبيعية، كالحرارة والكهرباء، والضوء، والمغناطيس، بينما تدرس البيولوجيا المواد الحية وظواهرها الفيزيولوجية الحيوية. منهج الرياضيات برهاني عقلي استنتاجي، بينما منهج علوم المادة فهو يعتمد على الملاحظة والتجربة، نظرا للطبيعة الحسية التي تميز الظواهر المادية. ويهدف إلى بلوغ القانون العلمي، الذي يعبر عن الحادثة المدروسة وفق النسق الاستقرائي. الرياضيات تمتاز بالدقة إذ يقول بليز باسكال: "إن الهندسة هي العلم الوحيد من العلوم الإنسانية التي تنتج نتائج معصومة عن الخطأ". كما يقول كلود برنارد: "إن مبدأ العالم الرياضي مبدأ مطلق لأنه لا ينطبق على العالم الموضوعـي". أما العلوم الطبيعية فإنها لا تنشد إلا الاحتمال المرجح كما قال كلود برنارد مرة ثانية: "إن الاستدلال التجريبي يبقى من طبيعته دائما ارتيابيا".
اقرا ايضا : مقالة جدلية مختصر هل نجاح الفكرة هو معيار صدقها؟
2– أوجــه الاتفـاق: لكن وجود اختلاف بين الحدين، لا يمنع من تسجيل تشابه بينهما، لأن الرياضيات والعلوم الطبيعية كلاهما يعتمد على المبادئ العقلية السابقة عن التجربـة، فالفكر الرياضي والتجريبي ينطلقان من منطلقات هي عند الرياضي بديهيات ومصادرات، وعند المجرب افتراضات. يقول برنارد: "لا توجد بالنسبة للفكر إلا كيفية واحدة للاستدلال، كما أنه لا توجد للجسم سوى كيفية واحدة في المشي". كما أن اليقين الرياضي يتجه إلى النسبية، إذا ارتبط بعالم الحس الذي انطلق منه أنصار النسق الأكسيومي، والواقع هو موضوع الدراسات العلمية.كلاهما إبداع إنساني وظفهما من أجل فهم الوجود، وتعزيز تصديه لتحدي الطبيعة التي لم تقدم له شيئا جاهزا.
3– نقاط التداخـل:إن العلاقة الموجودة بين الرياضيات والعلوم الطبيعية هي نفسها العلاقة الموجودة بين الاستقراء والاستنتاج. فعلوم المادة تعتمد الاستقراء، وهو الانتقال من الجزء إلى الكل، والجزء هو نتيجة للاستنتاج الذي تم اعتماده في الرياضيات. كما أن البرهان الرياضي يعتمد على الاستقراء، لأنه أداة بناء المسلمات في الرياضيات المعاصرة. الرياضيات هي العلم الأول الذي استقل عن الفلسفة، وهي بذلك تعد منطلقا للعلوم. إذ يقول غاليلي: "إن الطبيعة مكتوبة بحروف لن يفهمها إلا من كان رياضيا". كما أن العلوم التجريبية حاولت إنزال الرياضيات من عالمها المجرد إلى الواقع، وهو ما تجسد في النسق الأكسيومي.
III - خاتمة (حل المشكلة ) ختام القول يمكن التأكيد أن الدراسة الأولية لكل من الحدين، تمنحنا اعتقادا بوجود اختلاف بينهما، خاصة وأن التباين من حيث المفهوم يفرض ذلك. أما الدراسة التأملية للعلاقة بينهما من الناحية العملية، فتمنحنا اقتناعا بوجود تشابه بينهما، لأن كلاهما يعد علما، واقتناعا أيضا بالتكامل الوظيفي، لأن الرياضيات تعد لغة لكل العلوم. كما أن الرياضيات المعاصرة حاولت اعتماد المنطلقات الافتراضية، ونتائج العلم من أجل أن تكون أقرب إلى الواقع والعلم الحقيقي.
شكرا
ردحذف